-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
المؤرخون في مواجهة اليمين المتطرف

تقييم هادئ في جامعة السوربون لجرائم الاحتلال الفرنسي

محمد مسلم
  • 727
  • 0
تقييم هادئ في جامعة السوربون لجرائم الاحتلال الفرنسي
أرشيف

يتصارع السياسيون والمؤرخون في فرنسا من أجل كتابة تاريخ “حرب الجزائر”، وبينما يحاول اليمين المتطرف والدوائر التابعة له فرض منطقه الذي يبرر جرائم فرنسا الاستعمارية ويعمل من أجل إعادة تأهيله، يتصدى المؤرخون المحايدون لهذا التوجه عبر كشف مناورات “الحالمين بجزائر فرنسية”.
وردا على التكريم الذي حظي به أحد عناصر منظمة الجيش السري الإرهابية (OAS)، يير سارجون، الذي أجرم بتصفية نحو 70 ضحية من الجزائريين والفرنسيين، قررت جامعة السوربون الفرنسية، تنظيم لقاءات ومنتديات حول الذكرى الستين لاستقلال الجزائر، تحت إشراف مؤرخين.
ويستهدف هذا النشاط تسليط الضوء على حقيقة الاستعمار الفرنسي للجزائر، والجرائم التي ارتكبها، وكذا انحرافات بعض السياسيين، وعلى رأسهم الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الذي كان قد شكك في وجود أمة جزائرية قبل الاستعمار الفرنسي لها في العام 1830، كما جاء في الوثيقة التحضيرية لهذا النشاط.
وكتب منظمو هذا المنتدى “بعد 60 عامًا من انتصار النضال الجزائري من أجل الاستقلال، يبدو من الضروري لنا أن نفكر فيه معًا، وأن نتعامل معه بوضوح، دون تخطي العنف والمعاناة التي أحاطت به، ولكن أيضًا السعي لفهم كيف يمكن أن يلهمنا. من أجل نضالات اليوم والغد”.
ومن بين المسائل التي سيتوقف عندها المشاركون، بداية من الفاتح ديسمبر المقبل، إثارة النقاش حول فيلم “معركة الجزائر”، الذي كان ممنوعا من البث في فرنسا، إلى غاية العام 2004، وهو فيلم تم إنتاجه عام 1966 ويركز على “معركة الجزائر”. ويروي هذا الفيلم بدقة بدايات الثورة التحريرية، من 1954 إلى 1957، ولاسيما الصراع من أجل السيطرة على العاصمة بين جبهة التحرير الوطني وجيش الاحتلال الفرنسي، أو ما يعرف بـ “المظليين”.
ويدير النقاش جيل مانسيرون، وهو مؤرخ متخصص في الاستعمار الفرنسي للجزائر، وبالأخص الثورة التحريرية، وميشال أودين، ابنة موريس أودين، المناضل الفرنسي الداعم لاستقلال الجزائر، الذي اختطفه المظليون وعذبوه قبل أن يقدموا على تصفيته في العام 1957.
كما سيشهد هذا النشاط تنظيم مائدة مستديرة حول ذاكرة الاحتلال الفرنسي للجزائر، وحرب الاستقلال يشرف عليها بول ماكس موران، الأستاذ في العلوم السياسية، ومؤلف كتاب “الشباب والحرب في الجزائر”، ويشارك فيها شباب من أحفاد ناشطين من أجل الاستقلال في الجزائر، ومنحدرون من الأقدام السوداء، وفرنسيون من أصل جزائري، وذلك في السابع من ديسمبر.
وبالإضافة إلى ذلك، ستشهد جامعة السوربون، تنظيم طاولة مستديرة حول النضال الحالية في كل من الجزائر وفرنسا، ويتمحور النقاش حول السجال الحاصل في البلدين، بشأن الماضي الاستعماري المثير للجدل.
ويعتبر اليمين المتطرف الفرنسي من أشد المتألمين من استقلال الجزائر، وهم يعتبرون هذا الاستقلال هزيمة مدوية لفرنسا ولجيشها، كما يعتبرون الجنرال دو غول خائنا، لأنه فرط في “جنتهم” المفقودة، ولذلك عملوا كل ما بوسعهم، من أجل تكريم مجرمي منظمة الجيش السري الإرهابية (OAS)، والدفاع عن عناصرها، رغم أن أيديهم ولغت في دماء الفرنسيين كما الجزائريين، كما يعتبرون الانقلابيين على ديغول رفضا لمفاوضة الجزائريين، مثل الجنرالات راؤول سالان وإدموند جوهو وأندري زيلر، أبطالا، باعتبارهم مؤسسي المنظمة الإرهابية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!