-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
واشنطن تؤكد حصرية دور الأمم المتحدة في ملف الصحراء

تأكيد أمريكي جديد على محو بايدن لـ”تغريدة” ترامب

محمد مسلم
  • 4249
  • 0
تأكيد أمريكي جديد على محو بايدن لـ”تغريدة” ترامب
أرشيف

أكدت الإدارة الأمريكية تمسكها “بحل سياسي دائم وكريم” لقضية الصحراء الغربية، والتنسيق مع الجزائر داخل مجلس الأمن الدولي، خلال السنتين المقبلتين 2024 و2025، في مواجهة عدة تحديات بالمنطقة.
وجاء هذا الموقف على لسان مساعدة كاتب الدولة الأمريكي للشؤون الخارجية، ويندي شيرمن، في اتصال هاتفي مع وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، أحمد عطاف، الذي يوجد في جولة عمل بأوروبا بدأها بزيارة إيطاليا، ثم صربيا قبل أن ينتقل إلى ألمانيا.
ووفق ما جاء في بيان لكاتبة الدولة الأمريكية للشؤون الخارجية، الثلاثاء، فإن مضمون المكالمة تمحور حول تعزيز “الجهود المشتركة لضمان الاستقرار الإقليمي وتعزيز العلاقات الأمريكية الجزائرية”.
واستغلت المسؤولة الأمريكية المناسبة لتهنئ وزير الخارجية أحمد عطاف على انتخاب الجزائر لعضوية مجلس الأمن الدولي، وعبرت عن تطلع واشنطن “إلى المشاركة في مجموعة كاملة من التحديات أمام مجلس الأمن، بما في ذلك الدعم الكامل للمبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دي ميستورا، الذي يعمل جاهدا من أجل تحقيق حل سياسي دائم وكريم للصحراء الغربية”.
وجاءت هذه المكالمة في أعقاب زيارة الرئيس عبد المجيد تبون إلى روسيا الأسبوع المنصرم، والتي خلفت بعض “القراءات المغرضة” من قبيل أن من شأنها أن تؤزم العلاقات بين الجزائر والمنظومة الغربية بزعامة الولايات المتحدة، بسبب رغبة هذه المنظومة في عزل روسيا دوليا لدفعها إلى وقف العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا.
وكان لافتا في توقيت المكالمة التي جرت بين مساعدة وزير الخارجية الأمريكية ووزير الخارجية الجزائري، التأكيد على تنسيق الجهود بين الجزائر وواشنطن من أجل الحفاظ على الاستقرار الإقليمي والدولي، فيما بدا تأكيدا من الجانب الأمريكي على حق الجزائر في نسج علاقاتها الدبلوماسية مع الدول، ما دامت لا تضر بمصالح الولايات المتحدة الأمريكية.
ويشير بيان المسؤولة الأمريكية إلى أن القراءات التي راحت تتحدث عنها بعض الأوساط التي تعمل لصالح أجندات مناوئة للجزائر، بشأن احتمال توجس الإدارة الأمريكية ومن ورائها المنظومة الغربية برمتها، من زيارة الرئيس تبون، كانت مجانبة لمعطيات الواقع، لأن بين الجزائر وروسيا علاقات قوية تعود إلى عقود خلت، ومن ثم فتلك الزيارة لم تكن تشكل انعطافا في العلاقات الخارجية للجزائر، بقدر ما هي تشكل استمرارية لوضع متعارف عليه.
وتعزيزا لمصداقية الموقف الجزائري وسلامة قراءته للوضع الراهن، جاء الموقف الأمريكي وفق مضمون البيان، داعما لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دي ميستورا، في الصحراء الغربية، بما يتوافق ورؤية الجزائر للخروج من المأزق الذي يوجد فيه المجتمع الدولي، بسبب الانسداد الحاصل في الصحراء الغربية، وذلك انطلاقا من تأكيد المسؤولة الأمريكية في اتصالها بالوزير أحمد عطاف، على “حل سياسي دائم وكريم” يحفظ حقوق الشعب الصحراوي.
ويندي شيرمن لم تشر لا من قريب أو من بعيد وفق ما جاء في بيانها، إلى “تغريدة” الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، التي تحدث فيها عن السيادة المزعومة لنظام المخزن المغربي على الأراضي الصحراوية المحتلة، وهو ما يؤكد أن إدارة الرئيس الحالي، جو بايدن، لا تعترف بتلك “التغريدة”، وتؤكد على الصلاحية الحصرية للأمم المتحدة في حل عقد هذه القضية التي مضى من عمرها ما يقارب الخمسة عقود.
وتعتبر الولايات المتحدة الأمريكية من أكبر المستثمرين الأجانب في الجزائر في قطاع الطاقة، فشركة “أوكسيدونتال” الأمريكية تعمل ضمن كونسورتيوم يضم أيضا كل من “إيني” الإيطالية و”توتال” الفرنسية، لإنتاج النفط والغاز جنوب البلاد، فيما تقود كل الشركتين الأمريكيتين “إكسون موبيل” و”شيفرون”، مفاوضات مع شركة سوناطراك من أجل الحصول على مشاريع للتنقيب عن النفط والغاز في الجزائر.
كما وقعت أيضا شركة الخطوط الجوية الجزائرية، طلبية لشراء ثماني طائرات من إنتاج شركة “بوينغ” الأمريكية، من طراز “737 ماكس-9″، لتحديث أسطولها الجوي، بقيمة مليار دولار، الأمر الذي يؤكد أن عجلتي الاقتصاد والسياسة تسيران بالتوازي.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!