-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الناشط المدني التونسي أنيس الخليفي لـ"الشروق":

تأكيد الرئيس تبون مشاركة سوريا في القمة العربية موقف استراتيجي ومسؤول

تأكيد الرئيس تبون مشاركة سوريا في القمة العربية موقف استراتيجي ومسؤول
أرشيف
الناشط المدني التونسي، أنيس الخليفي

يدين الناشط المدني التونسي، أنيس الخليفي، القطيعة العربية مع سوريا مقابل التطبيع مع الكيان الصهيوني، ويؤكد أن سوريا تم سلبها حقها الطبيعي منذ عقد من الزمن. ويستغرب الخليفي في هذا الحوار مع “الشروق”، التردد الذي ميز موقف الرئيس التونسي قيس سعيد من عدم تطبيع العلاقات مع سوريا، وبالمقابل يشيد بمنوقف الرئيس عبد المجيد تبون الذي أكد ضرورة حضور سوريا في القمة العربية.

دولة عربية عضو مؤسس في الجامعة العربية تجد نفسها خارج السرب العربي، فيما قطار التطبيع العربي في سرعته القصوى نحو الكيان الصهيوني، كيف ترى هذه الوضعية؟
فعلا، وضعية لا يصح عليها غير القول المأثور “شر البلية ما يضحك”، فعندما تتساقط كل الأقنعة السياسية، وتتكشف حقيقة المواقف اللاوطنية لبعض الأنظمة العربية، فليس من الصعب فهم وإدراك الرغبة المحمومة لديها، لاستبعاد سورية من الجامعة العربية، وسلبها حقها الطبيعي في التواجد بهذا الهيكل الذي كانت من ضمن مؤسسيه، لفترة تزيد عن عشر سنوات، والعمل على محاولة تعطيل عودتها لمدة أطول، حتى تخلو لهم الساحة، لتنفيذ مشاريعهم وأجنداتهم السياسية المشبوهة في المنطقة، وعلى رأسها موضوع التطبيع مع الكيان الصهيوني، الذي تورطت فيه دول عربية على غرار المغرب والسودان، وبتحريض من أنظمة خليجية تقود هذا السقوط الأخلاقي والإفلاس السياسي، كالإمارات ولبحرين، في اختراق سافر للأمن القومي العربي، واستهتار واضح بإرادة ومشاعر الشعوب العربية الرافضة لهذا النهج الاستسلامي ولتبعاته الكارثية على أمن واستقرار الدول العربية.

الموقف التونسي غامض وغير مفهوم وقطر تناكف جيرانها وتساير تركيا

فوجود سوريا في الجامعة العربية، كان دائما جدار صد أمام تهافت هذه الأنظمة العميلة على خيار الخيانة، والتفريط بالحقوق العربية، وتمرير أجنداتهم وتنازلاتهم المضرة بوحدة الصف العربي.
لذلك، كان قرار إبعاد سوريا واستبعادها مسألة إستراتيجية لدى من اتخذوا هذا القرار، حتى يسهل تطويع منظمة الجامعة العربية خدمة لأهدافهم المشبوهة في غياب دولة عربية محورية كسورية المعروفة بمواقفها المبدئية، والرافضة لتقديم أي نوع من التنازلات للكيان الصهيوني، وحرصها الدائم على تأمين كل ما من شأنه حماية الأمن القومي العربي وعدم تهديده.

بعض الدفء نلحظه في علاقات دول خليجية تجاه سوريا، هل هنالك مقربة من عودة سوريا إلى حاضنتها العربية؟
في السياسة بشكل خاص، وفي العلاقات الدولية بشكل عام، هناك إكراهات وتنازلات، لا غنى عنها، عندما يتعلق الأمر بفشل بعض الاستراتيجيات في تحقيق أهدافها، وهذا ما أفسر به “هذا الدفء” في العلاقات بين بعض الأنظمة الخليجية وسوريا أخيرا، وأعني هنا بالتحديد، دولة الإمارات العربية، ومملكة البحرين، في سياق إرجاع علاقتهما الدبلوماسية مع دمشق.
فعندما يسقط خيار الاستعداء والاستقواء بالخارج، يحل محله، خيار الاحتواء والاستقطاب، في إطار السياسات الناعمة، والبحث عن مداخل أخرى، أكثر جدوى وواقعية.

ماذا عن الموقف القطري الرافض لعودة سوريا؟
الموقف القطري، الرافض لعودة سوريا لحاضنتها العربية، لا ينفصل عن مناكفتها السياسية لجيرانها ضمن حساباتها الداخلية وردودها على أزمتهم الخليجية، وكذلك سعي قطر المحموم للعب أدوار سياسية في المنطقة أكبر من حجمها، وفي تناغم تام مع حليفها التركي، وبالتنسيق معه ضد الدولة السورية، لذلك من المفهوم،أن تسعى قطر لمنع عودة دمشق إلى مكانها الطبيعي في الجامعة العربية.

كيف ترى موقف الرئيس عبد المجيد تبون من ضرورة مشاركة سوريا في القمة العربية، وأن القمة ستكون جامعة؟
موقف الرئيس عبد المجيد تبون، في ما يتعلق بضرورة مشاركة سوريا في القمة العربية القادمة في الجزائر هو موقف استراتيجي ومسؤول، لرئيس دولة كبرى كالجزائر، يعي تماما، مكانة سوريا، وحجم حضورها السياسي في القضايا العربية، لذلك يصر الرئيس تبون على حضور سورية في القمة العربية، لما تمثله من وزن استراتيجي مؤثر في استقرار المنطقة العربية.
ما يجعل الرئيس عبد المجيد تبون يدفع في هذا الاتجاه لقناعته بأن هذا الحضور للشقيق السوري هو بمثابة الضمانة لاستعادة هذه المنظمة العربية لفاعليتها، وإمكانية إنجاح أي مبادرة مستقبلية، للم شمل العرب، وتوحيد موقفهم، من قضاياهم المصيرية، إن أرادوا ترميم وإصلاح، ما أفسدته هذه الفوضى العارمة، التي عمت معظم البلاد العربية طيلة عشرية سوداء، كنا نخالها لحظة تاريخية فارقة، للثورة على تخلفنا وانكساراتنا فإذا بها وهم يحلق بأجنحة من سراب.

وماذا عن تونس، وعلاقتها مع دمشق؟
الموقف التونسي وبصراحة غامض وغير مفهوم في هذا السياق، فقد كنا ننتظر من الرئيس قيس سعيد عند استلامه الرئاسة، أن يصلح ما أفسده سلفه، الرئيس السابق محمد المنصف المرزوقي، ويبادر إلى إرجاع العلاقات مع الشقيقة سوريا، إلا أنه لم يفعل ذلك، وخيب ظن الكثيرين من التونسيين، حتى لا أقول خذلهم، رغم الإرادة الشعبية المتنامية بهذا الخصوص، والمطالبة بضرورة عودة العلاقات الدبلوماسية مع سوريا.
وقد كنا نتفهم قبل تاريخ 25 جويلية موقفه، في ظل ممانعة حركة النهضة وحلفائها في الداخل والخارج لخيار إرجاع العلاقات التونسية السورية لمسارها الطبيعي، وكنا نعتبر ذلك سببا قد يشكل ضغطا على رئيس الدولة في حسمه لهذا الموضوع، ما يحول بينه وبين اتخاذ مثل هذا القرار، برغم صلاحياته كرئيس، والتي تمنحه حق تقرير ملامح ومصير علاقاتنا الخارجية، ولكن بعد تصحيح المسار في 25 جويلية، وخروج حركة النهضة من دائرة النفوذ السياسي، لم نعد نفهم ولا نقبل بمثل هذه السياسة الرمادية فيما يتعلق بموضوع إرجاع العلاقات مع دمشق، فماذا ينتظر الرئيس قيس سعيد لاتخاذ هذا القرار؟

هل هي ضغوط إقليمية ودولية تمنعه من الامتثال لرغبة أغلب التونسيين في إعادة العلاقات التونسية السورية؟
الرئيس قيس سعيد يتكلم دائما عن السيادة الوطنية، واستقلالية القرار الوطني، في كل ما يتعلق بالسياسة التونسية، داخليا وخارجيا، والكثير من التونسيين يصدقون هذا الخطاب لرئيس الجمهورية، لننتظر..

من له مصلحة في إبقاء سوريا بعيدة عن محيطها العربي؟
أما عمن له مصلحة في إبقاء سورية بعيدة عن محيطها العربي، فهم بالتأكيد كل من عمل وساهم، في تدمير بنى الدولة السورية، وتجييش جحافل الإرهابيين عليها من كل أصقاع الدنيا، ومحاولة التخلص منها، ومن دورها المزعج والمقلق لهذه القوى المعادية للمصالح العربية، سواء في محيطنا العربي أو الإقليمي أو الدولي.
فعندما تبادر بعض الأنظمة العربية لاستهداف سوريا ومحاولة تقويض أسس استقرارها، بتبريرات مختلفة، ستتجرأ بعض الدول الإقليمية كتركيا لاستغلال هذا الوضع والتنسيق معها من أجل نفس الهدف، وستتحرك القوى الاستعمارية الكبرى كأمريكا وبريطانيا وفرنسا لتسهيل وتغطية مثل هذا العدوان والمشاركة فيه، من أجل تدمير مقدرات الشعب السوري والإجهاض على الدولة السورية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!