-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

بين المقاومة .. والمقامرة

بين المقاومة .. والمقامرة

أصعب ما في الحروب هي تداعياتها والدروس المستخلصة منها واستثمار نتائجها.. هذه المقولة تأكدت بُعيد انتهاء العدوان الإسرائيلي على لبنان، حيث دقت طبول أخرى أكثر لهيبا أكدت أن الحرب فعلا هي (الجهاد الأصغر)، كما وصفها رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم، والجهاد الأكبر‮ ‬هو‮ ‬ما‮ ‬يأتي‮ ‬بعد‮ ‬الحرب‮.‬
عبد الناصر
أما الجهاد الأعظم، فهو ما يسبق هاته المراحل جميعها والذي خاضه حزب الله بنجاح أبهر الأعداء قبل المحايدين بعيدا عن كرنفالات استعراض القوة الذي مازال للأسف يميز بعض الفصائل الفلسطينية التي حان الوقت لتأخذ الدرس كله من تخطيطات المقاومة اللبنانية بقيادة السيد حسن‮ ‬نصر‮ ‬الله‮ ‬الذي‮ ‬أخذ‮ ‬من‮ ‬ألوية‮ ‬اليابان‮ ‬وكفاح‮ ‬الفيتناميين‮ ‬وحلم‮ ‬الإيرانيين‮ ‬وسرية‮ ‬الإسرائيليين،‮ ‬فخرج‮ ‬خلال‮ ‬الحرب‮ ‬بتكتيكات‮ ‬جديدة‮ ‬أذهلت‮ ‬العدو‮ ‬قبل‮ ‬الصديق‮.‬
الرجل لم يقل أبدا إنه سيحطم إسرائيل ويحرق نصفها ويرميها في البحر، كان يقول إنها ليست غولا يلتهم الجميع وإمكانية كسرها متوفرة.. لأجل ذلك حقق كل ما خطط له ولم تحقق إسرائيل أي شيء اللهم بعض الثأر في أرض فلسطين، حيث وجدت نفسها دون منافس حقيقي يقارعها، كما فعل حزب‮ ‬الله‮.‬
لا يمكن لأحد أن يستصغر تضحيات الفلسطينيين الذين امتهنوا على مدار حوالي ستين سنة مهنة الكفاح والتضحية، لكن ما فعله حزب الله في ظرف أقل من ربع قرن يحتاج إلى أن يتحول إلى مثال يقتدى به بعيدا عن كرنفالات فتح وأخواتها وتهديدات صدام المجانية وضربات القاعدة التي أصبحت‮ ‬تصيبنا‮ ‬قبل‮ ‬أن‮ ‬تصيبهم‮.‬
الحرب انتهت وهي في حقيقتها لم تبدأ بعد، فأولمرت قال إنه سيتابع حزب الله في كل مكان وبوش قال إن إرهاب حزب الله من إرهاب إيران وسوريا، ونجاد قال إنه متيقن أن إسرائيل في مهب الريح وبشار وصف بعض العرب بأنصاف الرجال ونصر الله قال إن حزب الله حقق نصرا استراتيجيا‮ ‬وتاريخيا‮.. ‬والكل‮ ‬صادق،‮ ‬لأنه‮ ‬الفاعل‮ ‬الحقيقي‮ ‬للمعركة‮ ‬في‮ ‬غياب‮ ‬قول‮ ‬الفصل‮ ‬لأصحاب‮ ‬القضية‮ ‬الحقيقيين‮ ‬وهم‮ ‬الفلسطينيون‮ ‬وقولهم‮ ‬يجب‮ ‬أن‮ ‬يكون‮ ‬فعلا‮ ‬حاضرا‮ ‬ومستقبليا‮ ‬على‭ ‬وزن‮ “‬نصر‮ ‬الله‮”.‬

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!