-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
من حل أساسي في عهد ترامب إلى مقاربة محتملة في عهد بايدن

تراجع واشنطن عن موقفها من الصحراء الغربية يشجع الإسبان

محمد مسلم
  • 3934
  • 0
تراجع واشنطن عن موقفها من الصحراء الغربية يشجع الإسبان

هل تراجعت الولايات المتحدة الأمريكية وبصفة لا لبس فيها عن “تغريدة” الرئيس السابق، دونالد ترامب؟ القضية باتت تنطوي على جدية كبيرة ولاسيما بعد التصريحات التي صدرت عن مساعد وزير الخارجية الأمريكية لشؤون شمال أفريقيا، جوشوا هاريس، بعد جولته الأخيرة التي شملت كل من الجزائر والمملكة المغربية ومخيمات اللاجئين الصحراويين في تندوف.

المراقبون توقفوا عند تصريحات جوشوا هاريس من عاصمة المملكة المغربية، الرباط، بحضور وزير خارجيتها ناصر بوريطة، والتي وصف فيها خطة الحكم الذاتي في الصحراء الغربية بأنها مجرد “مقاربة محتملة” لحل هذا النزاع الذي عمر لأكثر من أربعة عقود، وهو ما دفع صحيفة مثل “الإندبانديانت” الإسبانية إلى القول بأن إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، تنأى بنفسها مرة أخرى عن الدعم الذي قدمه دونالد ترامب للنظام المغربي بخصوص هذه القضية.

ويعني ما صدر عن مساعد وزير الخارجية الأمريكي خلال جولته المغاربية الأخيرة، أن واشنطن لم تعد ذلك الداعم من دون شروط للنظام المغربي في قضية الصحراء الغربية، كما كان الحال في عهد الرئيس الجمهوري السابق، دونالد ترامب، وهي القراءة التي توقفت عندها العديد من المنصات الإعلامية في إسبانيا، منوهة بالتغيّر الذي حصل في الموقف الأمريكي من القضية الصحراوية، فيما بدا رسائل مشفرة لرئيس حكومة تصريف الأعمال، بيدرو سانشيز، الذي تسبب موقفه من القضية ذاتها في اندلاع أزمة دبلوماسية عاصفة بين الجزائر ومدريد، تسببت في أضرار بليغة للاقتصاد الإسباني.

وكان ترامب قد غرّد قبل أقل من شهرين عن نهاية عهدته الرئاسية وبالضبط في العاشر من ديسمبر 2020، عبر منصة “تويتر” سابقا، معترفا كما زعم بسيادة المملكة المغربية على الأراضي الصحراوية المحتلة، معتبرا خطة الحكم الذاتي “الأساس الوحيد لحل عادل ودائم لتحقيق السلام الدائم والإزدهار”، والفرق واضح لا لبس فيه هنا، ويكمن في أن “الحكم الذاتي” يعتبر الأساس في عهد إدارة ترامب، ومجرد “حل محتمل” في عهد الإدارة الأمريكية الحالية بقيادة جو بايدن، ما يعني أن واشنطن لا تعارض إجراء الاستفتاء كحل من الحلول.

ما صدر عن مساعد وزير الخارجية الأمريكي خلال جولته المغاربية، لا يعتبر الأول من نوعه منذ مغادرة الرئيس ترامب البيت الأبيض، ففي شهر ماي الماضي، وفي أعقاب محادثة بين وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، ونظيره المغربي ناصر بوريطة، وصفت واشنطن الخطة بأنها “واحدة من العديد من الأساليب الممكنة لتلبية تطلعات شعب الصحراء الغربية”، وهو التصريح الذي لم يعجب النظام المغربي يومها، ومع ذلك أصرت الإدارة الأمريكية على تكراره خلال زيارة جوشوا هاريس، تأكيدا على أن موقفها من القضية الصحراوية لم يعد ذلك الذي غرد به الرئيس السابق، وإنما الموقف الأمريكي المعهود والمعروف بالاتزان منذ اندلاع هذه الأزمة في منتصف سبعينيات القرن الماضي.

ويضاف إلى تصريحات جوشوا هاريس التي أزعجت النظام المغربي، حرصه على التنقل إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين في تندوف، تقول الصحيفة الإسبانية، ولقائه بالرئيس الصحراوي، ابراهيم غالي، وتأكيده على دعم الولايات المتحدة الأمريكية للعملية السياسية للأمم المتحدة الرامية إلى التقدم نحو حل سياسي دائم ومقبول لشعب الصحراء الغربية، وكذا التزامه بدعم جهود الأمم المتحدة عبر مبعوثها الخاص إلى الصحراء، ستافان ديميستورا، الذي زار الأراضي الصحراوية المحتلة لأول مرة منذ تعيينه بعد محاولة سابقة فاشلة.

ومع انحصار موجة التطبيع مع الكيان الصهيوني، تراجع الدعم الغربي للنظام المغربي بخصوص قضية الصحراء الغربية، الذي اقترن تطبيعه بتغريدة الرئيس الأمريكي السابق، ويتوقع المراقبون أن يأتي الدور على إسبانيا، المقبلة على تغيير محتمل لحكومة بيدرو سانشيز، بعد تكليف رئيس الحزب الشعبي الفائز في الانتخابات التشريعية الأخيرة، ألبيرتو نونيث فايخو، بتشكيل حكومة جديدة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!