الجزائر
مختصون يحذّرون منها ويدعون إلى عدم ربح الجهد والوقت على حساب صحتهم

تجميد الخضر والمأكولات.. سموم وموت على موائد الصائمين

كريمة خلاص
  • 14581
  • 10
أرشيف

تسارع ربات البيوت، كعادتهن سنويا، إلى التفنن في تجميد مختلف أنواع الخضر والفواكه، حيث بات تجميد الأغذية عادة متوارثة في الأسر الجزائرية، تحضيرا لاستقبال شهر رمضان المبارك ولكل واحدة منهن مقصدها الخاص، فالبعض طمعا في حسن التدبير والتسيير خشية ارتفاع الأسعار، أمّا البعض الآخر فرغبة في توفير الجهد والعناء.. وبين هؤلاء وهؤلاء ترغب أخريات في التفرغ للعبادة والتقرب لله بدل تمضية وقت كبير في المطبخ.
أياما قليلة قبيل حلول شهر الصيام، تعج مطابخ الجزائريات بالحركة الكثيفة، فبعد ساعات من التسوق الشاق تتوجه معظم النساء إلى فرز وتنظيف وتقطيع مختلف الخضر التي تدخل في تحضير مختلف الأطباق، تسهيلا للمهمة، ولا يقتصر الأمر على النساء العاملات بل امتدت الظاهرة إلى الماكثات في البيت اللواتي يخزّنّ في ثلاجاتهن أنواعا مختلفة من المأكولات، حتى إنّ الظاهرة الأخطر هي تجميد أطباق جاهزة مسبقا ويكفي فقط إخراجها في اليوم المحدد فقط، وتصوروا إعادة تسخينه في اليوم الموالي كما تفعله كثيرات، حيث تجد الجراثيم بؤرتها المفضلة للتكاثر.

اللحوم والتمر والليمون والجلبانة والقرنون تتصدر قائمة المجمدات

كل شيء قابل للتجميد بنظر بعض ربات البيوت ولكن هناك أنواع من الخضر تتصدر القائمة أهمها الجلبانة والقرنون اللذين يتطلبان وقتا طويلا، لذا تسارع السيدات إلى إعدادهما مسبقا، فضلا عن كميات اللحوم البيضاء والحمراء التي تقطع حسب الكميات التي تحتاجها والأطباق التي تستعملها. وبرز في المدة الأخيرة أيضا تجميد الليمون في شكل مكعبات لاستعمالها لاحقا بعد الأسعار الباهظة التي بلغها الموسم الماضي، فضلا عن التمور التي تفطن الكثير إلى الاحتفاظ بها في المبرد وأحيانا في المجمد.

شروط التجميد مضروبة عرض الحائط..
ويغفل في خضم كل هذا غالبية النسوة عن الطرق الصحيحة للاحتفاظ بالأكل في الثلاجة والمجمّد والمدّة التي لا يجب تجاوزها في ذلك، وهو ما جعل المختصين في التغذية يحذّرون من المخاطر القاتلة والمسممة لتلك الأغذية التي لا يحترم فيها عادة الشروط المطلوبة مهما حرصت ربات البيت على ذلك لأن الأمر يفوقهن في كثير من الأحيان بسبب الانقطاعات الكهربائية المؤقتة التي تؤثر على درجة البرودة المطلوبة والمحددة بأقل من 18 درجة تحت الصفر.
وحسب ما أجمع عليه مختصو التغذية، في حديثهم إلى “الشروق”، فإنّ التجميد بصفة عامة غير منصوح به تماما حتى في حال الحرص على حفظ شروط التجميد التي يصعب جدا توفيرها.. فالتجميد يفقدها محتوياتها وفيتاميناتها، كما أن بعض الأغذية تحفظ لفترة أطول من المدة التي ينصح بها.
ونصح المختصون بعدم ربح الوقت والجهد على حساب صحتهم داعين إلى استهلاك الكثير من الفاكهة والخضر، على الأقل 5 خضر يوميا.

التجميد.. حل سحري لسيّدات يرغبن في العبادة وتنظيم الوقت والجهد

وتبرر بعض ربات البيوت اللواتي تحدثنا إليهن لجوءهن إلى التجميد بسبب انشغالهن الشديد خلال هذا الشهر الذي يتزامن مع موسم الدراسة والتحضير لاجتياز بعض شهادات أبنائهن على غرار الرابعة متوسط و”البكالوريا”، فضلا عن استقبال بعض المدعوين والتفرغ للعبادة وتلاوة القرآن وصلاة التراويح.
وبالإضافة إلى هذا، ترى أخريات أن المجمدات المنزلية تساعد في التخفيف من مشكلة تذبذب أسعار المواد الغذائية في الأسواق التي تشهد ارتفاعا فاحشا مع اقتراب مختلف المناسبات، كما يغني الأمر عن التردد اليومي على الأسواق. وبذلك تكون قد وفّرت وقتا إضافيا للراحة أو لقضاء أمور أخرى.
وأكد المختص في التغذية كريم مسوس أن تجميد الغذاء يبقى حلا جيّدا لربات البيوت طالما احترمت شروط ذلك قبل أثناء وبعد التجميد.
وأوضح مسوس أنّ التجميد وسيلة للحفاظ على الغذاء والقيمة الغذائية والكثافة منوها إلى آجال تجميد بعض المواد الغذائية التي لا ينبغي أن تزيد عن ذلك.
ودعا المختص ربات البيوت اللواتي يلجأن إلى هذه الطريقة إلى الالتزام ببعض الاحتياطات وتجنب الصدمة التي يحدثنها أحيانا بإذابة المنتج في “الميكرويف” أو في الماء الساخن وكذا تجنب تجميد الأكل أو اللحم بعد إذابته، وهو ما يتسبب في كوارث صحية إذا ما لم يتم التقيد بهذه الشروط.
وفي الأخير، قال كريم مسوس أنّ بعض المواد المجمّدة التي تباع في الأسواق غنية أكثر من الطازجة التي قد تخزن في أماكن رطبة أو ذات حرارة مرتفعة بما يضر محتوياتها.

مقالات ذات صلة