-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
جزائريون يستغيثون لحل أزمتها خلال شهر الصيام

تذبذب في توزيع المياه في عز رمضان!

وهيبة. س
  • 1290
  • 0
تذبذب في توزيع المياه في عز رمضان!

استقبل الكثير من الجزائريين، رمضان 2022 على وقع أزمة شحّ في مياه الحنفيات، كواحدة من بين المشاكل التي أثقلت كاهلهم مع بداية الشهر، فالتهاب الأسعار وانعدام الماء في المنازل، خلّف حالة من التوتر والقلق لديهم، خاصة أنّ موجة الرياح القوية التي شهدتها عدة مناطق من الوطن أياما قبل الشهر، حملت معها أتربة ورمالا احتاجت إلى إزالتها بتنظيف البيوت بالماء، ناهيك عن خصوصية الشهر المعروفة بزيادة الحاجة لاستهلاك الماء.

وفي الجزائر العاصمة، رغم أن وزير الموارد المائية والأمن المائي، كريم حسني، طمأن السّكان بتحسين توزيع مياه الشرب خلال شهر رمضان، إلاّ أنّ الكثير من الأحياء والبلديات عانت انقطاعا في مياه الشرب عشية الشهر ومع بدايته.

وقد تعالت أصوات بعض المواطنين عبر صفحات التواصل الاجتماعي، لتعبر عن حالة من الاستياء والغضب، من استقبال شهر الصيام من دون ماء الحنفيات، فالمعاناة مع انقطاع هذه الأخيرة، في المدن الداخلية، استمرت إلى بداية رمضان.

بداية صيام بأعصاب متوترة والسبب ماء “الروبيني”

“خافوا ربي في هاذ العواشير..مشكل المياه مراحش يخلاص.. ولا كفاش!”، هكذا عبّر شاب بكل تلقائية، على صفحة “فايسبوك”، مهتمة بأخبار مدينة قصر البخاري جنوب المدية، حيث تكرّرت النداءات عبر هذه الصفحة لحلّ أزمة لطالما أقلقت السكان، بسبب استمرار انقطاع مياه الحنفيات إلى أكثر من 15 يوما في الكثير من الأحيان.

وعبّر مواطنون بولاية سيدي بلعباس عن غضبهم لانقطاع المياه منذ 25 يوما ولا يزالون إلى الآن ينتظرون الفرج، في غياب بدائل وحلول من قبل السلطات المحلية لتخفيف الأزمة.

وناشد شاب آخر، عشية شهر رمضان، عبر صفحة “الجزائرية للمياه” لولاية سطيف، وزير الموارد المائية، لحلّ مشكل انقطاع مياه الشرب، قائلا “أعطوني رقم وزير المياه لكي أخبره أنّ ماء الحنفية منقطع في حينا منذ أسبوع كامل”.

وتكرّرت معاناة الكثير من العائلات الجزائرية في مختلف مناطق التراب الوطني، بسبب انقطاع مياه الحنفيات مع حلول شهر الصيام، حيث الحاجة إلى الماء تزداد، بالنظر إلى التحضيرات الخاصة بموائد الإفطار وعمليات التنظيف الواسعة التي تباشرها ربّات البيوت استقبالا للشهر الكريم.

ووجد بعض السّكان في صفحات “الفايسبوك” الخاصة بالمديريات الجهوية لشركة المياه، فضاء للتعبير عن معاناتهم مع أزمة مياه الحنفيات، من خلال تعليقاتهم، التي تكشف الانقطاعات الطويلة للماء، أياما قبل رمضان، وامتدادها إلى الأيام الأولى منه.

وكتب أحد المواطنين، على صفحة شركة المياه والتطهير لولاية وهران، أن انقطاع ماء الحنفية في بعض المناطق، بدأ منذ 8 أيام، قائلا “غدوة رمضان أطلقونا الماء”.

وعلق آخر “من هذا المنبر أقول لكم أزمة الزيت والسّميد والغلاء في كل شيء.. المواطن رايح يلقالها حل..لكن باش تقطعوا علينا الماء في هذا الشهر الكريم، ميتقبلهاش العقل، يعني إذا حبيتوا الشعب يصوم مليح وينشغل بالعبادة متقطعوش عليه الماء”.
وتكرّرت أعذار الجزائرية للمياه عبر الولايات بسبب أشغال الصيانة، التي أخّرت عمليات التزويد بالمياه الشروب حسب البرنامج المعمول به في كل ولاية، ومدينة وحي، ففي ولاية المدية قدّمت ذات الشركة، اعتذارها الذي بررته ببدء عمليات الصيانة عشية شهر رمضان، ما أخّر وصول مياه الحنفية إلى الكثير من أحياء الولاية وبعض الدوائر القريبة منها.

العدالة في التوزيع المطلب الأساسي بعد إنهاء مشاريع المياه

وحول هذا الموضوع، قال مصطفى زبدي، رئيس المنظمة الجزائرية لحماية وإرشاد المستهلك، إنّ المتغيرات المناخية وسقوط الأمطار لها تأثير في تذبذب عمليات التزويد بالمياه، خاصة في المدن الداخلية، وعلى هذا الأساس، يجب التكيف مع هذه الظروف، لكن العدالة في توزيع تزويد السكان بمياه الشرب، من بين أهم اهتمامات جمعيات حماية المستهلك، حيث ستكون أوّل مطلب أساسي بمجرد الانتهاء من كل المشاريع المتعلقة بالماء الشروب، كمحطات تحلية المياه، وامتلاء السدود وحفر الأحواض والآبار.

وفيما يخص توزيع المياه بالعاصمة، خلال شهر رمضان، أكّد زبدي أنّ جمعيته ستنظم لقاءات مع مديري توزيع المياه عبر البلديات، وذلك لوضع بطاقة توزيع دورية للمياه وتطالب بتوزيع مياه الحنفيات حسب التطورات والاحتياجات.

وكشف زبدي، عن استقبال شكاوى حول مشكل شحّ مياه الشرب، خاصة قبيل رمضان.

ومن جهته، أكد المدير التنفيذي للفدرالية الجزائرية للمستهلكين، محمد تومي، أنه سيتم مراسلة وزارة الموارد المائية، حول التذبذب في توزيع ماء الحنفيات وانقطاعها في بعض المن الداخلية وبعض الأحياء لمدة طويلة تصل أحيانا لأكثر من 15 يوما، كما أنّ الفدرالية بصدد تنظيم ندوة للتطرق إلى عدّة مشاكل تعترض المستهلكين خلال شهر رمضان، بينها انقطاع ماء الحنفيات، واللاعدالة في توزيع هذه المياه عبر بلديات العاصمة.

المناسبات تستدعي برنامجا خاصا

ونفس السياق، يرى حسان منوار، رئيس جمعية أمان لحماية المستهلك الجزائري، أنّ الجزائريين واجهوا ضغطا نفسيا مع بداية رمضان بسبب تدني القدرة الشرائية، وزاد انقطاع ماء الحنفيات من قلقهم وتوترهم، موضحا أنّ السلطات المعنية لم تحسب حساب شح ماء الشرب من الأول، ولم تضع لذلك آليات وإجراءات لتحقيق الأمن المائي.

ودعا منوار إلى برنامج خاص بالمناسبات مثل شهر رمضان، قائلا إنّ الظروف الاستثنائية تتطلب توفير مياه الحنفيات، وتوزيع عادل يلبي الطلبات، حيث قال إنّ وزير الموارد المائية، حرص على احترام توزيع مياه الحنفيات في رمضان.

وأشار إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي، باتت منبرا للمواطنين الذين يعانون التزويد بماء الحنفيات، قائلا “كما هناك شحّ في مياه الشروب، هناك في المقابل تبذير للماء في قطاع الصناعة، والفلاحة، وفي قطاعات أخرى تستغل الماء”.

لجنة تتبع وقيادة حول توزيع المياه في العاصمة

وفيما يخص تأكيد وزير الموارد المائية كريم حسني، على وضع برنامج خاص بتوزيع مياه الحنفيات خلال رمضان في بلديات العاصمة، وذلك بعد أن كانت القدرة اليومية للولاية 750 ألف متر مكعب في اليوم وارتفعت إلى 850 ألف متر مكعب يوميا في شهر الصيام، وستصل إلى 900 ألف متر مكعب لليوم في فصل الصيف، فإن مؤسسة “سيال” لتوزيع المياه أخذت كل التدابير تنفيذا لذلك، حيث أكدت مريم أويحيى، الناطقة باسم هذه الشركة، أنه استجابة لمتطلبات رمضان، تم وضع رزنامة خاصة بتزويد بلديات العاصمة بالماء، وتم أيضا تنصيب لجنة تتبع وقيادة لبرنامج توزيع مياه الشرب، تسهر على إنجاح العملية.

وتأخذ اللّجنة على عاتقها، حسب الناطقة باسم “سيال”، الانشغال بمشاكل السّكان الذين يبحثون عن استفسارات حول تذبذب أو انقطاعات في مياه الحنفيات.

وكشفت مريم أويحي، عن برنامج استعجالي للآبار الارتوازية الذي سيكون حيز التنفيذ قريبا، وفي انتظار الانتهاء من كل المشاريع الخاصة بتوفير مياه الشروب في العاصمة وتيبازة، فتحت “سيال”، قنوات الحوار وإيصال المعلومات حول مشاكل تتعلق بالماء في المنازل، لكل المواطنين الذين يهمهم الأمر.

التفاوت في توزيع المياه بالعاصمة يرجع لأمور تقنية

وأوضحت مريم أويحيى، أن وجود انقطاعات في التزويد بمياه الحنفيات في رمضان، عبر بعض الأحياء أو البلديات، يعود إلى مشكل في قنوات الربط بالماء الموجودة تحت الأرض، حيث يشكّل الهواء المتسرب سدادة تمنع مرور المياه، الأمر الذي يستدعي تفريغ الضغط الهوائي بعد إعلام “سيال” بالانقطاع.

وقالت المتحدثة إنّ هناك أمورا تقنية متبعة في عمليات التزويد بمياه الحنفيات، من منطقة إلى أخرى، وفي العاصمة يوجد مناطق عالية وأخرى منخفضة، حيث لا يصل الماء إلى منطقة مثل بوزريعة، إلا بعد قطع الماء عن أخرى منخفضة عنها.

الجزائرية للمياه.. لهذه الأسباب ينقطع ماء الحنفيات عن بعض المناطق

أوضح مدير الاستغلال والصيانة بالجزائرية للمياه، رمضان حورشان، في اتصال بـ”الشروق”، أن توزيع مياه الحنفيات خلال شهر رمضان عبر الوطن، اعتمد على البرنامج الاستعجالي لسنة 2021، وقال إن الاستهلاك لماء لم يرتفع بالنظر إلى أن الشهر الكريم تصادف مع فترة الشتاء.

وقال حورشان، إن الكثير من البلديات عبر ولايات الوسط والغرب الجزائري، تم حل مشكل انقطاع المياه وتذبذب توزيعه، وذلك بعد دخول أكثر من 800 بئر لاستغلال المياه الباطنية حيز الخدمة، مؤكدا بأن البرنامج المسطر للجزائرية للمياه، خلال رمضان، يتعلق فقط بتعديل مواقيت التوزيع، وذلك حسب الظرف وطبيعة كل منطقة، موضحا أنه في الظروف العادية، وتوفر مخزون المياه، فإن هذه الأخيرة لا تقطع عن سكان المنطقة لأكثر من 3 أيام.

وحسب مدير الاستغلال والصيانة بالجزائرية للمياه، فإن تذبذب توزيع مياه الحنفيات في بعض بلديات الولايات، يتعلق دائما بانقطاع الكهرباء، أو نفاذ كميات الماء في الخزانات، أو فيما يخص محطات تحلية المياه عندما يكون البحر هائجا، وأما بالنسبة للمناطق التي تستفيد من مياه السدود، فإن التذبذب في التوزيع يتعلق بسقوط الأمطار وتراكم كميات من الطين في هذه السدود.

وأكد حورشان، فيما يخص شح مياه الحنفيات مع بداية رمضان، في بعض الولايات، أن احد أحياء سيدي بلعباس غرب الجزائر، وهو يعتبر نقطة سوداء، لم تصل إليه مياه الشرب منذ 25 يوما، وذلك بسبب موقعه ونقص مخزون الماء في المنطقة، الأمر الذي يستدعي قطع الماء عن جميع البلديات والمناطق الأخرى.

وقال إن المشكل المتعلق بولايتي تسمسيلت وتيارت، اللتين شهدتا انقطاعا لمياه الحنفيات مع بداية رمضان، يعود إلى تطيّن السد الذي يمد هذه المناطق بالمياه، وفي ولاية الشلف السبب يتعلق بهيجان البحر، لان محطة تحلية المياه تتأثر بذلك.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!