-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
كاترين كولونا تعلّق على مرسوم ترديد النشيد الوطني "قسما" كاملا

تصريحات وزيرة فرنسية تثير غضب سياسيين جزائريين

محمد مسلم / ب. ع /س.ع
  • 5896
  • 0
تصريحات وزيرة فرنسية تثير غضب سياسيين جزائريين
أرشيف
وزير أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسي، كاثرين كولونا

لعبت السلطات الفرنسية ورقة التهدئة في مواجهة السجال السياسي والإعلامي، الذي تفجر منذ الإعلان عن توقيع الرئيس عبد المجيد تبون، مرسوما يوسع حالات ترديد النشيد الوطني الجزائري “قسما” كاملا بما فيه المقطع الذي يتوعد فرنسا بالحساب على جرائمها الاستعمارية.
الموقف الفرنسي الرسمي الذي رافق هذا السجال جاء على لسان وزير أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسي، كاثرين كولونا، التي بددت بعبارات مقتضبة الغيوم التي قيل إنها تلبد سماء العلاقات الجزائرية الفرنسية، وذلك استنادا إلى حملة إعلامية فرنسية مركزة استهدفت الجزائر ومصالحها في المستعمرة السابقة.
كاثرين كولونا وفي حوار خصت به قناة “آل سي إي” الفرنسية الخاصة، شككت بدبلوماسية لافتة في مصداقية التحليلات المثيرة للشبهات في الإعلام الفرنسي خاصة، التي راحت تتحدث عن قرار عدائي تجاه الدولة الفرنسية، مؤكدة بأن الأمر يتعلق فقط بتوسيع حالات ترديد النشيد الوطني الجزائري “قسما”، في مقابل استعداد بلادها لتحملها مسؤوليتها التاريخية في الجزائر.
رئيسة الدبلوماسية الفرنسية علقت على هذا الموضوع، مبدية تفهما لظروف كتابة النشيد الوطني الجزائري في سنة 1956، لكونه جاء في سياق الحرب ضد الاستعمار الفرنسي، وهو ربما المبرر الذي يقف خلف توظيف تلك العبارات القوية التي تحرك المشاعر وتشحذ الهمم.
بل إن المسؤولة الفرنسية وعلى الرغم من محاولة الصحفي استدراجها ودفعها للانزلاق وإصدار موقف أكثر قوة تجاه القرار الجزائري، بتلاوته المقطع الذي يتوعد فرنسا بيوم الحساب أمامها طالبا منها إن كانت ترى ذلك مقبولا في نشيد دولة أجنبية، فردت بهدوء: “حتى نشيدنا الوطني (الفرنسي، لا مارساييز) يتضمن محتوى بمعاني حربية، حتى وإن لم يتم ذكر اسم أي دولة فيه”، علما أن النشيد الفرنسي يتحدث عن “الدم الطاهر”، وهو الأمر يعتبر ضربا من ضروب العنصرية في دولة تقدس قيم الأخوة والحرية والمساواة.
غير أنها ومع ذلك لم تفوت كاثرين كولونا الفرصة، لتعبر عن استغرابها من قرار السلطات الجزائرية اختيار الوقت لإحياء النقاش مجددا حول المقطع المثير لجدل في بلادها، لكونه يعود في منظورها إلى مرحلة مضى عليها الزمن، تختلف الوضع الحالي الذي يطبعه تقارب بين الرئيسين الجزائري عبد المجيد تبون، ونظيره الفرنسي، إيمانويل ماكرون، على حد تعبيرها.
ولتفنيد الشكوك التي تحوم حول مستقبل العلاقات الجزائرية الفرنسية، ومن ورائها زيارة الرئيس تبون المرتقبة إلى باريس في الأسابيع أو الأشهر المقبلة، في ظل الحملة المسعورة التي تقودها أوساط فرنسية يمينية معروفة بعدائها لكل ما هو جزائري، وكذا زيارة الرئيس تبون إلى روسيا الأسبوع المنصرم والتي تزامنت كما هو معلوم، وزيارة كانت مرتقبة نحو باريس في النصف الثاني من الشهر الجاري، خرجت وزير الخارجية الفرنسية منوهة بقرار رئيسي البلدين “إعطاء دفع قوي للعلاقات الثنائية”.
وبالنسبة لرئيسة الدبلوماسية الفرنسية، فإن الزيارة المرتقبة لرئيس الجمهورية نحو فرنسا لا تزال ضمن الأجندة: “البلدان يحضران للزيارة المقبلة للرئيس تبون إلى باريس، والتي لم يضبط موعدها بعد”، تقول كولونا، عكس ما تم الترويج له من قبل بعض الوسائط الإعلامية الفرنسية.

البناء الوطني: تصريحات وزيرة فرنسا استفزازية وغير مقبولة
وصفت حركة البناء الوطني، الأحد، تصريحات وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كورونا حول النشيد الوطني بـ”الاستفزازية وغير المقبولة”، لأنها تنتهك مبدأ احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.
وجاء في بيان للحركة “نعرب في حركة البناء الوطني عن معارضتنا الشديدة لتصريحات وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا بشأن القرار السيادي الجزائري الذي اتخذه رئيس الجمهورية يضبط بموجبه، وبنص رسمي، ظروف وكيفيات أداء النشيد الوطني بشكل كامل أو مختصر، والتي قالت فيها، خلال ظهورها في مقابلة مع قناة اعلامية فرنسية بأن مرسوم النشيد الوطني الجزائري يأتي “خارج الزمن”.. وأبدت استغرابها “في توقيت هذا القرار”.
ووصف الحزب هذه التصريحات بـ”الاستفزازية وغير المقبولة وهي تشكل خرقا صارخا للأعراف الدبلوماسية المتعارف عليها، كما أنها تنتهك بشدة وبشكل صريح مبدأ احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية ولذلك نجدد رفضنا لكل شكل من أشكال التدخل الأجنبي في القرار السيادي لدولتنا”.
وتساءل البيان عن التناقض الذي وقعت فيه رئيسة الدبلوماسية الفرنسية، بين الدعوة إلى العمل على تحسين العلاقات مع الجزائر أمام لجنة الشؤون الخارجية في الجمعية الوطنية، والعودة مجددا إلى تصريحات تشكل تدخلا في الشأن الداخلي.
وحسب حركة البناء، فإن تصريحات الوزيرة الفرنسية، تنم عن نظرة استعلائية و”تتزامن وبشكل ملفت للأنظار ومثير للريبة، مع التوتر المقصود الذي تدفع به الحملة العدائية المضللة التي تقودها بعض النخب والكيانات السياسية الفرنسية المتطرفة لبث الافتراءات والتهجم على الجزائر”.

انتقد انخراطها في نقاش سياسي حول قضية النشيد الوطني
رحابي: وزيرة خارجية فرنسا متناقضة في مواقفها من الجزائر
انتقد الوزير والسفير الأسبق عبد العزيز رحابي، انخراط وزيرة خارجية فرنسا كاترين كولونا، في النقاش الداخلي بفرنسا حول قرار جزائري مزعوم بإعادة مقطع محذوف حول الاستعمار الفرنسي من النشيد الوطني، واصفا تصريحاتها بـ”غير المقبولة” والمتناقضة مع البحث عن تحسين العلاقات مع الجزائر.
وجاء في منشور لرحابي على صفحته بموقع “فايسبوك”، أن “كاثرين كولونا تتمنى أن تكون لها أفضل العلاقات مع الجزائر وفي نفس الوقت تشكك في قرار الجزائر السيادي بتوسيع استخدام نشيدها الوطني في ظل الظروف والشروط التي تختارها الحكومة الجزائرية”.
وأوضح الوزير الأسبق أن “الأناشيد الوطنية تعتبر، منذ القرن الثامن عشر، رمزًا لدى الدول وتمثيلًا لتاريخ البلدان في وقت معين، وبالتالي فإن العديد من الأناشيد الوطنية تشير إلى عدو الأمس، كما يتميز بعضها بأكثر من نسخة فهذا ليس خاصا بالجزائر”، مشددا على أن الوزيرة الفرنسية بهذه التصريحات “تطالبنا صراحة بتكييف نشيدنا الوطني حسب حالة العلاقات الثنائية وتاريخنا وفقًا لرغبات القوة الاستعمارية السابقة “.
وتأسف رحابي على أن “عضوا في الحكومة يُغذي النقاش بتصريح غير مناسب وغير مقبول، في ظرف داخلي تميز بحملة متواصلة تحركت فيها أحزاب وشخصيات يمينية بهدف وضع الجزائر في قلب الجدل الداخلي حول قضايا الهجرة”، مشيرا إلى أن هذه الجهات “اجتهدت أخيرا في إقحام الجزائر بشأن عواقب الحرب في أوروبا ومحاولة إضعاف قرارها السيادي في السياسة الخارجية”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!