-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

بين سلفية ابن باديس وسلفية فركوس

محمد بوالروايح
  • 7097
  • 26
بين سلفية ابن باديس وسلفية فركوس

رد محمد علي فركوس على منتقديه من العلماء والإعلاميين في كلمته الشهرية الأخيرة المعنونة: “تبيين الحقائق للسالك لتوقي طرق الغواية وأسباب المهالك” يحمل من عبارات الإعجاب بالرأي ما يجعلك تعتقد للوهلة الأولى أنك أمام وحيد عصره الذي كثيرا ما تصدر التآليف والتصانيف لجهابذة العلم وأساطين الفكر في القرون الخالية، أو تعتقد أنك أمام عالم جامع جمع علوم الأولين والآخرين وامتلأ حكمة ثم طفق يعلم الدهماء والعلماء على سواء وعلى طريقة “إرشاد السالك إلى ألفية ابن مالك”، ولا يتورع في رمي مخالفيه بالغواية واتهامهم بعدم الدراية، ويشق عليهم فيرسم لهم سبيل النجاة على طريقة كبار الدعاة حتى يجنبهم المهالك ويرشدهم إلى أرقى المسالك.
في رد محمد علي فركوس كثير من الاعتدادية والنرجسية حتى إنه يخيل إليك أن الرجل يحدثك من عل فهو يستعين على منتقديه بابن تيمية وابن باديس ومقالات الشعراء ولو كانوا ممن وصفهم القرآن الكريم بقوله: “والشعراء يتبعهم الغاوون ألم تر أنهم في كل واد يهيمون وأنهم يقولون ما لا يفعلون” لأنه يرى نفسه في سجال ونزال يجعل كل وسيلة مشروعة طالما أنها تحقق الغاية المرجوة وهي إفحام الخصم.
لا أريد أن أقف عند كل ما قاله محمد علي فركوس في كلمته الشهرية لأنه في اعتقادي كلام مكرر ومجتر، كتب بلغة القرن الرابع الهجري أو ما قبله، ثم أضاف إليه فركوس من بدائع صناعته الفقهية وزخرفته اللفظية حتى صار أقرب إلى الجدل الكلامي الذي لا يتوانى هو نفسه في تشنيعه، وتبديع أهله، أريد فقط أن أقف عند ما قاله عن ابن باديس وعقيدته السلفية ورده على الطرقية والمبتدعة في زمانه، وأن الجمعية الأصيلة التي أسسها ابن باديس على منهج السلف ليست هي جمعية العلماء المسلمين الحالية التي ارتمت كما زعم في أحضان الصوفية وتنكرت لتعاليم ابن باديس بما اختلقته وابتدعته، ولأن محمد علي فركوس كان بحاجة إلى تسويق هذا البهتان على جمعية العلماء المسلمين الجزائريين الحالية فإنه لم يجد بدا من الاستعانة بجواهر البيان للشيخ محمد البشير الإبراهيمي “الذي استقى وانتقى من كلامه ما يؤيد فكرته عملا بمقولة: “كل يجر النار إلى قرصه”، ولم تكن جمعية العلماء المسلمين الجزائريين الحالية هي وحدها من طالها صلف فركوس بل كان هذا قدرا مشتركا تقاسمته معها مؤسسات الأمة، وذلك بقوله إن هناك من بنى مرجعيته الدينية على البدعة الأشعرية وجعلها مدار الولاء والبراء، وهكذا استوى الكل عند فركوس في الثلب والسب.
يدعي محمد علي فركوس وصلا بابن باديس وينبري -كما يزعم- للذود عنه ضد المتاجرين بأفكاره مما يوحي بطريقة أو بأخرى أن ابن باديس معتدى ومفترى عليه فهو السلفي الذي خانه بعض أتباعه ونسبوا إليه ما ليس من فقهه وفكره، ولذلك وجب أن يرد إلى حمى السلفية.
لقد نظرت في سلفية ابن باديس فوجدتها سلفية بناءة مثمرة أصلها ثابت وفرعها في السماء، سلفية جمعت الأمة وامتنعت عن الزج بها في براثن الفتنة، وعي أصحابها رسالة الجمعية الجامعة فلم يدعوا إلى عصبية ولم يكن لهم من خصوم إلا من حاد عن الجادة من الطرقيين ومن لفّ لفهم، سلفية جعلت الحق فوق كل أحد والوطن قبل كل شيء، سلفية لم يؤثر عن إمامها أنه أطلق العنان ليراعه ولسانه لينال من إخوانه، ونظرت في سلفية محمد علي فركوس فوجدتها سلفية مفرقة منفرة يدعي أصحابها وصلا بالسلف ولكنهم لا يقتدون بهم في الصدق وخلق الرفق “ما كان الرفق في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه”، لقد استخدم محمد علي فركوس للنكاية بمخالفيه كل أساليب التقريع والتجريح التي تتنافى مع الخلق والمنهج السلفي تنافيا مطلقا، إن سلفية هذا شأنها ليست إلا كذبا على السلف ونصبا وصلفا وتعصبا تجعل صاحبها أحرى بوصف “لا سلف ولا خلف” كما قال شيخنا وأستاذنا محمد الغزالي رحمه الله.
لقد بعث محمد علي فركوس الخلافات الفقهية القديمة بعد فوات وأحياها بعد موات، وعاد بنا إلى عهد المهدي بن تومرت وكيف أنه أخرج أهل المغرب عن السلفية وأدخلهم في طريقته الشيعية، فما الجدوى من إثارة هذه الخلافات التي انتهت وانتهى صاحبها ونبت الربيع على دمنه، واختار المسلمون بعده مرجعيتهم وذادوا عنها والتفوا حولها؟، وما الجدوى من الاستغراق في سرد تاريخ الفرق وقد ولى من زمان ولم يعد له ذكر على أي لسان.
لقد فرق محمد علي فركوس أوصال جمعية العلماء المسلمين الجزائريين وقسمها إلى جمعية أصيلة، وهي تلك التي أسسها ابن باديس وجمعية حالية غلبت عليها النزعة الفلسفية والحزبية، وأقول إن جمعية العلماء المسلمين الجزائريين هي جمعية واحدة موحدة وممتدة، لا يؤثر فيها عامل الزمان، وهي في صورتها الأولى والأخيرة جمعية إسلامية إصلاحية جزائرية وكفى.
ويصل صلف محمد علي فركوس إلى منتهاه وهو يتهجم على جمعية العلماء المسلمين الجزائريين وعلمائها فيصفهم بأنهم اتخذوها مطية لاستغفال الأمة وتكثير السواد وإضلال العباد، حيث يقول: “..هكذا أضحت جمعية العلماء المسلمين الأصيلة بين أيدي جمع من الفلاسفة والمتصوفة وأضرابهم من المتحزبين ومن ينتسب إلى مذهب السلف زورا -مع الأسف الشديد- يشوّهون مبادئها، ويعبثون بمقوماتها، ويعيثون فيها فسادا، فغيروا معالمها وخططها وأضاعوا أسسها ومقاصدها، وأخلوا بقواعدها ومناهجها، وأدخلوا فيها البدع والعوائد والحوادث، ولبسوا على الناس صوت الحق وخنقوه بعويلهم وصيحاتهم، وانتفضوا على أهل السنة وضيقوا عليهم في المساجد وغيرها من الميادين الدعوية، فخانوا العهد، وضيعوا الأمانة، واتخذوا من الشيخ عبد الحميد بن باديس -رحمه الله- واجهة لها ودثارا وذريعة ليكسبوا قلوب الجزائريين باسم الجمعية وليمرروا من ورائه -ما أخفوا- تحته من مذهب الأشعرية والصوفية شعارا، ويحيوا بها أباطيلهم وينشروا خرافاتهم فسلبوا الجمعية الباديسية جوهرها ومضمونها المتمثل في تقرير التوحيد والاتباع وتقويم الأخلاق على منهج أهل السنة والجماعة القائم على محاربة الشرك والبدع والحوادث، وذم التعصب المذهبي والجمود الفكري ونحو ذلك”.
هكذا لا يتورع محمد علي فركوس في تصوير القائمين على شؤون جمعية العلماء المسلمين الجزائريين بأنهم أشبه بجماعة من النفعيين الذين باعوا الجمعية، وباعوا القضية، وتستروا وراءها لحاجة في نفس يعقوب قضاها، فهل هذه سلفية أم خلفية أم نزعة انتقامية؟

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
26
  • Mohamed

    السلام عليكم :
    اخي صحح قولك في الآية التي تتحدث عن الشعراء لان فيها استثناء فالرسول كان لديه شاعر و هو حسان بن ثابت و قال النبي صلى الله عليه وسلم «ان في الشعر حكمة» لذا عليك اكمال الآية الكريمة فقال تعالى في سورة الشعراء [ : ( والشعراء يتبعهم الغاوون ( 224 ) ألم تر أنهم في كل واد يهيمون ( 225 ) وأنهم يقولون ما لا يفعلون ( 226 ) إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ( 227 ) ) ]
    فلا تقص قولا لا يكتمل به المعنى كمن يقرا(فويل للمصلين) بدون اكمال الآية التي تقول(فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون )
    و شكرا.

  • عموري محمد

    حفظ الله الشيخ فركوس والله يحفظ السلفية نتاعنا وإن رغمت أنوف الإخوان الخوان الخونة

  • نحن هنا

    خرجات فركوس من مخرجات صفقة القرن وإليكم الابيات التالية:
    صفقة القرن سرها مفضوح خيانة الايام تكشفها
    ذيك الفتوى جانلك من هيه قالوا راه ترامب زكاها
    صارحنا بالامر لاتخفيه هاهو ليبرمان أيدها
    فرحت المجوس يافركس وفتحت الثغور ع الامة
    وافقت اليهودفي المقصود وتبعت الباباص يوحنا
    استبدلت المعلومبالموهوم ونسخت القرءان بالسنة
    وحدة الامة جات في التنزيل محكمة وعلاه تنكرها
    مافيها محال للتاويل خاب المسعى موت بالقنطة

  • عبدالقادر

    أرجو من علمائنا الكرام أن لا ينشغلوا بالرد عن كل ناعق. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل )

  • salim

    لما أرى الللباس الأفغاني مازال متواجدا في بلادي و نحن في 2018 أكاد أفقد الأمل أن هدا الشعب سيواكب يوما اكبر البلدان في العالم حتى بعد عشرات القرون

  • حمزة الجزائري

    شتان بين جمعية العلماء المسلمين في عهد ابن باديس رحمه الله وبين عهد استاذ الفلسفة الصوفي قسوم وماقاله الشيخ فركوس لا غبار عليه بأنها حادت عن الطريق ولم يعد لها تأثير كبير في المجتمع الجزائري

  • عبد الكريم أم البواقي

    قال الشيخ فركوس: الصَّادق في دعوته يعتمد على العلم النَّافع الذي قام على الدَّليل والبرهان، واشتمل على ما جاء به النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم مِنَ الهُدَى ودِينِ الحقِّ؛ فلا تلمس منه اضطرابًا في دعوته ولا تلبيسًا فيها؛ فتَسْلَمُ أقوالُه وأفعاله مِنَ التَّناقض والتَّضادِّ، معزَّزةٌ كُلُّها بالحُجَّة، وسائرةٌ جميعُها بثباتٍ على المَحجَّة، وقائمةٌ على تحقيق العدل وأداءِ الأمانة على الوجه المطلوب شرعًا، وهو المراد مِنْ قوله تعالى:(عَلَىٰ بَصِيرَةٍ)
    بخلاف الكاذب في دعوته، فإنَّ الشُّبهة دليلُه، وردَّ الدَّليلِ بالتَّكذيب حُجَّتُه، والتَّأويلَ والمغالطاتِ عمدتُه، والتَّعصُّبَ نزعتُه...

  • taher cherifi

    فركوس مثل السيستاني لا نراه ويفتى من وراء الستار (آلهة)

  • عبد الحفيظ بن طيب

    السلام عليكم ، أعلم أخي الكريم أستاذي الفضيل أنه من سمات كل ذي علم أوعلوم أنه يتواصع في اساليب المناقشة و التعليق كما لا يخفا عليك يا أستاذي الفضيل ان هناك مقولة مشهورة : "تعلمت شئ وغابت عنك أشياء" فكيف أوصلك علمك المحدود غي السريعة الربانية إلى هذه الوقتحة والبجاعة لتتكلم في ذي علم و نزكية و و و ..... باله عليك ماهذه الجرأة حسبنا الله ونعم الوكيل.

  • محب الخير

    يا صاحب المقال،لا تكتب و لا تتفوه إلاّ بما يرضي ربّك فأنت مسئول عنه يوم القيامة ،وما أرى أنّ دعاء الأموات يرضي ربنّا فلتتق الله في دينك و أمانة العلم الذي وهبك إياه،و لا تلبّس على النّاس،فتعليمهم توحيد و عبادة المولى عزّ و جلّ من أشرف المهام و بيان الطرق المنحرفة من الواجبات فقد كان النبيّ صلى الله عليه و سلّم يبيّن لأمته سبل الخير ليتبعوها و طرق الشر ليجتنبوها ،فاتبع منهج نبيّك لتسلم إن شاء الله،اسمع لقول الله تعالى :{قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله}.أمّا عن صاحب الفضيلة الشيخ فركوس حفظنا الله و إياه على طاعته ،فقد اتاكم بآيات و أحايث نبوية ثابتة فقارعوه بالحجة و البيان من القرآن و

  • استاذ جامعي

    الاستاذ الجامعي الذي لا يتقن الرياضيات تجده دائما ضعيفا في تفكيره، حتى وإن درس الشريعة، فعندما يرد أحدا على آخر يجب أن لا يترك الثغرات، فمثلا عندما يستعمل صاحب المقال عبارة "اكل الدهر عليها وشرب" فهذا معناه اننا نسكت على كل مبتدع حتى وإن سب الصحابة أو قال علي هو الله ووو. فكروا قليلا يرحمكم الله.

  • يحيى "الشلف"

    عَليّ نَحْتُ القَوَافي مِنْ مَقَاطِعِها، وَمَا عَليّ لَهُم أنْ تَفهَمَ البَقَرُ

  • ع

    رحم الله المفكر الإسلامي محمد الغزالي الدي حارب سداجة الكهنوت المقنع. نحن قي عصر الإسلام فيه يرتقي و يرتقي و من المنتسبين له من ألغوا عقولهم و فكرهم و ينتضرون من يقرا لهم حصرا في مخطوطات الزمن الغابر. لا نزكي على الله أحد و أسوتنا الحبيب المصطفى صلى الله عليه و سلم. و كل ما بقي يؤخد منه و يرد لا كهنوت و لا تقديس.

  • صابر

    اللهم احفظ شيخنا العلامة المجدد الورع العالم الرباني المتفرد صاحب االعلم و التقى على خطى سلفه المجدد ابن باديس من مكائد المكيدين المبغضين لاهل السنة فهو ابن تيمية زمانه داحظ الاعداء من امامه وورائه

  • عبد الحميد السلفي

    السلام عليكم.
    والله لقد أصاب العلامة فركوس في وصف الجمعية الحالية التي جمعت كل شيء إلا العلماء,أيها الكاتب أنظر إلى الجمعية الحقيقية ومن كان في مكتبها وأنظر إلى الحالية الخالية ومن سوّد مجلسها ,وأحيلك إلى مقال جمع المتناقظات في الإعتقاد والسلوك ليس له سبق إلاّ عند الماسونية ,إنه كلام الفيلسوف قسوم ولك أن تراجع مقاله بالشروق أون لاين المؤرخ في الرابع من أفريل تحت عنوان مرجعيتنا الدينية الوطنية بين الغلاة والبغاة "فإنك لا محالة ستسارع إلى تأييد الوصف المسدد -وما أبدعه-الذي اسقطه العلاّمة فركوس على التخبط الجلي الذي تعانيه جمعية السطو على الإرث الباديسي السلفي وتوظيفه فيما لا يستوي.

  • محمد

    روى البخاري (2652) ، ومسلم (2533) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ يَجِيءُ أَقْوَامٌ تَسْبِقُ شَهَادَةُ أَحَدِهِمْ يَمِينَهُ، وَيَمِينُهُ شَهَادَتَهُ ) .
    قَالَ إِبْرَاهِيمُ: "وَكَانُوا يَضْرِبُونَنَا عَلَى الشَّهَادَةِ، وَالعَهْدِ" .
    قال النووي رحمه الله :
    "الصَّحِيحُ أَنَّ قَرْنَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : الصَّحَابَةُ ، وَالثَّانِي : التَّابِعُونَ ، وَالثَّالِثُ : تَابِعُوهُمْ" انتهى من " شرح النووي على مسلم "

  • جميل يسري

    الوطنية و أمم الدين لخدمة سلطته و مكن للطرقية التي تعيش عصرها الذهبي و أوجد بعد سبات عميق "نخبة دينية" تخدم مصالحه و تعينه على فرض نمط في التدين أطلق عليه المرجعية الوطنية و ما هو إلا شعار لصد الصحوة الإسلامية التي عمت المشارق و المغارب ثم دجّن الجمعية التاريخية و جعلها أداة طيعة في يده فكيف لا ينتفض الشيخ و الحال هذه و يستخدم أساليب التقريع مع مخالفيه غير أنه لم يتهجم على علمائها لأن علماءها قد أفضوا جميعا إلى ربهم فلا تتهجم أنت على الرجل و تتحامل عليه فهذا هو عين الصلف.. فيا ناطح الجبل العالي ليَكْلِمَه أَشفق على الرأسِ لا تُشْفِق على الجبلِ

  • جميل يسري

    فلم يعترف لها بكيان مادي و أدبي مستقل فجاهد ابن باديس ليقنع الجزائريين أولا أن "هذه الأمة الجزائرية الإسلامية ليست هي فرنسا، ولا يمكن أن تكون فرنسا، ولا تريد أن تصير فرنسا ولا تستطيع أن تصير فرنسا ولو أرادت" لذلك نجده يؤكد على الوطن الجزائري المتميز عن فرنسا بلغته و دينه و مع ذلك لم يجعل الوطن قبل كل شيء كما زعمت بل جعلته بعد الدين و اللغة وفق ما يقرره شعار الجمعية الإسلام ديننا – العربية لغتنا – الجزائر وطننا أما الشيخ فركوس الذي سطع نجمه في الجزائر مطلع الألفية الثالثة فاصدم بنظام ورث تركة المحتل الفرنسي و احتكر الوطنية و أمم الدين

  • جميل يسري

    ثم مالك تألب الدولة على الرجل و تزعم أن "صلفه طال مؤسسات الأمة " لا لشيء لأنه ضلل الأشعرية التي تجعل مدار الولاء والبراء على أصولها الفاسدة لأنك تعلم أن المذهب الرسمي غير المعلن للدولة هو عقد الأشعري أصولا و مذهب مالك فروعا و طريقة الجنيد سلوكا و هؤلاء الثلاثة الأقدمون الصالحون بريئون مما افتراه عليهم أتباعهم المتأخرون ....
    و أما مقارنتك البائسة بين سلفية ابن باديس و فركوس فهي مقانة غبية تقصي عامل الزمن و البيئة فابن باديس رحمه الله أبلى البلاء الحسن في التعليم و التربية و الإصلاح تحت نظام فرنسي غاشم ألحق الجزائر بفرنسا وكفر بدين الأمة و هويتها فلم يعترف لها بكيان مادي و أدبي مستقل

  • جميل يسري

    و إلا فلا تدعين أنك لا تريد أن تقف عند كل ما قاله الشيخ فركوس "لأنه كلام مكرر ومجتر، كتب بلغة القرن الرابع الهجري أو ما قبل" و قارع الحجة بالحجة و ردّ على الدليل بالدليل إن كنت أهلا لذلك، إن زعمك أن كلامه مكرر ، كتب بلغة القرن الرابع لا يختلف على أكاذيب العلمانيين و أضرابهم من بعض الحداثيين "المتنورين" ومن أسخف مزاعمك أنك رأيت أنه يستدل بمقالات الشعراء ولو كانوا ممن ذمهم القرآن إنه والله لجهل من الجهل أن تقول مثل هذا فالرجل لم يستدل بشعر الشعراء ابتداء انما ساقها مساق المثل و لا يزال العلماء يذكرون شعر الشعراء من باب التمثل و الإعتبار ولو كان قائله من أفجر الفجار و لا يجدون في ذلك غضاضة

  • جميل يسري

    لقد أبعدت النجعة يا أستاذ بولروايح فحتى لو افترضنا أن ما افتريته على الشيخ فركوس كان صدقا فما لك تسقط في العيب الذي تشنعه عليه فتتهم الرجل و تطعن في نيته و تذم منهجه و تقدح و تلمز " أتأمرون الناس بالبر و تنسون أنفسكم" ولكن يبدوا أنكم أشاعرة حقا مفتونين بالتأويل لذلك أصابكم مقال الشيخ فركوس في مقتل و آلمكم عتبه و لو كان الشيخ كما زعمتم قد بعث الخلافات الفقهية القديمة فما انتفاضكم عليه هكذا و تجندكم ضده و رميه عن قوس واحدة إن لم يكن كما تزعمون له – وهو لم يدع ذلك- "وحيد عصره" في هذا البلد المنكوب على الأقل.

  • عبد الرحمان إليزي

    نتمنى أن يكون هذا هو الرد الأخير لأن فركوس ومدرسته يبدوا أن من أهدافهم إلهاء الأمة وإشغالها عن قضايها الكبرى لأنه إذا كان الرافضة قد ألهو أهل السنة عن مناظرة اليهود والنصارى فإن الوهابيين قد أشغلوا أهل السنة عن مقارعة الرافضة والعلمانيين والجاحدين وذلك ببحثهم عن الخلافات وإخراجها لإلهاء الناس وكأنهم إكتشفوا شيئا جديدا فدعوة فركوس لا بد أنها تريد الرجوع بالأمة إلى تلك القرون الخوالي التي كان فيها يصلي في مسجد واحد إمامان وتعقد فيها حلق بدل حلقة كل يدعوا إلى مذهبه وقناعته ويطعن في الآخر ، أما إبن باديس فإنه كان جامعا ولم يكن مفرقا بيوض الإباضي كان في جمعيته فما عساكم قائلون .

  • مبارك بخاري

    حسبت أنك ستأتي في مقالك بأدلة من كلام علماء جمعية العلماء أمثال ابن باديس والإبراهيمي تفند ما ذكره الشيخ فركوس ولكنك لم تكلف نفسك عناء البحث. واستغربت حين وجدتك أستاذا جامعيا. احترموا عقول القراء من فضلكم.

  • ابوحذيفة التقرتي

    فما الجدوى من إثارة هذه الخلافات التي انتهت وانتهى صاحبها ونبت الربيع على دمنه، واختار المسلمون بعده مرجعيتهم وذادوا عنها والتفوا حولها؟،
    ببساطة لان اصحاب الجمعية يريدون حمل الناس على عقيدة ابن تومرت و تسويقها بانها عقيدة اصحاب الجمعية الاولى و لك ان تعود الى تمجيد و احتفاء عمار الطالبي للمتشيع ابن تومرت الذي قال فيه الميلي انه قلب راس الدعوة في المغرب الى محن و مجن و اختفت عقيدة السلف بمجيئه للمغرب العربي
    و منه يحق لنا ان نطرح سؤالا و هو : من اولى بتراث الجمعية ؟ الذي يحتفي بابن تومرت ام الذي يحذر من طريقته و نهجه ؟

  • عادل - وهران

    يا ناطح الجبل العالي ليَكْلِمَه أَشفق على الرأسِ لا تُشْفِق على الجبلِ

  • جزائري أصيل

    للتوضيح فقط: "ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله"، محمد فركوس مدخلي وليس سلفي.