-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
التوقيع مع "بلدنا" القطرية في انتظار "بونيفيكي فيراريزي" الإيطالية

تجسيد أكبر مشروعيْ شراكة للجزائر في قطاع الفلاحة

حسان حويشة
  • 14977
  • 0
تجسيد أكبر مشروعيْ شراكة للجزائر في قطاع الفلاحة
أرشيف

اتضحت معالم مشروعين فلاحيين ضخمين، سيمكنان الجزائر في حال تجسيدهما، من قفزة تاريخية للإنتاج الزراعي على اختلافه، وسيكونان أيضا أكبر شراكة فلاحية مع الأجانب منذ الاستقلال، الأول مع شركة “بلدنا” القطرية لإنتاج الحليب، والثاني مع “بونيفيكي فيراريزي” الإيطالية المخصص للقمح، والذي يندرج في إطار مخطط “ماتاي” الضخم لحكومة روما.
وكما هو معلوم، فإن القمح والحليب يعتبران من أكبر المواد الاستهلاكية التي تستورد من الخارج، وتشكل فاتورة شرائهما صداع رأس وعبئا على الحكومة، وهو ما دفعها إلى استهداف مشاريع تنتج هاتين المادتين على نطاق واسع لتلبية جزء كبير من الطلب عليهما عبر إنتاج محلي، وبالتالي التقليل من نزيف العملة الصعبة.
في هذا السياق، ينتظر أن يتم هذا الأربعاء (اليوم) بالجزائر العاصمة التوقيع الرسمي على مشروع الشراكة الضخم بين الجزائر وقطر في المجال الفلاحي، وتحديدا مع شركة “بلدنا”، وهو المشروع الذي سينتج الحليب على نطاق واسع بما فيه مسحوق (بودرة) هذه المادة لأول مرة في تاريخ البلاد.
وسيحضر مراسم التوقيع وزراء في الحكومة، على غرار الفلاحة والمالية، إضافة إلى حضور مسؤولين قطريين يتقدمهم سفير الدوحة، وممثلون عن شركة “بلدنا”.
وينتظر أن يتم إنجاز المشروع القطري عبر عدة ولايات جزائرية، بينها ولاية أدرار، لكن مصادر على صلة بالملف أوضحت لـ”الشروق” أن وفد الشركة القطرية زار عدة مناطق تتوفر على الإمكانات أيضا لاحتضان فروع له، على غرار الجلفة وتيارت والمسيلة والبيض.
وتسعى الشركة القطرية لإقامة مشروع متكامل، وفق مصادرنا، وتوزيعه على عدة مناطق جغرافية تختلف من حيث المناخ، ما يضمن الإنتاجية العالية عبر فصول مختلفة من السنة، وأيضا استمراريته في حال حدوث كوارث طبيعية أو مناخية في ولاية أو منطقة ما تتواجد بها مزارع وحقول الشركة ووحداتها الإنتاجية، أو في حالة انتشار وباء أو عدوى مرضية تصيب رؤوس الأبقار.
وتسعى “بلدنا” القطرية إلى إقامة مزارع متعددة لتربية الأبقار الحلوب وحقول شاسعة لإنتاج الكلأ الأخضر والتبن والأعلاف، فضلا عن مستودعات للتخزين، ومصانع التحويل لصناعة الأجبان والألبان ومختلف المشتقات وحليب المسحوق، فضلا عن إنتاج اللحوم الحمراء عن طريق تربية عجول الذبح والتسمين، ليكون بذلك مشروعا متكاملا يدرج كافة عناصر السلسلة.
أما المشروع الثاني الضخم للشراكة في القطاع الفلاحي، فسيكون بشراكة مع عملاق الإنتاج الزراعي الإيطالي، وهي شركة بونيفيكي فيراريزي، المدرجة في بورصة ميلانو، وتعتبر الأكبر في إيطاليا في هذا المجال، حيث سيركز على إنتاج الحبوب وعلى وجه الخصوص القمح الصلب واللين، بمناطق واسعة من جنوب البلاد.
وعقب استفادة الشركة الإيطالية من عقد أولي لاستغلال 900 هكتار مع متعامل جزائري خاص، طلبت بونيفيكي فيراريزي رفع مساحة المحيطات إلى 20 ألف هكتار وتوسيع المشروع من إنتاج الحبوب ليشمل البذور الزيتية والبقوليات والبذور، والتي ستكون على الأرجح بولايتي المنيعة وأدرار، وهو المشروع الذي يتابعه من الجانب الإيطالي رئيس مجلس الوزراء الأسبق ماسيمو داليما.
ويهدف المشروع إلى إنتاج كميات كبيرة من القمح بنوعيه على مساحات واسعة وتكنولوجيات حديثة، جزء منه يوجه للسوق المحلية الجزائرية، وجزء على إيطاليا بالنظر إلى كون البلاد من أكبر البلدان استهلاكا للعجائن في العالم والتي يعتبر القمح مادتها الأولية.
وفي السياق، تشير وثيقة لوزارة الفلاحة والتنمية الريفية إلى أن القطاعات التي سيتم تطويرها ومصنفة ذات طبيعة استراتيجية، توجه منتجاتها نحو التحويل لتلبية حاجيات السوق وكبح فاتورة الواردات، تتمثل أساسا في محاصيل الحبوب، بما في ذلك الذرة والبذور الزيتية والمحاصيل السكرية والعلف مع اشتراط أن تكون المشاريع متكاملة بمساحة لا تقل عن 250 هكتار.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!