-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
جمعيات حماية المستهلك تُثمن نتائج الحملات التوعوية للحد منها

تراجع ظاهرة تبذير الخبز ومختصون يقترحون بدائل صحية لترشيد الاستهلاك

مريم زكري
  • 551
  • 0
تراجع ظاهرة تبذير الخبز ومختصون يقترحون بدائل صحية لترشيد الاستهلاك
أرشيف

سجلت ظاهرة تبذير الخبز خلال شهر رمضان تراجعا ملحوظا لهذه السنة، حيث تناقصت صور أكوام الخبز الملقى بالطرقات والأماكن المخصصة لرمي النفايات، وهذا بعد عدة حملات قامت بها وزارة التجارة، بالتنسيق مع الجمعيات وفئات المجتمع المدني مع اقتراب الشهر الفضيل، ومقابل ذلك طالب البعض بتحسين جودة ونوعية الخبز، والتحول إلى البدائل الصحية التي ستدفع بالمواطن إلى الحرص على ترشيد استهلاكه.
وفي هذا السياق، أكد رئيس الفدرالية الجزائرية للمستهلكين، حريز زكي، لـ “الشروق” أن شهر رمضان لهذه السنة شهد نوعا من الانخفاض في ظاهرة تبذير الطعام بشكل عام بما فيه الخبز، إلا أنها تبقى قائمة لكن ليست بالحدة التي كانت عليها من قبل، وبحسب المتحدث يعود ذلك للحملات التوعوية التي انخرطت فيها كل فئات المجتمع بما فيها الجمعيات والوزارات ومختلف وسائل الإعلام، التي دعت المستهلكين وربات البيوت إلى ضرورة الاستهلاك العقلاني خلال شهر رمضان.
وقال حريز إن هذه الحملات أعطت ثمارها، حيث اكتسب المواطن الجزائري بمرور الوقت ثقافة استهلاكية سليمة، إلى جانب ذلك اعتبر المتحدث ضعف القدرة الشرائية وارتفاع مصاريف شهر رمضان ومتطلباته، أحد أسباب تراجع ظاهرة تبذير الطعام في هذا الشهر.
وأضاف حريز أن ظاهرة الإهدار أصبحت تطال بشكل لافت المواد الغذائية المدعمة وليس الخبز فقط، نظرا إلى بعض السلوكيات الاستهلاكية السلبية لدى الأسر الجزائرية، المتمثلة في اقتناء هذه المواد وتخزينها وهو ما يؤدي يقول المتحدث- إلى تلفها ورميها في القمامة.
وتطرق المتحدث إلى أن ظاهرة التبذير لها أسباب يجب معالجتها بالإضافة إلى المساهمة في عمليات التحسيس والتوعية، قائلا إن هناك أمور أخرى يجب أخذها بعين الاعتبار منها تحسين جودة ونوعية المنتج، فمن الطبيعي أن يتم رمي الخبز المدعم الذي لا يتجاوز سعره 15 دج وبنوعية غير جيدة، على حد تعبيره- مرجعا ذلك إلى الدعم العشوائي لبعض المواد الاستهلاكية وهو ما خلق نوعا من الفوضى منها التلاعب بالأسعار والمضاربة والتبذير وغير من الآفات، وطالب المتحدث بمراجعة التحويلات الاجتماعية لدعم 18 منتَجا، دون الاهتمام بمبدأ تحسين الجودة، والعودة للبدائل الصحية بإنتاج خبز صحي مع تحديد أسعار تتوافق مع الجودة وضبط واحترام المقاييس الضرورية لذلك، حيث يصبح المستهلك حريصا على عدم التبذير واستهلاك الخبز ذو الجودة والمفيد صحيا، مضيفا أن هذه الإجراءات ستساهم في انتعاش الاقتصاد كما ستخلق نوعا من التنافسية بين الخبازين.
ومن الحلول الجذرية التي تقلص كثيرا من تبذير الخبز سواء في رمضان أم حتى سائر أيام السنة، اقترح الدكتور حريز، تخلي الدولة عن دعم المواد الأساسية وتحويل الأغلفة المالية مباشرة للعائلات ذات الدخل الضعيف للمساهمة في تحسين قدرتها الشرائية.
ومن جهتها، كشفت المنظمة الوطنية لحماية وإرشاد المستهلك في بيان لها منذ يومين عن مؤشرات أولية حول تراجع ظاهرة رمي الخبز في الشوارع، حيث سجل خلال الأسبوع الأول من شهر رمضان على مستوى العاصمة، كمية قدرت بـ 1150 كيلوغرام، مقارنة بـ 2764 كيلوغرام تم تسجيلها خلال الأسبوع الأول من شهر رمضان 2023، كما بلغت كمية الخبز الملقاة في الطرقات 7116 كيلوغرام خلال 30 يوما من نفس السنة، وهي الإحصائيات التي قامت بها مؤسسة “نات كوم”، واستحسنتها المنظمة كما اعتبرتها مؤشرا إيجابيا حول زيادة الوعي لدى المواطن الجزائري مؤخرا.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!