-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
كانت مناسبة للتلاقي وتسويةالمشاكل وتعزيز الأنشطة

تظاهرة سوق عيد الخريف بباتنة.. حكاية 4 قرون من الوجود

صالح سعودي
  • 3200
  • 0
تظاهرة سوق عيد الخريف بباتنة.. حكاية 4 قرون من الوجود
الشروق

تضرب مدينة تكوت بباتنة، موعدا جديدا مع تنظيم تظاهرة سوق عيد الخريف السنوية، التي تقام من 27 إلى 29 أوت، وتشهد نشاطات تجارية وثقافية وفنية مختلفة، كما تعد فرصة سنوية للقاء أعيان الأعراش لفض النزاعات ومناقشة العديد من القضايا المطروحة عرفيا، وفي مقدمة ذلك مسائل المهر والزواج والدية وغيرها.

ويعتبر سوق عيد سوق الخريف بتكوت، من أهم التظاهرات الثقافية والاقتصادية السنوية بمنطقة الأوراس، والتي تقام خلال الأيام الأربعة الأخيرة من شهر أوت، وتشهد إقبال الزوار والتجار من مختلف الولايات والمناطق المجاورة، لبيع وشراء مختلف السلع والمنتجات المعروضة، مثل الخضر والفواكه والتين المجفف والمرمز، والقمح والشعير والتمر وغيرها، وفي القديم كان يتم البيع بالمقايضة، وكان يدوم حتى ينهي الناس بيع سلعهم ويختمون أشغالهم، كما تعرف هذه التظاهرة اجتماع أعيان الأعراش  لدراسة وتسوية مختلف المشاكل والقضايا المطروحة وفق الشريعة والأحكام العرفية، كما يتم التباحث حول آخر المستجدات والقضايا الراهنة، مثل المهر وشروط الزواج والدية، والنظر في المعاملات التجارية المختلفة. كما كان سوق عيد الخريف ميزة مهمة حسب الكثير، باعتباره محطة للتلاقي، ناهيك عن المعروضات التقليدية التي تعبر عن أصالة أبناء المنطقة.

ويؤكد جمال مسرحي (أستاذ التاريخ القديم بجامعة باتنة) لـ”الشروق”، بأن تظاهرة سوق عيد الخريف تأتي في نهاية فصل الصيف وبداية فصل الخريف بمنطقة الأوراس، ويغلب عليها الطابع الاقتصادي من خلال استضافتها للتجار بسلعهم المختلفة من مختلف المناطق المجاورة للأوراس، إلا أن لها طابعا اجتماعيا وثقافيا، مضيفا بأن المناسبة مواتية لتسوية العديد من القضايا، من خلال لقاء أعيان المنطقة، وحسب الأستاذ جمال مسرحي، فيجهل لحد الآن تاريخ بداية أول ظهور لتظاهرة سوق عيد الخريف، إلا أن الراجح حسب قوله أنها تعود إلى القرن الثامن عشر أو التاسع عشر ميلادي، وفق ما ذهبت إليه بعض المراجع بخصوص اكتمال تركيبة عرش بني بوسليمان بجميع فرقه التي توافدت على مناطق تكوت وإينوغيسن ووادي الأبيض خلال القرن السابع عشر، وبحلول القرن الثامن عشر، شرعوا في الأنشطة الفلاحية، لتتولد بعدها فكرة السوق الذي يعتبر أساس  هذه التظاهرة، وتسمى منذ القديم سوق عيد الخريف، وإن كانت مدينة تكوت في نظر جمال مسرحي قديمة وتمتد جذورها إلى ما قبل التواجد الروماني في المنطقة.

ويسعى المنظمون إلى استثمار هذه التظاهرة لتعزيز التنمية السياحية بالمنطقة، وتشجيع تسويق المنتجات الحرفية، وإحياء قيمة التراث المادي واللامادي، إضافة إلى تنظيم معارض للمنتجات المحلّية، بغية إيجاد أرضية خصبة لتعزيز التنمية السياحية بالمنطقة من خلال تثمين المؤهلات المحلية والتراث الثقافي، وهذا بصرف النظر عن الصعوبات القائمة حسب الأستاذ والناشط الاجتماعي عبد الكريم رحماني الذي أكد لـ”الشروق” بأن تظاهرة عيد الخريف السنوية بدأت تفقد طابعها الاجتماعي والثقافي، واقتصرت على عرض المنتجات الصناعية نظرا لقلة المنتج الفلاحي، وقلة الاهتمام بالنشاطات الحرفية التقليدية، إضافة إلى غياب آلية جديدة لتنظيمها حتى تتماشى مع العصر، رغم محاولات وجهود العديد من الجمعيات المحلية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!