جواهر
شارك برأيك

ترى كيف هو العيد بلا ملابس للأطفال وبلا زيارات عائلية؟

نادية شريف
  • 963
  • 5
ح.م

لأن الظرف هذه المرة يختلف عن بقية الظروف، ولأن البلاد تعيش حالة طوارئ بسبب الفيروس القاتل والحجر المفروض لتجنب كوارث إنسانية، سيكون العيد مختلفا هو الآخر بطعم ربما لم نعهده ولون لم نبصره، ومشاعر لم نختبرها..

العيد هذه المرة سيحل على الكثيرين ضيفا عاديا بلا تمييز.. سيحل عليهم وهم أسرى البيوت، لم يشتروا ملابس لأطفالهم ولم يصنعوا حلويات لأحبائهم ولم يضعوا خريطة لطريق المعايدات على الأهل والأصحاب..

شعار الكثيرين هذه المرة “بأي حال عدت يا عيد” وقد سبرنا آراء البعض بهذا الشأن وكانت بعض الإجابات متفائلة وأخرى متذمرة وأخرى صادمة..

تقول أم أثير: ” ليست المرة الأولى التي نحرم فيها من زيارة الأهل في العيد لأسباب عديدة

ولكن هذه المرة الأمر صعب جدا في الحجر الذي طوقنا على أنفسنا قرابة شهرين ونصف.. كنا ننتظر التفريج عن أنفسنا وأولادنا وتسلية همومنا معهم، ولكن الصحة أولى من أي شيء آخر”، وتضيف: “قد يبدو الأمر أصعب حين يكون لك بعض الإخوة يقطنون معك في نفس الولاية ومع ذلك لا زيارات.. عزاؤنا في هذا العيد أن يرفع الله عنا هذا الوباء، وهي فرصة سانحة كي نحس بالمغتربين الذين حالت بهم الظروف لسنوات بلا عيد في وطنهم.. فالحمد لله على كل حال”..

من جهتها تقول أم رزان: “ستكون صدمة على قلوب الملايين من المسلمين عبر العالم في صبيحة العيد في الحجر المنزلي لأن هذا غير مألوف وأكثر من أشفق لحالهم هم الأطفال.. أنا مستاءة من عدم زيارة الأقارب، خاصة اولئك الذين  نزورهم في الأعياد فقط، لكن ما من خيار آخر”.

بخصوص شراء ملابس العيد تقول أم رزان: “خوفا من العدوى لم أشتر شيئا، وبالرغم من ضغط ولدي عليا فقد أقسمت أن لا أتراجع، بسبب انتهازية التجار في هذه الفترة والذين ضاعفوا الأسعار لتعويض خسائرهم دون اكتراث بجيب المواطن البسيط”.

وعلى النقيض مما سبق ترى خديجة أن العيد هذه المرة سيكون فرصة للراحة من تعب رمضان وستقضيه في النوم كي تعوض أيام الشقاء والسهر التي مرت عليها حيث تقول: “في الحقيقة كنت متشوقة للحجر الشامل يومي العيد كي لا أزور أحدا ولا حتى والداي لأني متعبة جدا، ثم إني لم أشتر ملابس لأولادي فما فائدة الخروج؟”

وتوافقها سمية الرأي بقولها: “لا أريد أن أرى أحدا ولا أن أخرج للزيارات ولا أن أستقبل في منزلي جموع المعايدين لأني أبحث عن الراحة التي أفتقدها.. أبحث عن لحظات للخلوة ولا شيء أجمل من صبيحة العيد مع زوجي، فقط وحدنا بلا شيء يعكر مزاجنا.. ربما لن يكون مملا أبدا لأننا وضعنا برنامجا للتسلية بعيدا عن الفوضى والمرض”.

ولأنه تعود على زيارة والديه في كل عيد يقول محمد: “لا أتصور مطلقا كيف سيكون العيد بلا أمي الغالية وأبي الحبيب.. ظروف العمل اضطرتني للعيش بعيدا عنهما ولكني كنت أزورهما من حين لآخر، وفي المناسبات السعيدة، أما هذه المرة فلا يمكن الخروج من الولاية ولا يمكن المخاطرة بصحتهما لأني احتككت بالكثيرين وأخاف أن أنقل لهما المرض”.

مقالات ذات صلة