بيتكوفيتش يقف على الأجواء ويضع “ورقة طريق” النهوض بـ”الخضر”

وقفت الجماهير الجزائرية على المدرب الوطني الجديد فلاديمير بيتكوفيتش، وهذا بعدما حل بأرض الوطن الإثنين، حيث وقع على العقد وعاين عدة مرافق رياضية، مثلما عقد ندوة صحفية كشف فيها عن طموحاته بمناسبة المهمة التي تنتظره مع محاربي الصحراء، وهي تصريحات جمعت بين الواقعية والطموح في إحداث ثورية نوعية تعيد بريق المنتخب الوطني، وتسمح بتحقيق أهداف طموحة بمناسبة التحديات المرتقبة في تصفيات الكان والمونديال.

دخلت الاتحادية الجزائرية لكرة القدم مرحلة الخطوات الميدانية الجادة، وهذا بعدما طوت نهائيا ملف المدرب السابق جمال بلماضي، بعدما تعاقدت رسميا مع المدرب الجديد فلاديمير بيتكوفيتش الذي يبدو أنه قد ضبط ساعته من الآن مع التحديات الهامة التي تنتظره مع المنتخب الوطني، من خلال إعلانه في تصريحاته إلى القيام بعدة تدابير لها علاقة بطريقة العمل والإجراءات المتخذة من الآن، وفي مقدمة ذلك توسيع قائمة تتشكل من 35 لاعبا، مع مراهنته على العناصر الأكثر جاهزية وقدرة على منح الإضافة اللازمة للتشكيلة الوطنية، مؤكدا في السياق ذاته أنه سيبدأ العمل من نقطة البداية وفق برنامج سيحرص على تجسيده بصفة مرحلية وفق المعطيات المتاحة والأهداف المسطرة، وهذا من خلال العمل على مواصلة تعبيد مسيرة التصفيات المؤهلة لمونديال 2026، وكذلك الحرص على كسب تأشيرة التواجد في نهائيات “كان 2025″، ما يجعله في سباق ضد الزمن لضمان جاهزية المنتخب الوطني تحسبا للمواعيد الرسمية المرتقبة شهر جوان المقبل، وقبل ذلك، فإن الفرصة متاحة له لأخذ نظرة عامة على العناصر الوطنية بمناسبة بعض المواعيد الودية التي ستضع الجميع على المحك للعودة إلى الواجهة من موقع جيد.

وإذا كان بعض المتتبعين قد لمحوا إلى عائق اللغة، في ظل حتمية اللجوء إلى الترجمة لتقريب الرسالة بين المدرب ومحيطه المقرب خلال التدريبات وكذلك الندوات الصحفية، فإن هذا العائق في نظر البعض يمكن التغلب عليه إذا اتسم الجميع بالمرونة اللازمة بالشكل الذي يخدم واقع ومستقبل المنتخب الوطني، خاصة وأن التقني الكرواتي البوسني يتقن عدة لغات، ما يجعله في وضع مناسب للقيام بعمله، مع حفظ درس ما حدث مع رايفاتش الذي لم يعمر طويلا مع المنتخب الوطني، بعدما أرغم على الانسحاب مباشرة بعد أول مباراة رسمية يشرف فيها على الخضر، كان ذلك خريف عام 2016 أمام منتخب الكاميرون في إطار تصفيات مونديال 2018.

من جانب آخر، يرى بعض العارفين ببيت المنتخب الوطني بأن خيار الاعتماد على نبيل نغيز كمدرب مساعد من شانه أن يسهل مهمة المدرب الجديد ل”الحضر” من ناحية التواصل مع اللاعبين وكذلك مختلف التفاصيل التي تخص الجانبين الفني والمهني، بحكم أن نبيل نغيز له تجربة مهمة مع المنتخب الوطني إذ اشتغل مساعدا للفرنسي غوركوف، مثلما حقق نجاحات مهمة على صعيد الأندية، وهو الذي أشرف على عدة فرق معروفة في البطولة الوطنية ودوريات عربية، ما يتطلب الاستثمار في هذا الجانب لتشكيل طاقم فني متكامل يتوفر على المناخ المناسب لأداء مهامه وفق الأهداف المسكرة والتحديات التي تنتظره خلال الأسابيع المقبلة.

وعلى ضوء الأجواء التي عرفتها الندوة الصحفية، فيبدو أن المدرب بيتكوفيتش سيحرص كثيرا على إثبات ذاته حتى يؤكد مجددا على كفاءته، وهو الذي حقق مسيرة مهمة مع المنتخب السويسري، مثلما كانت له تجارب مهنية مهمة في عدة بطولات أوروبية، ما يجعله أمام فرصة مهمة للبرهنة مجددا مع المنتخب الوطني بغية إعادة محاربي الصحراء إلى الواجهة بعد 3 نكسات متتالية حرمتهم من التألق قاريا ودوليا، ليبقى الرهان منصبا من الآن على ضرورة التواجد في مونديال 2026 مع عدم تفويت فرصة المشاركة وترك بصمة ايجابية في “كان 2025”.