-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
قضى في حادث سقوط المروحية بالمنيعة

تشييع جنازة الطيار الشهيد ياسين جلال بقسنطينة

تغطية: عبد العالي. ل - عصام
  • 1623
  • 0
تشييع جنازة الطيار الشهيد ياسين جلال بقسنطينة
 الشروق

شيّعت، زوال الجمعة، بمقبرة “زواغي سليمان” بمدينة قسنطينة، جنازة شهيد الواجب الوطني المقدم جلال ياسين، بحضور قوي من أعلى السلطات المدنية والعسكرية على مستوى شرق البلاد، وعائلة الفقيد في ولايتي قسنطينة وأم البواقي، ورفاقه من كل أنحاء الوطن. وبقدر ما كان الحزن شديدا على فقدان أحد الإطارات المشهود لها بالكفاءة والأخلاق والنزاهة والوطنية، بقدر ما كان والده وإخوته الأربعة في كامل طمأنينتهم وهم يشاهدون مدى الاعتراف بما قدّمه للوطن الفقيد ياسين جلال.
“الشروق اليومي” حضرت مراسيم الجنازة، واقتربت من عائلة الفقيد التي امتزج حديثها بالأسى، خاصة وأن ياسين جلال، صاحب الـ47 سنة، كان قد برمج زيارة لأهله في القريب العاجل، بعد أن بقي بعيدا عنهم بسبب أدائه للواجب الوطني، كما أن أغلب مكالماته مع والده الحاج زبير، وهو أستاذ رياضيات متقاعد كان يشتغل في ثانوية “زيغود يوسف” بسيدي مبروك بقسنطينة، ومع أشقائه، كان يطلب منهم الاهتمام بصحتهم وأن يكونوا يدا واحدة كما عهدهم دائما، وهو ما أوحى بما يشبه وصية مغادر برأي أحد أبناء عمومته.

“كان خيّرا مع أهله وجميع الناس”
بمشاعر من التأثر، تحدث السيد السعيد بركاني، وهو صهر الشهيد جلال ياسين، ضحية حادثة سقوط المروحية، إلى “الشروق اليومي”، وذكر بأنه ومنذ أن تزوج المرحوم ابنته، لم يشهد منه إلاّ الخير والكلام والطيب، وأنه كان طيلة فترة زواجه قليل الزيارة لبيت عائلة زوجته، حيث أنه كان يخصص أغلب وقته لعمله في صفوف الجيش الوطني الشعبي.
كان متواضعا ولا يتحدث أبدا عن رتبته أو مهنته، وسط أفراد العائلة، بل إنه كان محافظا على السر المهني، مؤكدا أنه وعندما علم بخبر سقوط المروحية، لم يكن أبدا يتوقع بأن يكون صهره على متنها، ومن بين ضحايا الحادثة الأليمة، راجيا من الله أن يحتسبه عنده من بين الشهداء، ولم يفوّت السيد السعيد بركاني الفرصة، ليقدّم تعازيه القلبية إلى عائلتي الشهيدين عمارة رضا وجلال ياسين.
بأعين باكية، وبكلمات لم تكد تُفهم، تحدث عبد الله شقيق الشهيد ياسين لـ”الشروق اليومي” قائلا، بأنه لازال لا يُصدق بأن شقيقه قد غادر إلى الأبد ورحل إلى دار البقاء، مضيفا بأنه كان قريبا جدا من شقيقه، وأنه كان يستشيره في كل القضايا والأمور الشخصية المتعلقة به، ويأخذ برأيه في أي أمر يخصه، قبل أن ينهار بالقول بأنه لا يتصور كيف سيتقبل رحيل ياسين عن العائلة، راجيا من الله أن يرحمه وأن يُنعم عليه وعلى كل العائلة بالصبر، قبل أن يسترجع أنفاسه، للقول بأن ياسين رحل وترك له ذكريات جميلة لن تبرح مخيلته، وأنه سيعيش على ذكراه، وأنه وعلى الرغم من هول الفاجعة، إلا أنه سيظل يفتخر بشقيقه الذي استشهد وهو يؤدي واجبه تجاه الوطن، خلال أدائه لمهنته في صفوف الجيش الوطني الشعبي، الذي كان ياسين يعتبره عائلته الكبيرة، وتربطه به علاقة روحية أكثر من علاقة مهنية، وخلُص شقيق المرحوم بالقول إن الجزائر فقدت في الحادثة ثلاثة من خيرة أبنائها الذين ستفتخر بهم عائلاتهم على مدار السنين، موجها تعازيه لعائلتي العقيد عمارة رضا والرقيب بلغربي محمد، ليشكر بعدها كل الأشخاص الذين قدموا من مختلف الولايات إلى قسنطينة ومن بينهم زملاء شقيقه الشهيد، لتقديم واجب العزاء.

الوالد: “فقدت قطعة مني.. وعزائي أنه شهيد”
بدا والد الشهيد مرهقا بسبب سفره إلى ورقلة منذ أن سمع بخبر استشهاد ابنه، كان يحمد الله تارة ويتنهد أخرى وهو يقول بأنه فقد جزءا من ذاته، لأن ياسين كان مفخرة له، وبالرغم من غيابه الطويل، إلا أن اتصالاته كانت تقربه دائما من العائلة مانحا طاقات إيجابية لأهله بحبه للوطن وتفاؤله الدائم، يتنهد الأب وينظر إلى جمع الحضور، ويقول بأنهم عربون وفاء لشهيد عاش للوطن ومات لأجله.
تنتمي عائلة الطيار الشهيد لمنطقة مسكيانة بولاية أم البواقي، حيث تمدرس في الابتدائي، ثم انتقلت العائلة في أواخر الثمانينيات للعيش بمدينة قسنطينة خاصة وأن الوالد اشتغل كمدرس ثانوي، لمادة الرياضيات، وهناك أكمل دراسته، وحصل على البكالوريا بمعدل امتياز، مكّنه بعد سنوات من الدراسة في جامعة “منتوري” من الانتقال إلى معهد الطيران العسكري في طفراوي بوهران، حيث أكمل تخصصه وهذا منذ سنة 1996. كما ترك الفقيد ثلاثة أبناء تتراوح أعمارهم ما بين الثامنة والسادسة عشرة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!