تشكيل حكومة بعد عودة الرئيس من فرنسا.. وإبعاد أصحاب الفكر الروسي سبب الانقلاب
يقول الكاتب الصحفي المالي حسين أغ عيسى، إن السبب الرئيس في الانقلاب الذي حصل ببلاده، مرتبط أساسا بتشكيل الحكومة التي شكلها الرئيس “المنقلب عليه”، أسيمي غويتا، بعد عودته من فرنسا، وكانت السمة البارزة فيها إبعاد الضباط أصحاب الفكر الروسي. ويعتقد آغ حسين في هذا الحوار مع “الشروق”، بقدرة العسكريين على إدارة شؤون البلاد في هذه المرحلة، على أن يتبع ذلك تسليم السلطة للمدنيين.
كيف يمكن إجمال التطورات الحاصلة في مالي، بعد إعلان الانقلاب على الرئيس، والذي تزامن مع الاجتماع الوزاري لمجلس السلم والأمن الإفريقي؟
لا توجد تطورات بعد الإعلان عن الانقلاب، والجميع الآن يراقب ويتابع الوضع بحذر، وكما هو معلوم هو نائب رئيس الجمهورية أسيمي غويتا، ورئيس المجلس العسكري الذي استولى على السلطة بعد الإطاحة بالرئيس إبراهيم كايتا شهر أوت الماضي، قام بعزل رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء، وأرجع سبب العزل إلى ما أسماه عدم احترام ميثاق الفترة الانتقالية.
ومما ساقه المعني في خطوته، أنه بموجب منصبه تدخل لمراعاة مصالح الماليين، وأن الوضع استلزم تدخله، كونه نائب رئيس الجمهورية مكلف بما يتعلق بشؤون الدفاع والأمن.
هل تعتقد بوجود قوى أجنبية دعمت الانقلاب، ومن تحديدا؟
شخصيا اعتقد أنه ما كان لهذا التحرك أن يحدث من دون وقوف قوى كبرى وراءه خاصة، وأن الضابطين اللذين تحركا وهما صاديو كامرا وموديبو كوني، وهما قادة في الحرس الوطني المالي، احتجاجا على استبعادهم من وزارتي الأمن والدفاع في الحكومة الجديدة.
الضابطان محسوبان على الفكر الروسي في مالي، وهذا هو سبب استبعادهما، لأن الرئيس المنقلب عليه زار فرنسا في الأيام الأخيرة، وبعد عودته تم تشكيل الحكومة التي أعلن عنها قبل ساعات فقط من الانقلاب.
الملاحظة المهمة على الحكومة الجديدة التي جرى تشكيلها بعد عودة الرئيس من فرنسا، أنه تم استبعاد المحسوبين على الفكر الشرقي، لذلك هم تحركوا.
وأعتقد أن هنالك جهات قد ساعدت الانقلابيين هم في مجال الاستخبارات، ما ساهم في استبعاد الرئيس ورئيس الوزراء من المشهد بسرعة، وفي سياق لم يكن متوقعا حقا.
ما هي قدرة الانقلابيين في إدارة البلاد؟
اعتقد أن الانقلابيين يستطيعون إدارة البلاد إن استعانوا بالمدنيين، والضباط المثقفون ممن لهم الكفاءة ولديهم أيضا خبرة في مجال الأمن والدفاع وهم متواجدون بما لا شك فيه في الجيش المالي، فبإمكانهم تسيير البلاد، على أن يتبع ذلك تسليم السلطة للمدنين وتشكيل حكومة جديدة يقودها رئيس وزراء مدني وهذه أمور يمكن الوصول إليها.