الجزائر
المحاكمة تكشف عن تفاصيل صادمة لعبث العصابة بـ"البقرة الحلوب"

… رؤوس الفساد في سوناطراك!

نوارة باشوش
  • 18211
  • 2

فجّر قاضي القطب الاقتصادي والمالي فضائح مدوية طالت أكبر مجمع نفطي في الجزائر “سوناطراك” أو ما يسمى بـ “البقرة الحلوب” الذي ارتبط اسمه منذ عقود طويلة بـ”الريع المالي”يستفيد منها زمرة محدودة مع أهلها وحواشيها في النظام السابق دون عامة الشعب..

حيث أزالت هيئة المحكمة الستار عن الفساد الرهيب الذي عاثت فيه الشركة الأمريكية “براون أند روث كوندر BRC ” الأمريكية، مما تسبب في تبديد الملايير من الدينارات بالعملة الوطنية والصعبة لإنجاز المشاريع التحتية في قطاع المحروقات والإنشاءات والصحة والفندقة والمطارات والبناء والخدمات النفطية والنقل، بفضل غطاء الحماية المطلقة الذي يوفره كل من وزير الطاقة والمناجم السابق، شكيب خليل والرئيس المدير العام السابق لمجمع سوناطراك عبد المؤمن ولد قدور وخليفته محمد مزيان.

كوسيدار كانت تتسوّل من شكيب خليل لإنقاذ إفلاسها

وقد واجه القاضي وممثل الحق العام، الفرع الرابع للقطب الاقتصادي والمالي، الخميس 5 جانفي 2023، المتهمين في ملف “سونطراك” الذي يضم 4 ملفات فساد بحقيقة حصول الشركة الأمريكية “BRC” على 13 مشروعا يمكن لأي شركة جزائرية إنجازها، وكذا قيام الشركة الأجنبية بدور الوسيط حيث تتحصل على المشروع من سوناطراك وتمنحه بدورها إلى مقاول فرعي مع هامش ربح كبير وصل 185 بالمائة، ناهيك عن عدم احترام الآجال التعاقدية مما أدى إلى عدم إتمام بعض المشاريع عند حل الشركة الأمريكية”، مما اضطر سوناطراك إلى التعاقد مع شركات أخرى لإتمامها ما ينجر عنه زيادة رهيبة في التكاليف بسبب الملاحق، في حين فإن الشركة العمومية “كوسيدار” كانت في ذلك الوقت تتسول المشاريع من وزارة الطاقة.

الملايير ضاعت في صفقات بـ “التراضي” و”الاستعجال”

والأخطر من ذلك ففقد كشفت جلسة المحاكمة عن أرقام رهيبة جدا وغير مسبوقة في تضخيم فواتير التجهيزات والخدمات المستوردة من طرف الشركة الأمريكية بطريقة لا يصدقها العقل البشري، حيث قدرت عمليات التضخيم بين عشرات ومئات المرات من قيمة التجهيزات وعلى شاكلة شراء معدات تقديم الطعام أو ما يعرف بالعامية “مواعن” بما يفوق 3 ملايين أورو.

تعرضت لتهديدات من شكيب خليل

مزيان: في السنوات الأولى كانت هناك عقود بين شركة سونطراك وشركة كوندور الأمريكية، ليتقرر إنشاء شركة مختلطة بين الشركتين وفي ذلك الوقت كانت شركة ” بي.أر.سي” تفوز بعقود في قطاع الطاقة، ثم اقتحمت عدة قطاعات وفازت بعدة قطاعات.

مزيان: هناك تعليمات فوقية سواء بطريقة مباشرة أو عن طريق مدراء ومستشارين.

مزيان: من وزير الطاقة شكيب خليل.

مزيان: شكيب خليل كان يعطي التعليمات للمديرين المركزيين.

مزيان: سيدي الرئيس أنا دوري ” التنفيذ” فقط مع تطبيق الأوامر ثم الإجراءات الإدارية.

مزيان: كان همزة وصل بين الوزير والشركات التابعة لسونطراك، حيث كانت تمر عليه بعض الأوامر التي تتعلق بالشركة.

مزيان: كان يتلقى أوامر فوقية، فهو ممثل رئيس الجمهورية والوزير، سيدي الرئيس كان له نفوذ رهيب عفوا على هذه العبارة “إذا قالك نطيرك من منصبك يطيرك صح” فكل صغيرة وكبيرة تمر عليه.

مزيان: نعم فهو كذالك.

مزيان: شركة ” بي.أر.سي” لها مسؤولية إنجاز ومتابعة المشاريع.

مزيان: بصراحة سيدي الرئيس.. كلهم تقريبا يعينون من طرف الوزير.

مزيان: ليس فقط شركة ” بي.أر.سي” بكل مع بعض الشركات.

مزيان: نعم سيدي الرئيس مسكن شكيب خليل ومسكن هامش رضا، كانت هناك علاقات واتصالات بينهم.

مزيان: سيدي الرئيس هي تدخل في خانة الإجراءات الإدارية والمديرين هم مسؤولون عن المشروع وهم من يختارون طريقة التعاقد.

مزيان: بما أن الوزير منح الموافقة وفي بعض الأحيان كنت أمنح رأي حول صفقة ما.

مزيان: نعم ” نخلصوهم” لأنها كانت هي السياسية التي نسير عليها في ذلك الوقت.

مزيان: لا يجيب.

القاضي يتابع طرح أسئلته “ثالثا الخبرة قد أثبتت أنه بعد حل شركة “بي.أر.سي” في 2007، معظم المشاريع لم تكتمل، وأن إطارات ومسيري مجمع سونطراك هم من تولوا الأمر، فلماذا تم إمضاء العقود بالعملة الصعبة ثم ندفع بالدولار الأمريكي من أجل الملاحق؟، كما أن أغلب عقود المناولة التي أبرمتها شركة ” بي. أر.سي” تمت قبل منح الموافقة من ” سونطراك”.

مزيان: ” سيدي الرئيس هناك تعليمات فوقية.

مزيان: هي أوامر رئيس الجمهورية.. أي كانت هناك أوامر من السلطات العليا للبلاد.

مزيان: ” بي.أر.سي” رفعت تقرير على مجلس الإدارة، ثم جمعيتها العامة ليتم رفعه أخيرا إلى مجلس إدارة والجمعية العامة لمجمع سونطراك.

مزيان: لا سيدي الرئيس رسميا وكتابيا لم نبلغ بذلك، لكن كما يقال ” في الراديو طرطوار” سمعنا به، وبعد أن تم حل الشركة قمنا بإدماج العمال والإطارت إلى ” سونطراك”.

مزيان: المعمول به هو نسبة التسبيقات تتراوح بين 15 و25 بالمائة وتصل في بعض الأحيان إلى 30 بالمائة، أما 50 بالمائة فأنا لست بدراية عن ذلك.

مزيان: هذا غير صحيح.

مزيان: سيدي الرئيس هذا قبل تعييني.

مزيان: سيدي الرئيس هذا قرار رئاسي، والمسؤول عن المشروع هو المكلف بمتابعته.

مزيان: لا يرد.

القاضي يواصل مواجهة المتهم بالمشاريع التي أبرمها مجمع سونطراك مع شركة ” بي.أر.سي” وينتقل إلى مشروع عقد التراضي المتعلق بالدراسات الهندسية، التوريدات وتركيب التجهيزات بمبلغ جزافي يقارب 17 مليار سنتيم، وكذا إبرام العقد المتعلق بـإعادة تهيئة لمبنى “RELEX” بديدوش مراد بالجزائر العاصمة، بمبلغ إجمالي أصلي يقدر بـ 49 مليار سنتيم، لقفز بعد الملاحق سبب التأخير كذالك إلى أزيد من 55 مليار سنتيم مع تسجيل في التأخر تجاوز 9 أشهر ونصف دون المطالبة بغرامات التأخير.

كما قدّر يقول القاضي “المبلغ الجزافي لإنجاز خدمات إعادة التأهيل لنادي التنس بأزيد من 43 مليار سنتيم، ثم بعد إمضاء العقد مع شركة أخرى ارتفع إلى 16 مليون أورو وهذا بالتراضي البسيط والاستعجال بالرغم من أن الخبرة كشفت أن هذا يبقى مبرر فقط.

مزيان: لا يرد.

مزيان: في ذلك الوقت فإن المؤسسات والشركات العمومية، تأخذ على عاتقها المشاريع الخاصة بالوزارة الوصية.

مزيان يتعلثم ويتهرب من الإجابة وبعد محاصرته من القاضي قال: “هذا مقر تابع للوزارة ورئيس الجمهورية والوزير هما من يقرران”.

مزيان: لا أتذكر سيدي الرئيس.

المتهم يسكت ولا يرد.

مزيان: أول مرة أسمع بهذه الفاتورات، وزد على ذلك فأنا تعرضت لتهديدات من طرف الوزير وهي الحقيقة التي يعرفها العام قبل الخاص سيدي الريس ” نحن بشر.. نحن بشر”.

في هذا الأثناء يتدخل وكيل الجمهورية ويسأل المتهم محمد مزيان حينما قال له: “أثناء توليك منصب المدير العام هل تعاقدت سونطراك مع مؤسسة عمومية؟”

مزيان: نعم مع مجمع كوسيدر.

المتهم: يسكت.

أنا بشر وكنت أنفذ تعليمات.

ولد قدور: الشركة مختلطة بين شركة “براون أند روت كوندر” “BRC” المختلطة بين سوناطراك و”براون أند روث” الأمريكية، وقامت بإنجاز عدة مشاريع تحتية في قطاع المحروقات والإنشاءات والصحة والفندقة والمطارات والبناء والخدمات النفطية والنقل..

ولد قدور يتهرب من الإجابة إلا أن القاضي حاصره ليرد عليه قائلا: “سيدي الرئيس الشركة تطورت واقتحمت عدة قطاعات على غرار بناء أول مستشفى للحروق بعين النعجة بمقاييس عالمية”.

ولد قدور: لا سيدي الرئيس لا يمكن الاعتماد على خبرة المفتشية العامة للمالية لأنهم غير مؤهلين أو مختصين لإجراء العمليات التقييمية، لأننا عندما نتعمق في العقود نجد أن بين بداية المشاريع ونهايتها فرق شاسع، تظهر أمور غير متوقعة أثناء ” الإنجاز”.

ولد قدور: هذا ليس مشكلتي سيدي الرئيس أنا مسؤول الشركة “أنا يقولوا لي خدم نخدم”.

ولد قدور: لا يوجد أي مشروع لا يمر على مجلس الإدارة.

ولد قدور: كل واحد يتحمل مسؤوليته.

ولد قدور: هناك رئيس المشروع والمهندسين وغيرهم.

ولد قدور: ” كي يجي مول الشيء” ويطلب منك ذلك أكيد لا نرفض، المهم هو ” النوعية”.

ولد قدور: أنا قلت لكم “أحنا يقولوا أخدم نخدم”.

ولد قدور: لا يجيب.

ولد قدور: هناك مساحات تتغير إذا كانت 25 مترا في البداية تصبح أوسع إن تحولت إلى “أولمبي”.

مقالات ذات صلة