الرأي

ترامب: حرب الساعات الأخيرة!!

مؤشرات حرب تلوح في الأفق القريب، هي الخيار الإستراتيجي في قواعد الأمن العالمي تقع على عاتق الرئيس ترامب مهمة تنفيذ تفاصيله في ساعات الحسم الأخيرة، من أجل أن لا يبقى الأمر معلقا في عهدة رئيس جديد له رؤى وأدوات أخرى تنتظر زمنا لترتيب قدرات استخدامها، والهدف المرسوم في حسابات العقل العسكري – الأمني قد حانت ساعة استهدافه.

المفاعل النووي الإيراني، الهدف المشخص في ضربة عسكرية محتمل إنجازها تطبيقا لقرار سياسي حاسم اتخذ أو يتخذ في دائرة البيت الأبيض، قد تأخذ شكل حرب يتسع نطاقها في الشرق الأوسط، أو تقف عند مياه الخليج العربي.

هي الحرب المؤجلة التي تردد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في خوضها مرارا، قد يخوضها في آخر ساعات عهدة رئاسية لن تكمل برنامجها الإستراتيجي المعلن، تسبق اكتمال إنجاز السلاح النووي الإيراني خلال ثلاثة أشهر على أقل تقدير، هذا ما يجعل الهجمة الأمريكية كأمر وارد، دون انتظار دخول الرئيس المنتخب جو بايدن البيت الأبيض.
استخدم دونالد ترامب في سنوات حكمه سياسة تحذيرية ترهيبية في التعامل مع الملف الإيراني، تصاعدت هذه السياسة عام 2019 عندما تحركت حاملة الطائرات “يو إس إس ابراهام لينكون”، وسفينة “يو إس إس ليتي غولف”، وسفينة “يو إس إس باينبريدج”، وسفينة “يو إس إس نيتز”، والفرقاطة الإسبانية “منديز نونيز” نحو الشرق الأوسط، تحرك وصفته دائرة البنتاغون كـ”رسالة واضحة لإيران مفادها أن أي هجوم على مصالح الولايات المتحدة الأمريكية أو حلفائها سيقابل بقوة شديدة”.

وتجدد التحشيد العسكري الأمريكي هذه الأيام، بالإعلان عن وصول “طاقم العمل الجوي لطائرة B-52H ستراتوفورتريس” انطلق في 21 نوفمبر، من قاعدة جوية في ولاية نورث داكوتا، إلى الشرق الأوسط، في مهمة وصفت بـ”الطويلة، وهدفها ردع العدوان وطمأنة شركاء وحلفاء الولايات المتحدة”.

ويواصل في الوقت ذاته مايك بومبيو وزير الخارجية الأمريكي جولته التي بدأها في باريس وركزت على تطوير “العمل العابر لحلف شمال الأطلسي بشأن المسائل الاقتصادية والأمنية ومحاربة الإرهاب والتحديات العالمية”، وشملت “الكيان الإسرائيلي”، حيث بحث مع قادته تعزيز الجهود المشتركة لمواجهة ما وصفه بـ”أنشطة إيران الخبيثة”، والسودان والأمارات والبحرين قبل اختتامها في العاصمة السعودية الرياض، حيث كرر جملة “مواجهة أنشطة إيران الخبيثة” في تصريحاته.

تترافق جولة مايك بومبيو مع تعزيزات الحشود العسكرية الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط، وكأنه التنسيق الدبلوماسي العسكري، الذي يصب باتجاه تحقيق هدف واحد في التقاء المواقف وتهيئة الأجواء لحدث مرتقب، وهو ما حدث فعلا، فقد اعتبرت باريس أن “المشروع النووي الإيراني قد بلغ مراحل خطيرة”، كما اعترفت بمخاطر أنشطة “ولاية الفقيه” في الشرق الأوسط.

عززت الدبلوماسية الأمريكية موقفها في تنفيذ خطة منع إيران من امتلاك السلاح النووي وفق الخيارات المتاحة أمامها بتقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي حذرت من أن مخزون طهران من اليورانيوم المخصب يتجاوز الحد المتفق عليه، فضلا عن منعها من دخول المواقع المشتبه فيها، ولم يتبق لها من الوقت سوى ثلاثة أشهر للانتهاء من صناعة السلاح النووي.

خيارات الحرب قائمة على نحو عاجل، إن لم تنفذها أمريكا سينفذها الكيان “الإسرائيلي”، قد تختصر في ضربة نوعية للمفاعل النووي، أو تمتد لضرب أذرع “ولاية الفقيه” المنتشرة في العراق ولبنان وسوريا واليمن، ستختتم نتائجها بوضع النظام الراديكالي الإيراني القائم قاب قوسين أو أدنى من الانهيار..!!

مقالات ذات صلة