الجزائر
رفعته جمعية إكنان لوزيرة البيئة وتطالبها بالتدخل العاجل

تقرير أسود عن واقع البيئة بسبب تجاوزات الشركات البترولية بإيليزي

معتز روابح
  • 341
  • 0
ح.م

رفعت جمعية إكنان لحماية الحيوانات البرية بإن أمناس ولاية إيليزي، تقريرا أسودا إلى وزيرة البيئة والطاقات المتجددة، عن تجاوزات الشركات البترولية، وأثرها الخطير على البيئة الصحراوية، مطالبة إياها بالتدخل العاجل.
حسب التقرير الذي تحصلت “الشروق اليومي” على نسخة منه، فإن درجة التلوث التي أصبحت عليها الطبيعة بأماكن نشاط الشركات البترولية بلغت حدا لا يطاق، ما ينعكس سلبا على الإنسان والنبات والحيوان على حد سواء، وأكد التقرير بأن كل ذلك يحصل بعلم مسؤولي المؤسسات الملوّثة للبيئة والتي تقوم بالحفر والتنقيب لصالح المؤسسة الأم سوناطراك، دون مراعاة شروط السلامة والبيئة لضمان عيش الحيوان في بيئته الطبيعية، والتي تعتبر مورد رزق عديد العائلات بالنظر إلى طبيعة الولاية الرعوية، بسبب المخلفات التي مازالت الشركات تتركها دون حواجز تحول بينها وبين الحيوانات، بحيث تأتي هذه الأخيرة ظنا منها بأن هذه المخلفات مياه شرب، قبل أن تغرق فيها أو تنفق بفعل تناول كميات كبيرة منها، وحتى إن تم إنقاذها فإن فرص النجاة جد ضئيلة بفعل تأثرها بالمواد الكيميائية السامة، بالإضافة إلى تأثير ذلك على المياه الجوفية التي تنعم بها الصحراء.
وأكد التقرير بأن المؤسسات الأجنبية تراعي في أشغال الحفر والتنقيب جميع الجوانب الخاصة بالنظافة، واحترام القوانين المعمول بها، والعكس حصل لدى المؤسسات الوطنية التي تتعاقد معها شركة سوناطراك، لتغادر المكان بعد انتهاء الأشغال دون تنظيف المكان الذي أجريت فيه عملية الحفر، علما بأن هناك مؤسسات مختصة في تنظيف وإعادة الاعتبار لهذه المناطق لابد من التعاقد معها لتدارك هذا الوضع الخطير.

برك تلتهم الإنسان والحيوان

وانتقد تقرير الجمعية تعامل شركة سوناطراك مع هذا الملف، خاصة مع ظاهرة غرق الإبل في الأحواض التي تخلفها شركات الحفر، وهذا ما تم توثيقه خلال مهمة قادت أفراد الجمعية بمنطقة “رود النص” التابعة إقليميا لبلدية برج عمر إدريس، حيث ابتلعت هذه البرك والأحواض عديد رؤوس الإبل، بعضها نفق وبعضها الآخر تم إنقاذه بعد جهد كبير من طرف أصحابها، بل حتى هؤلاء كادوا يغرقون في هذه الأوحال، بعد أن سار أحد المربين فوق أحد الأحواض دون أن ينتبه لذلك، قبل أن يتفاجأ بأنه يغرق ولولا تدخل رفقائه لوقعت الكارثة، كل هذا وغيره حسب التقرير، لم يحرك ساكنا لهذه الشركات البترولية، التي لم تكبد نفسها عناء الاعتذار لهؤلاء، ما اعتبروه احتقارا لمصدر رزقهم الذي بالكاد يكفيهم، ومع الأخذ بعين الاعتبار تزايد درجات الحرارة، بات من المفروض التدخل لوضع حدّ لهذه الكوارث، وفي ختام تقريرها أكدت الجمعية بأنها ليست ضد نشاط الشركات البترولية التي تعتبر الشريان الأساسي للاقتصاد الوطني، وإنما طالبوا باحترام النمط المعيشي الرعوي للسكان، وذلك بمراعاة شروط البيئة للمحافظة عليها.
مدير البيئة لولاية إيليزي أكد بأن الوالي قد أمر باتخاذ جملة من الإجراءات بهذا الشأن، أولها العمل على تعويض مربي الإبل من طرف شركة سوناطراك، بالإضافة إلى متابعة عملية تنظيف أماكن حفر الآبار البترولية وإعادة الاعتبار لها، وكذا تسييج جميع الأحواض.

مقالات ذات صلة