الرأي

“بوناني” رغم الزلط والتفرعين!

جمال لعلامي
  • 1094
  • 2

أشعل الفائزون بمنصب السيناتور، “الفيميجان” وأقاموا “الزرد” والمآدب، عشية دخول العام الجديد 2019، لكن هل احتفلت معهم “الأغلبية المسحوقة” من الجزائريين الذين أنهكتهم أزمة البترول وانهيار الدينار والقدرة الشرائية، ولم يعودوا قادرين على إدخال أيديهم في جيوبهم، نتيجة “الزلط”، ومع ذلك، يستمرّون في “التفرعين”، من باب “همّ يضحك وهمّ يبكي”، رغم أن المثل يقول “كي تشبع الكرش تقول للرّاس غنـّي”!
المزلوطون يستقبلون العام الجديد بالمخاوف الواردة على لسان البنك المركزي، الذي بشرهم بطلب الحكومة طبع 114 ألف مليار أخرى، إضافة إلى الـ400 ألف مليار التي تم نسخها في أقل من 11 شهرا، مع “بُشرى” استمرار تراجع احتياطي الصرف ومدخرات الجزائريين في “الشحيحة”!
الجزائريون يودّعون العام 2018 بأخبار “الحرّاقة” وقوارب الموت التي مازالت تحمل شبابا ونساء وحتى رضعا، باسم ملاحقة “لقمة العيش”، هناك من وراء البحار، ورغم الضحايا الذين “يأكلهم الحوت”، إلاّ أن العدوى تكاد تنتقل والعياذ بالله إلى وباء، ممّا ألزم الأئمة بالتدخل، علّ “حلال وحرام” يضع حدا للنزيف ويوقف دموع الأهالي!
سنة أخرى “ضاعت”، لم تكشف فيها الأحزاب، بوزرائها ونوابها وأميارها ومنتخبيها المحليين، حصيلة عملها ونشاطاتها وماذا قدمت للمواطنين، وما لم تقدّمه، بعيدا عن أماني الانتخابات والحسابات المرتبطة بها وبامتيازاتها وغنائمها، وبعيدا عن أرقام “الشكارة” والاستثمارات والصفقات السياسوية، التي لا ناقة للمواطن فيها ولا جمل ولا حتى عنزة!
سنة أخرى تمرّ مرور الكرام، دون أن تتقدّم الحكومة بحصيلتها، حالها حال البرلمان، الذي أغلق بعض نوابه بابه الرئيسي بالسلاسل و”الكادنة”، ويستمرّ إلى أن يثبت العكس في غلق أذنيه تجاه مطالب المواطنين وانشغالاتهم، ومطالب العمال في مختلف القطاعات، في ما يخصّ التقاعد والأجور وملاءمتها مع وضعية الأسعار وحركة القدرة الشرائية والعملة الوطنية ونسبة التضخم والبطالة وتطوّر المؤشرات الاقتصادية!
أهلا وسهلا ومرحبا، بعام 2019.. هكذا يردّد الجزائريون دون تردّد، لكنهم متخوّفون على جيوبهم أكثر، خاصة في ظل تنبؤات الخبراء ممّن يحذرون ولا يقدّمون الحلول، أو يقترحون البدائل التي لن تـُطبق إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، ولأن العام “الميّت” 2018، كان ماليا واقتصاديا بامتياز، تتوجّه كلّ الأنظار إلى الجديد الذي له صلة بالأرزاق في 2019!
سيبقى المواطن مهموما ومهتمّا ومحموما، بقضايا المعيشة و”الشهرية” والسكن والشغل والزواج والمنح العائلية والضمان الاجتماعي والتقاعد المسبق والمتأخر، وزحمة المرور، والأسعار، والاكتظاظ بالمدارس، والنقل والإطعام المدرسيين، وغيرها من الاهتمامات والأولويات، التي يتمنى من أعماق قلبه أن تتغيّر نحو الأحسن في العام الجديد.. فكلّ عام وأنتم بألف مليون بخير رغم كل شيء!

مقالات ذات صلة