-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
مع انطلاق أولى البعثات في الجزائر

تحذيرات من انشغال الحجاج بالتصوير في البقاع المقدسة

نادية سليماني
  • 1343
  • 0
تحذيرات من انشغال الحجاج بالتصوير في البقاع المقدسة

حذّرت السلطات السعودية من تفاقم ظاهرة التقاط الصور عند تأدية مناسك الحج، بعدما باتت تسيء للركن الخامس من الإسلام وأخرجت الحج من قدسيته لدى البعض، إذ صار تأدية هذه الشعيرة، لدى البعض مجرد استعراض والتقاط للصور والفيديوهات في ظاهرة مسيئة جدا للمسلمين.
يلتقطون صورا في مختلف الوضعيات، وحتى وهم يؤدون الصلاة، ونساء تنشرن صورهن في وضعيات غريبة أحيانا. وحتى أثناء الطواف..إنهم حجاج السنوات الأخيرة، الذين حوّلوا الحج إلى ظاهرة للتفاخر والرياء. ولتزايد هذا السلوك حذرت السلطات السعودية منه، معتبرة أنّ الحج عبادة وليس تفاخر.
وظاهرة التقاط الصور، انخرط فيها كثير من الحجاج الجزائريين، وصار أول ما يفكرون فيه عند تحضير حقائب السفر، هو الهواتف الذكية أو كاميرات التصوير المتطوّرة، ولو اضطروا لاستعارتها، فهدفهم التقاط صور وفيديوهات بجودة عالية، بغرض نشرها على مختلف منصات التواصل الاجتماعي، أثناء تواجدهم بالبقاع المقدسة.
وإن كان التقاط الصور، أمرا عاديا ومقبولا، لتوثيق رحلة الحج التي تؤدى مرة واحدة في العمر ولطمأنة العائلة بالجزائر ومشاركتها تلك الأجواء الإيمانية والروحانية العالية، إلاّ أنّه تجاوز الحدود وبات يصنف من قبل العلماء في الدين في خانة “المكروه”.

تؤدي الصلاة وتختلس النظر لكاميرا هاتفها!.
وجميعنا شاهد مؤخرا، مؤثرة رقمية من ولاية الشلف، كانت تؤدي مناسك العمرة، والمؤسف أنها فتحت كاميرا هاتفها النقال، أثناء تأديتها الصلاة في مكة. إذ وضعت هاتفها أمامها، وكانت تصلي وتختلس النظر بين الحين والآخر إلى الهاتف لتتأكد من وضعيته.. ما أفقدها الخشوع لانشغالها بهاتفها ومتابعيها في أطهر وأقدس بقاع العالم؟.
وظاهرة التقاط الصور في البقاع المقدسة، ابتدعها الفنانون والمشاهير العرب، فبعض الفنانات والمؤثرات رقميا ينشرن صورهن أمام الكعبة، وهن في كامل زينتهن. وآخر خرجاتهن أنّ فنانة مصرية قامت مؤخرا بالإشهار لفيلمها من أمام الكعبة الشريفة؟ وتصرفها أثار جدلا كبيرا في مصر. أما أخطر الخرجات فهي نشر مُغن مصري لصوره بملابس الإحرام، ومن خلفه الكعبة، وجسده مليء بالوشوم المحرمة في الدين الإسلامي. ومثل هذه الصور تشجع الشباب على الاقتداء بالسلوكات الغريبة للفنانين.
ولا ننسى أنّ كثيرا من المواطنين محرومون من شعيرة الحج، لعسر حالتهم المادية أو اعتلال صحتهم، ولها في قلوبهم مكانة خاصة، وبالتالي فنشر الصور على منصات التواصل الاجتماعي، قد يؤجج حسرتهم على الحج.

الحج.. طاعة وتجرد لله وخروج من شهوات النفس ومُتع الدنيا
وأكد إمام مسجد القدس، جلول قسول في تصريح لـ”الشروق”، بأن للحج مكانة عظيمة في الإسلام، فهو الركن الخامس من أركان الإسلام، وهو مدرسة يتربى فيها المسلم على الطاعة والتجرد لله، والخروج من شهوات النفس ومتع الدنيا وزخارفها، كما تتعلم فيها الأمة كلها، الترابط والاتحاد والتناصر وغير ذلك من الدروس الكبيرة.
وأضاف، غير أن هذه المعاني بدأت تفقد مكانتها وأصبح الحج خاليا من المعاني الروحية، بعدما أدخل فيه البعض، مظاهر لا ينبغي لها أن تكون، منها على سبيل المثال لا الحصر ظاهرة التصوير في عرفات وفي غيرها من المناسك.
وقال محدثنا “يُفترض أن الحاج يربط علاقته وتواصله بالخالق فقط، ويقطع تواصله بالمخلوق، ويزيد في الخشوع والبكاء والتضرع والدعاء، أما ظاهرة التصوير والتواصل بالساعات مع الغير، وإظهار الحاج نفسه للناس بأنه في عرفات أو في الطواف، فلعل هذا هو الرياء أو التظاهر بالعبادة”.
معتبرا، أن الإنسان له قلب واحد، كما قال الله تعالى “ما جعل الله لرجل من قلبين في جوف واحد” فإما أن تحج وإما أن تلتقط صورا.
وينصح قسول، حُجاجنا الميامين بشغل أنفسهم بالعبادة وبالذكر والدعاء، والإكثار من الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام، والابتعاد عن كل ما من شأنه أن يصرفهم عن ذكر الله وعن الصلاة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!