-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
من بين العادات الجميلة خلال حملة جني الزيتون بالبويرة

ترك حبات الزيتون على الأغصان للطيور وتزكية الزيت للفقراء

فاطمة عكوش
  • 3571
  • 2
ترك حبات الزيتون على الأغصان للطيور وتزكية الزيت للفقراء
ح.م

لا تزال أغلبية العائلات بقرى ومداشر البويرة تحافظ على الكثير من العادات الشتوية الطيبة، حيث يتسابق الناس إلى فعل الخير والتصدق بالزيت على المحتاجين، وترك نصيب الطيور على الأشجار، ويعتبر ذلك قمة الإنسانية. ومن بين العادات الجميلة والتقاليد الشعبية التي لا تعد ولا تحصى، المتوارثة أبا عن جد، التي لا يمكن التفريط فيها أو الاستغناء عنها بقرى ومداشر ولاية البويرة، عادة ترك حبات الزيتون على الأغصان العالية للزرزور وغيره من الطيور، التي تعتبر من أسرار التعايش الطبيعي والتعاون بين الإنسان والحيوان. كما يتسابق الناس إلى فعل الخيرات خلال موسم جني الزيتون بالتصدق بالزيت على الفقراء والمحتاجين.

وحسب كبار السن بالمنطقة، فإن عادة ترك حبات زيتون في كل موسم جني، هي عادة موجودة عند الكثير، وهي في الحقيقة لها أصل في شرعنا الحنيف، الذي يأمر بالإحسان إلى الحيوان، وفي ذلك يقول النبي- صلى الله عليه وسلم: ((إن الله كتب الإحسان على كل شيء…)) وفي حديث آخر: ((في كل كبد رطبة صدقة))، ويسمى محليا “حق الطير” ويسمى المتروك من الزيتون “ايمطوياش”، وهي من أجمل العادات، ويعرفها حتى الأطفال الصغار، وتسمى أيضا “امّور ن يفراخ”، بالطبع عادة ترك الفاكهة فوق الشجرة لا تخص فقط الزيتون، بل كل الأشجار المثمرة، وعادة في كل موسم جني يأمر كبار السن بعدم قطف الثمار في أعلى الشجرة، ويقولون إنه “حق الزاوش”، ويفسرون ذلك بالقول إن الطير في كل موسم مبرمج على وجود ثمار معينة في شجرة معينة، وعادة ما تكون ثمار أعلى الشجرة أول الثمار التي تنضج، ولأن الطير مبرمج، يأتي في الوقت المحدد ويأكل تلك الثمار في أعلى الشجرة ثم يذهب ولن يعود، فإن لم يجدها يبدأ في التفتيش عنها حتى يجد ثمار أسفل الشجرة، يعني أنه لا يجب أن نعيد برمجته إلى أسفل الشجرة، وعادة يردد كبار السن العبارة المشهورة: “تأكل حق الزاوش ياكل لك حقك”.

ومن جهة أخرى، وجب التذكير أن ترك حبات الزيتون فوق أغصان الأشجار تستفيد منها الطيور، وفي نفس الوقت تستفيد منها الشجرة، ومن المعلوم أن شجرة الزيتون فيها بعض الأغصان التي تنتج حبات زيتون ذكرية، وهذه الأغصان طويلة وليس لها فروع، وكان الفلاح يقطعها من أجل صناعة مقابض الفؤوس والمعاول وغيرها من الأدوات، وهي فروع طرية تتلوى كالسوط وعندما تكبر تصبح مثل أعمدة طويلة وتوجد في أعالي الأشجار. ولهذا يعمد الكثير من الناس إلى تشذيبها لأنها تتغذى من الشجرة دون جدوى وحبات الزيتون فيها قليلة الإنتاج إلى حد بعيد.

هكذا يتم تلقيح الأشجار والاعتناء بالزيتون والتين

ويذكر أن حبات الزيتون منها الذكر ومنها الأنثى كذلك بالنسبة لغيرها من الثمار منها التين، ما يسمى بالقبائلية “اذكار”، وهي ثمار تستعمل للتلقيح، وكذلك بالنسبة للزيتون فإن الفلاح يترك تلك الحبات في أعالي الأشجار من أجل التلقيح، مع العلم أن معظم الناس لا يعلمون بهذا الأمر ويقولون بأنهم تركوها لكي تستفيد منها الطيور بينما في موسم الجني يأخذون دلاء حديدية أو بلاستيكية ويضربونها بعصا مثل الطبل لتخويف طيور الزرزور.

وللعلم، فإن عملية التكاثر للنبات كلها خنثوية، لا هي بالذكر ولا هي بالأنثى، ففي كل نبتة توجد أزهار تطلق غبارا يسمى بغبار الطلع لتلقيح الأزهار لتثمر، كما يوجد بعض الثمار الذكرية لتلقيح الأشجار وخاصة التين والزيتون والتمر، فعادة في منطقة القبائل يعلقون في أغصان شجرة التين بعض الثمار الذكرية لتلقيح شجرة التين وآخرون يغرسون شجرة ذكرية “الدكار”وسط خميلة أشجار التين، وتتم عملية التلقيح بفضل الريح التي تحمل الغبار وتوزعه على أشجار التين، كذلك بالنسبة للنخيل، أما شجرة الزيتون فإنها تنتج حبات زيتون ذكرية، وهي موجودة في أغصان لا فروع لها، وكثيرا ما نجد غصنا له أوراق وحبات زيتون فقط وليس له فروع وهو مستقيم لا التواء له وتحت كل ورقة حبة زيتون ذكرية، وما يترك فوق الأغصان تستفيد منه الطيور، وفي نفس الوقت تستفيد منه الشجرة، لكن من الضروري جدا شذبه عندما يكبر لأن هناك أغصانا أخرى ذكرية تنبت في كل سنة يجب ألا تتكاثر هذه الأغصان في الشجرة، وعادة نرى عند الأوروبيين وخاصة إيطاليا وإسبانيا واليونان كل أشجارهم قصيرة لأنهم يشذبون الأغصان الطويلة الضاربة في السماء كالساريات.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • جزائري حر

    روحو شوفو جهة العبر المتعربين الجزائريين !: حبة ما يخلوهاش وأما الزكاة فهي متواجدة فقط عند غير العرب. وأما اللتر الواحد من زيت الزيتون والليس زيت العرب والزيتونة من إختراع الخالق أو الطبيعة للكفار من العبر ولا دخل للعرب في زيت الزيتونة ولا دجاج العرب. هه الخالق يخترع وها يقولو تاعنا . ألي ديقاج روحو تخدمو على رواحكم.

  • Karim

    من أسباب الخسائر التي يتكبدها الفلاحون عدم إخراج زكاة المحصول الزراعي.