جواهر
فترة عقد القران في المجتمعات المسلمة

بين المسموح والممنوع.. آهات ودموع!

جواهر الشروق
  • 18149
  • 0
ح.م

تعتبر فترة عقد القرآن من أجمل مراحل الحياة الزوجية، والتي ينتظرها الشاب والفتاة، فهي التي أحل الله فيها كلمات الحب، ولمسات الود والرحمة بينهما، وهي التي أهداها إليهم الله تعالى، بعد فترة من الصبر لنيل الحلال.

لكن في بعض الأحيان تحدث بعض اختلافات وجهات النظر بين أهل الفتاةخاصة والدهاوبين الشاب، فمن تطيع؟

وقد تتساءل الفتاة بحرج، حول حدود المسموح لزوجها ورفيق دربها، وهي ما زالت في بيت أهلها.

ارتباك ومشاعر فياضة

تبدأ مريممن الأردن حديثها قائلة:”أنا كانت فترة عقدي طويلة جدا حيث كان زوجي هو مدرسي فكان يدرس لي في فترة الثانوية التي كنا قد عقدنا قبلها بوقت بسيط، ومن ثم تخرجي من الثانوية وظل زوجي ينتظرني إلي أن أتممت دراستي الجامعية وتخرجت من الجامعة ثم تزوجنا بعدها بسنة..”

وتعد فترة العقد فترة محيرة جدا شرعا، وعرفاً، ولا يوجد رأي فقهي واضح يوضح الحدود والضوابط الخاصة لهذه الفترة، لذلك ظل هناك تخبط وارتباك في كيفية التعامل مع الخطيبين، فنجد أن هناك الكثير من الآباء الذين لم يفرقوا بين هذه الفترة وفترة الخطبة فنجد الكثير من الأباء يطلب من ابنته أن تلتقي بزوجها في وجود محرم أو حتى بكامل زيها الشرعي.

فقال لنا مجاهدمن مصر: كان والد زوجتي في فترة العقد لا يسمح لنا بالجلوس بمفردنا بل كانت كل عائلتها تجلس معنا.. فكان هذا الأمر يضايقني مما جعلني أعجل بالبناء بها.

وتضيف سما ـ من سوريا: كنت علي اعتقاد من أنني عندما يعقد بي خطيبي سوف نجد بعضا من الحرية فهو صار زوجي على حسب نص العقد بينه وبين أبي؛ لكننا وجدنا غير ذلك فأبي لا يسمح لي أن يراني زوجي بشعري مثلا أو بأي ملابس غير الزي الشرعي الذي كان يراني به طوال فترة الخطبة بل يأمرني أبي بأن أرتدي (العباءة والخمار) أمام زوجي..!

لا للتشدد بعد الحلال !

وكانت نفس المشكلة مع عمرمن الأردن فيقول: “والد زوجتي كثير التشدد علينا فهو لا يسمح لي بعد العقد أن أرها كما أحب أن يري أي زوج زوجته فترة العقد فمثلا يراها بشعرها،،لكن والدها كان يجعلها ترتدي زيها الشرعي كاملاً أمامي وعندما نجلس سويا أو نخرج للتنزه يخرج معنا أخوها أو أختها ووالدتها..مما جعلني أعجل بالزفاف.”

وهناك البعض الأخر يحاول أن يتوسط، فيرى أن فترة العقد فرصة للحب الرومانسي مع اختطاف بعض الحقوق التي تبدد قليلا من هذه الأشواق الملتهبة، وتهدئ ضغوط الرغبات الثائرة.

فتقول لاميسمن لبنان: “الحمد لله أن أبي يسمح لي في فترة العقد أن ألبس ما يحلو لي من ملابس أمام زوجي ولكن تكون بحدود الأدب، كما أننا نخرج سويا لنتنزه كما يفعل كل المحبين والمتزوجين؛ فأنا أنظر هنا أن فترة العقد غير الخطبة فهي تبيح الكثير ولكن أيضا بحدود متلازمة مع الشرع.”

الشرع والعرف.. توافق أم تصادم!!

ولكن أيضا في هذه الفترة قد تقف الفتاه المسكينة حائرة في وسط هذا المشهد لا تدري في أي اتجاه تسير؟ مع الأب الذي لازال ينفق عليها وما زالت تعيش في بيته وتحت مسئوليته؟أم مع زوج المستقبل الذي يستعطفها بنظراته التي تؤكد لها أنه زوجها وهي زوجته.. كما أن البعض يعتقد أن هناك معركة بين الشرع وعرف المجتمع، وأن الشرع يبيح كل الحقوق الزوجية.. فهل صحيح أن المسألة مسألة صراع بين الشرع والعرف.

وعن هذا تقول هديمصر: كنت أعتقد أن فترة عقدي ستكون أحلي أيام حياتي قبل الزفاف، ولكن كل شيء تغير، فأنا أقف بين حربين زوجي من ناحية وأهلي من ناحية أخري، خاصة أني يتيمة وزوج أختي الكبرى هو الذي يدير موضوع زواجي، فزوجي مثلا يريدني أن أذهب لزيارة أهله بمفردي متعللاً أنني زوجته،  والشرع لا يعارض هذا،أما أهلي يرفضون هذا إلا أن تكون زيارة عائلية، لكن ليس بمفردي.

الفتاة بين قرارات أبيها وغضب زوجها

ويظن بعض الشباب أنه بعقد القران له الحق في أن يفرض كلمته علي زوجته، وهي ما تزال في بيت أبيها، ويدفعها علي التمرد علي إرادته، ظناً منه أنه يختبرها، هل ستسمع كلامه في المستقبل أم لا؟ ويضع الفتاه أمام اختياري.. أنا أو والدك!  وهذا النوع من الشباب ليس علي الصواب، والإسلام يرفض هذا السلوك طالما الفتاه لم تنتقل لبيت زوجها.

ومن أمثال هؤلاء الشباب يضيف أحمدلبنان قائلا: بعد أن عقدت علي مخطوبتي كان أهلها شديدين التعصب في وجهة نظري، فهم لا يوافقون علي أن نجلس سوياً بمفردنا، أو أن نتأخر خارج المنزل، كما أنهم يرفضون دخولها لمنزل أهلي بمفردها فأنا أعتبرهم يخالفون للشرع فأنا أعتبر زوجها أولا وأخيرا علي شرع الله وسنة رسوله، كما أن أهلها هم السبب وراء أى خلافات بيني وبينها، كما أنهم يفرضون رأيهم عليها، وعندما قررت أن نذهب أنا وهي وأهلي لشراء أثاث بيتنا، رفضوا أهلها معتبرين أنه من العرف أن يذهب كلا العائلتين لشراء الأثاث فكيف هم يسيرون علي العرف ويمنعون الشرع؟؟

ويتفق معه في الرأي حسام فيقول: أعتقد أنه بعد أن يعقد الشاب وتصبح خطيبته زوجته، عندها يستطيع أن يفرض رأيه عليها، فهي حسب نصون العقد والشرع صارت زوجته ومن حق الزوج علي زوجته أن تطيعه في الكل الأمور“.

عقد القران والخطوط الحمراء

وأخيراً فالرجل بمعني الكلمة هو الذي يدرك أن الكلمة كلمة الأب هي العليا طالما أنه مازال ينفق عليها، وليس معني ذلك أن زوج المستقبل ليس له صفه ولا كلمة، ولكن هنا لابد من استخدام الحكمة والمرونة والتفاهم مع زوجته، حتى تمر هذه الفترة الجميلة دون مشاكل.

فالفتاة بعد عقد القران مازالت في بيت أبيها أمامها اختياران:

الأول: إما أن تعامل العاقد علي أنه شبه زوج فتجلس معه وأمامه بكامل زينتها،  وتسمح له بما لا يسمح للغريب، علي أن يغترف من النهر غرف، وهذا الكلام عملياً غير منطقي لأن قانون العلاقة الجسدية بين الرجل والمرأة يقول أن الارتواء لا يكون إلا بالوصول لآخر مرحلة، ولا تكفي فيه غرفة من النهر، وكل محاولة لإخماد النيران دون الوصول للمحطة الأخيرةوهي الفراشلا تعني في الحقيقة إلا المزيد من الاستثارة.. وهنا يخرج الشاب من عند الفتاه مشبع بهده الأحاسيس فكيف له أن يفرغ هذه الشهوة العارمة؟؟

أما الثاني: أن تتعامل الفتاه العاقد علي أنه شخص غريب كالخاطب تماماً، وهنا أي قوة ستقنع العاقد أن يصوم عن زوجته تقريباً..

وهنا الاختياران محيران وشديدان في الصعوبة.. وهنا عليك أن تحذري الخلوة الكاملة مع زوجك قبل الزفاف، ولا تبالغي في الزينة له، ولا ترتدي الملابس الفاضحة بشدة  له حتى لا تستثيريه، ولا توافقي علي ما يطلب منك بحجة أنه زوجك، واحفظي هذه العبارة :”  أنا مازلت في بيت أبي، ومازال أبي هو الذي ينفق علي، فضلا عن أنه أبي، وعندما نكون في بيتنا أفعل ما أشاء، ولاحق لي عصيان أبي قبل الزفاف، ولا كسره أمام المجتمع إن أخذ الرجل ما لا يحق له في هذه الفترة، الأهم أن تفكري أن الزوج قد يموت أو يطلق فترة العقد، ماذا سيحدث بعدها؟؟

مقالات ذات صلة