-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

تجنب الارتجال في اختيار مناهج التربية وطرائقها

خير الدين هني
  • 761
  • 1
تجنب الارتجال في اختيار مناهج التربية وطرائقها

والإنسان في تراثنا الديني والفكري والثقافي والأخلاقي مبجّل ومعظّم، خُلق من أجل أن يؤدي رسالة مزدوِجة، تجمع بين سمو الروح ورغبات الجسد المشروعة وغرائزه الجامحة، في علاقة متلازمة لا يطغي فيها جانب على الآخر، كل يسير وفق قواعد تنظمها ضوابط شرعية وأخلاقية وقانونية، وفلسفات التربية التي تُبنى عليها المناهج الدراسية عندنا، تتأسس على هذه المبادئ والأصول.
ولما كان الإنسان يكتسي هذه الأهمية في الحياة، وكان متميزا عن غيره من الكائنات الحية، بالعقل والإدراك والتجريد والإبداع والأخلاق، ومتميزا عن سواه بالتكليف والعمارة في الأرض والاستخلاف فيها، توجّب على الوالدين والمربين والمجتمع، بمؤسساته السياسية والمدنية والتعليمية والدينية والإعلامية والوعظية، أن ينتقي أفضل الطرق وأجود الأساليب، لتربية الأبناء والأجيال الصاعدة وتعليمهم وتوجيههم الوجهة الصحيحة، التي تتوافق مع أهداف التربية وغاياتها البعيدة، ومع سمو العقل وشرف الإنسان ومكانته في الأرض بين الأنواع.
لذلك، لا يمكن التهاون أو التراخي، أو التساهل أو التقاعس أو الارتجال، في اختيار المناهج والطرق والوسائل ونظريات التعلّم، لأن الارتجال في الاختيار تكون عواقبه سيئة في غالب الأحوال، ومخرجاته غير مضمونة النتائج، لذلك، اهتمت التربية منذ القديم باختيار أنجع الأساليب وأكثرها فاعلية في التربية والتعليم والتوجيه، كل عصر اختار ما بدا له أنه الأنسب والأفضل، لأن العصور محكومة بعلومها وثقافاتها وطرق تفكيرها ونظمها في العيش، والمناهج الدراسية وطرق التدريس، تؤسس على طبيعة فهمهم الأهداف والمخرجات، ونفسيات المتعلمين وقدراتهم العقلية، وميولهم ورغباتهم واتجاهاتهم.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • yabdas

    on a besoin de propositions concrètes et non de littérature