الرأي

تأجيل المستعجل!

جمال لعلامي
  • 911
  • 1
ح.م
نورية بن غبريط

لم يفهم أغلب الأولياء قرار وزارة التربية بربط التلاميذ إلى غاية نهاية شهر جوان القادم، وإن كان “حبس” الأساتذة والإداريين مفهوما، فلماذا هذا “المنكر” في حق متمدرسين يكادون ينهون البرنامج الدراسي، ومنهم من أنهاه، لكن رزنامة امتحانات بن غبريط، أجلت العملية إلى ما بعد شهادتي “السانكيام” و”البيام”، ودفعت بها إلى غاية البكالوريا!
في أغلب الظن، فإن هذه الأجندة الجديدة، هي “انتقام” وتصفية حسابات بأثر رجعي، بين الوزارة والنقابات التي استعرضت عضلاتها على الوصاية، وسط العام الدراسي، وهاهم التلاميذ مرّة أخرى يسقطون رهينة لصراعات قديمة وجديدة لا ناقة لهم فيها، وتصوّروا استعداد تلميذ للامتحان، بعد انقطاع وقطيعة واضطراب في الحضور إلى القسم والتغيّب هذه الأيام بسبب الامتحانات الرسمية والتحضير لها!
أرعن هو من يُطالب بتقليص الموسم الدراسي، و”تسريح” التلاميذ قبل الأوان، وقبل إنهاء البرنامج، وإقحام رمضان والأعياد والمناسبات، في تحديد العطلة الصيفية، لكن هل يُعقل “اعتقال” التلاميذ ومنعهم من امتحانات الفصل الثالث، وقد دخل الصيف ووصلت الامتحانات النهائية؟ وهل يُمكن تصديق رواية “إتمام” البرنامج في وقت يشهد الأساتذة أن البرنامج انتهى أو يكاد؟
لا غرابة لو شنق أستاذ أو تلميذ أو حتى وليّ، نفسه بشلاغم القط، وهو يقرأ أو يسمع بتعليمة وزارة التربية تأمر فيها مديريها بملء فراغ التلاميذ والمعلمين معا، بالأعمال الترفيهية والمسرح والشطرنج، فأهلا وسهلا بهذه العبقرية والاختراع الذي قلـّما يقف عليه العقلاء والحكماء!
أرسلوا أبناءكم إلى المدارس صيفا، من أجل التمثيل و”التمهبيل”، إلى أن يحلّ آخر جوان ويخرجوا إلى العطلة، نزولا عند رغبة “صاحبة المعالي” التي ابتكرت طريقة جديدة لتسيير وحراسة المجموعة “التغبوية” بالحبس والترهيب ووضع الجميع تحت “الإقامة الجبرية” في مدارس أنهت البرنامج، الذي كانت الوزيرة نفسها، قد أمرت وأعلنت أنه ينبغي الانتهاء من البرنامج عند تاريخ 15 ماي، باستثناء المدارس التي اجتاحها الإضراب!
لكن، فجأة، الوزارة “دارت في رايها”، وأمرت مديريها بإمساك التلاميذ من خلال تأخير امتحانات الفصل الثالث إلى غاية نهاية شهر جوان، وتصوّروا هذه الخطة التي تسبّق شهادتي الابتدائي والمتوسط وتقريبا البكالوريا على الامتحانات الفصلية، فعلا لا حول ولا قوّة إلاّ بالله العليّ العظيم!
الظاهر أن وزارة التربية “والفت” الضغط، و”والفت” القرارات الفوقية التي تلغي قراراتها الارتجالية والمتسرّعة، و”والفت” غضب الأساتذة والتلاميذ والأولياء، و”والفت” معاداة الرأي العام، و”والفت” العمل بشعار “خالف تعرف”، وها هو دليل آخر هذه المرّة، قبضة حديدية في قضية تتطلب الحكمة وإدارتها بحكمة لا إفراط ولا تفريط!

مقالات ذات صلة