-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
اللاعبون يمرّون بمرحلة نفسية معقدة في أوربا

تأجيل جمال بلماضي قرار بقائه من عدمه غير مبرّر

ب. ع
  • 8705
  • 0
تأجيل جمال بلماضي قرار بقائه من عدمه غير مبرّر

لا يمكن أن يتواصل الحزن على تضييع التأهل إلى كأس العالم، أكثر من أسبوع، إن لم نقل بضع ساعات، بالنسبة لأي مدرب محترف، يعرف قواعد اللعبة الشعبية التي فيها الانتصار والخسارة وفيها الأخطاء التحكيمية وأيضا التكتيكية، ولا يمكن أن يكون هدف أي مدرب في العالم، واحد فقط، تتوقف عليه حياته وحياة من معه، ومن المفروض أن يكون أول من يقف ثانية، لأنه هو قائد المركبة، وحالة جمال بلماضي الغائب عن الجزائر، منذ مباراة الكاميرون في تشاكر التي خسرها بسبب أخطاء تحكيمية وتكتيكية وتنظيمية وغيرها، غير مبرر، فلا هو أعلن مواصلته ولا انسحابه ولا حتى قدّم اعتذارا للجمهور، أو كشف حقيقة غابت عنه، ولو من بعيد في عزلته التي طال أمدها، وقد تطول مثل عزلته التي جاءت بعد الإقصاء المهين للخضر من كأس أمم إفريقيا من الدور الأول في وجود منتخبين غير مصنفين لا عالميا ولا قاريا.

المتابع لحالة لاعبي المنتخب الوطني خاصة في أوربا، لاحظ حالة الإحباط الشديد التي يعيشونها، وما حدث لإسلام سليماني قبل مباراة سهرة السبت دليل عن أن النجم الكبير تعرض لنكسة حقيقية بعد الإقصاء، ولم يجد من يقف إلى جانبه، حيث بعد أن علم بأنه لن يكون أساسيا احتج بطريقة لا تمت بصلة لعالم الاحتراف الذي يعيش فيه وهو ما جعل مدرب سبورتينغ لشبونة يبعده نهائيا من القائمة في مباراة فاز فيها سبورتينغ خارج الديار، وبقي مطاردا لنادي بورتو المتصدر، كما غاب رامي بن سبعيني عن قائمة ناديه الفائز خارج الديار، ويقدم البقية عروضا متواضعة ممزوجة بمعنوياتهم المنحطة عقب الإقصاء من كأس العالم، ونكاد نجزم بأن المدرب جمال بلماضي ليس على اتصال باللاعبين الذين ضحك معهم في مصر وبكى معهم في الكامرون، ومن المفروض أن تكون السنوات الثلاث وبضعة أشهر كفيلة بأن تجعلهم أسرة واحدة يقفون إلى جنب، خاصة في الظروف الصعبة التي عاشوها، والتي هي مجرد مباراة كرة، وعدم المشاركة في المونديال وفقط ولا علاقة لها لا بالحياة ولا بالموت.

ويعتبر جمال بلماضي مدربا شابا، وهو أصغر من كل مشاهير التدريب مثل كلوب وغوارديولا وسيميوني وأنشيلوتي، وأمامه ما لا يقل عن ستة مونديالات يمكنه المشاركة فيها مستقبلا كمدرب، وضِعف ذلك إن تقرّر إجراء المونديال مرة كل سنتين أو ثلاثة كما هو شائع في أروقة الفيفا، ولكن اعتبار مباراة تشاكر الأخيرة، بقضية حياة أو موت فعلي، هو خطأ جسيم من مدرب شاب، نقل الإحباط إلى لاعبيه وإلى الجمهور الجزائري، الذي نسي بعضه نهائيا بقاء مصير المنتخب الجزائري مبهما بسبب تردد أو عزلة جمال بلماضي، وراح يطارد خيط دخان من الوهم عن إعادة المباراة ضمن أكذوبة “أفريلية” حوّلت السمكة إلى قرش التهم صبر الجزائريين، وكان يمكن لجمال بلماضي أن يلعب دوره القيادي، بالظهور أمام الملأ إما بالقول بأنه انسحب، ويتمنى لخليفته التوفيق وأن يبقى مناصرا وداعما للخضر، وإما بأنه سيرفع مرة أخرى التحدي ويستثمر في تجاربه المليئة بالإيجابات وبالسلبيات، ويطلب من الجمهور أن يطوي مباراة تشاكر نهائيا، حتى لا يبقى المهرّجون يستهزئون بالمواطنين في شهر الصيام ويربحون على حسابهم الأموال الطائلة، وهم يتابعون خرجاتهم التي تشبه الدجل والشعوذة حول ركلات جزاء وأهداف مثل المطر، لم يحتسبها الحكم غاساما، ودخل على الخط أجانب صاروا يسترزقون من مناصرين جزائريين، وجدوا أنفسهم لوحدهم في غياب جمال بلماضي، الذي قد ننشر بخصوصه بحثا في فائدة العائلات.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!