“تحقيق تأهيلي” لمهندسي “بكالوريا” دورة جوان 2023

شرعت مصالح الأمن المختصة إقليميا، في إجراء تحقيقات أمنية تأهيلية لمهندسي البكالوريا الذين سيلتحقون بمقر الحجز شهر ماي القادم، للشروع في التدقيق وطبع مواضيع امتحان شهادة البكالوريا دورة جوان 2023، وهذا من خلال التحري في هوية الأشخاص محل التحقيق الأولي والبحث في مقترحات التعيين، والتي ترفعها الأجهزة الأمنية إلى الجهات المعنية قبل الموافقة عليها من طرف وزير التربية الوطنية.
وتدخل هذه التحقيقات الأمنية، حسب مصادر “الشروق”، في إطار الإجراءات اللازمة لتفادي تكرار سيناريو “تسريب الأسئلة”، على شاكلة ما حدث في بكالوريا دورة جوان 2016، وحرصا على سرية المعلومات وعدم تسريبها مهما كانت الظروف المحيطة بالعمل، إذ ستعمل مصالح الأمن جاهدة على مراقبة “السيرة الذاتية والمهنية”، لكل وافد إلى مركز الحجز، على غرار التدقيق في صحيفة السوابق العدلية، أي التأكد من أن هذا الشخص غير مسبوق قضائيا، إلى جانب التحقق من مدى تمتع المعني بالأمر بالسمعة الطبية في وسطه المهني ومحيطه العائلي.
وأضافت مصادرنا، بأن هذا التحقيق التأهيلي أو ما يصطلح عليه “بالتأهيل الإداري”، لن يمس فقط فئة مهندسي البكالوريا، يتعلق الأمر أيضا بالمفتشين تخصص بيداغوجيا والأساتذة من ذوي الخبرة الطويلة في مجال إنجاز وهندسة الأسئلة والمشهود لهم بالأمانة والنزاهة وإتقان العمل، وإنما سيشمل أيضا باقي أعضاء “فريق العمل” الذي تم تجنيده بتسخيرات ويضم 130 عضو، ويضم إطارات بالديوان الوطني للامتحانات والمسابقات، الفريق الطبي وأعوان الطبع وعمال المطبخ وغيرهم من العمال والموظفين، وذلك بغية تحقيق الهدف المبتغى وهو إجراء امتحاني شهادتي البيام والبكالوريا دورة جوان 2023، في ظروف مريحة جدا وتسهيل سيرها في شفافية تامة.
وأفادت المصادر ذاتها، بأنه سيتم مطالبة “فريق العمل” وقبل شروعه في تأدية مهامه بالتوقيع على “عقد التزام” يتعهد من خلاله التقيد بمجموعة من التعليمات والتوجيهات، من أبرزها المحافظة على سرية الامتحان وعدم إفشاء أسرار العمل، إلى جانب الابتعاد كليا عن فخ اسمه “الاجتهاد” في اتخاذ القرارات، بمعنى الالتزام التام بما جاء في دليل الامتحان بصفة حصرية واتباع توجيهات وتعليمات رئيس المركز من دون نقاش، بالإضافة إلى التعهد بالبقاء معزولين عن العالم الخارجي، وعدم استخدام أي وسيلة للتواصل والاتصال، علاوة على التحلي بروح المسؤولية القانونية والأخلاقية، لتحقيق أعلى مستويات الشفافية، وإضفاء مصداقية أكثر على امتحان البكالوريا بشكل خاص، كونه يحمل طابعا وطنيا وشهادة معترفا بها دوليا ولا تتطلب شهادة تكافؤ.
وأكدت مصادرنا، على أن “فريق العمل” سيلتحق بمركز الحجز الكائن بالديوان الوطني للامتحانات والمسابقات فرع القبة بالجزائر العاصمة خلال الأسبوع الأول من شهر ماي الداخل، أي في حدود الـ10 منه كأقصى تقدير، ليشرع مباشرة في إنجاز كافة أعماله المتعلقة أساسا بالتدقيق في مواضيع الامتحانين، والتي يتم فرزها حصريا عن طريق إجراء “القرعة” وتصحيح وتصويب الأخطاء إن وجدت، قبل الانتقال إلى المرحلة الأخيرة وهي الطبع، حيث سيكون لزاما على الفريق البقاء في المركز وعدم مغادرته مدة 40 يوما، وذلك إلى غاية مساء يوم الخميس 15 جوان 2023 عقب الانتهاء من إجراء آخر اختبار للبكالوريا.
ولفتت نفس المصادر، إلى أن مديري التربية للولايات قد تلقوا تعليمات من الإدارة المركزية تطالبهم وجوبا بأهمية الانتقاء الجيد لرؤساء مراكز إجراء الامتحانين ونوابهم، مع الحرص على إرسال “سيرهم الذاتية والمهنية”، إلى المفتشية العامة لوزارة التربية الوطنية، للتدقيق فيها قبل 3 جوان المقبل كأقصى تقدير، وذلك لأجل اصطفاء مؤطرين أكفاء يتمتعون بمهارات كبيرة في مجال إدارة الامتحانات، والتدخل السريع في حال حدوث تجاوزات أو مشاكل كتسجيل غيابات في وسط الحراس أو طوارئ، باتخاذ القرارات الصائبة التي تضمن السير الحسن للاختبارات. وأشارت نفس المصادر، أن ذلك مثل ما حدث في امتحان شهادة البكالوريا دورة جوان 2020، أين تعرض نائب رئيس مركز إجراء بالرغاية بالجزائر شرق لنوبة قلبية توفي على إثرها، وبفضل خبرة وحنكة “فريق العمل” المسخر فقد تم التحكم في الوضع بشكل جيد، من دون وقوع فوضى وبدون أن يصل الخبر إلى المترشحين وقد تم إجراء الاختبار في جو هادئ.
تجدر الإشارة، إلى أن الديوان الوطني للامتحانات والمسابقات، قد تمكن من الانتهاء من إنجاز مواضيع امتحاني شهادتي البيام والبكالوريا دورة 2023 في ظرف قياسي جدا، وتم وضعها مباشرة في “بنك المواضيع” شهر مارس المنصرم لإثرائه ودعمه وكذا لتعويض الاسئلة المستهلكة بعنوان دورة جوان 2022.