تاجر أجهزة كهرومنزلية يُعذب ويقتل ماليا بوهران

أصدرت، المحكمة الجنائية الاستئنافية لمجلس قضاء وهران، الخميس، حكما بالسجن لمدة 14 سنة، بحقّ تاجر جملة في مجال المعدات الكهرومنزلية، فيما تم القضاء بعقوبة المؤبد بحقّ ابن عمه الفار الذي رفض المثول أمام هيئات التحقيق، وذلك بعدما أدانتهما بجناية القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد، التي راح ضحيتها رعية إفريقية من جنسية مالية، تم تهشيم رأسه بساطور في الحي المسمى “فلاوسن”، ثم قاما برمي جثته في عرض الطريق بالحي الشعبي “الزيتون” في مدينة وهران.
وكانت النيابة العامة إلتمست من هيئة المحكمة، توقيع عقوبة السجن المؤبد للمتهمين، مع إصدار أمر بالقبض على الشريك الفار، الذي يشتبه في هروبه في رحلة إبحار سري إلى خارج الوطن.
التفاصيل الجنائية المثيرة التي عرضتها المحكمة، استأثرت بالحضور في قاعة المحكمة، لخطورة الفعل الإجرامي المقترف من قبل الجانيين بحقّ شاب إفريقي، كان يقيم في وهران بطريقة غير مشروعة، بحيث تم تعنيف هذا الأخير وتكبيله بحبل متين والشروع في ضربه بمطرقة ثم الإجهاز عليه بساطور في الرأس.
وتعود الوقائع إلى شهر ديسمبر 2020، حينما وردت معلومات لمصالح الأمن في وهران، تفيد بوجود جثة مضرجة بدمائها في عرض الطريق بحي الزيتون، جرى تحويل جثة الإفريقي إلى مصلحة حفظ الجثث بالمستشفى الجامعي الدكتور بن زرجب في وهران، موازاة مع تحقيقات باشرتها الفرقة الجنائية تحت إشراف قضائي، إذ توصلت الخبرة الطبية الشرعية عقب التشريح، إلى التأكيد بأن سبب الوفاة ناجم عن تلقي الضحية لضربات بواسطة آلة حادة على مستوى الوجه وأسفل الجمجمة، وأبرز البحث القضائي المدعم بفيديوهات كاميرات مراقبة لمؤسسة عمومية غير بعيدة عن مسرح الجريمة، أن المتهمين قاما بالخلاص من جثة الضحية ورميها في الطريق محاولة لطمس معالم الجريمة.
وعززت الأبحاث الأمنية بقرائن أخرى وفرتها فرقة مكافحة الجريمة الإلكترونية، التي بينت أن سبب الخلاف بين المتهمين والضحية يعود إلى خلاف حول طريقة تزوير العملات الأجنبية والوطنية ومخطط توزيعها وإغراق أسواق وهران بذات الأوراق المفبركة.
كما تأكد أن المتهم الرئيس الموقوف “ب م”، لم يكتف بعوائد تجارته، بل انخرط في عالم الجريمة لتحقيق مزيد من الأموال، حيث دخل في إتصال مستمر عبر تطبيق “وآت ساب”، مع كيني يقيم في جنوب فرنسا، وأفصح المتهم أنه حصل على مبلغ مزور بالعملة الصعبة عن طريق صديقه المالي، وقام ببيع “الأورو”، في السوق السوداء بقيمة 210 مليون سنتيم.
وكشفت المرافعة، أن المالي كان يتهرب من مواصلة العمل مع المتهمين مخافة انكشاف أمره، وأثبتت الحقائق أن تكرار الطلب للحصول على كميات أخرى من الأوراق النقدية المزورة، كان بدافع تحقيق عوائد مالية مشبوهة نتيجة ممارسة هذه الأنشطة الإجرامية، وبإصرار الضحية على قطع التعامل مع المتهمين وإلحاح هذين الأخيرين على الحصول على اليوروهات المزورة، قاما باستدراج الضحية إلى مسكن المتهم الرئيس بزعم أنه مدعو إلى وليمة عشاء، قبل أن يقوما بتكبيله وتعذيبه وكذا تهشيم رأسه بساطور.