-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

تكريــم جمعية العلمـــاء لمجـــاهــد

تكريــم جمعية العلمـــاء لمجـــاهــد

من المجاهدين الصادقين، ولا نزكي على الله أحدًا، مجاهد كان من جنود الله الذين لا يعلمهم إلا هو. هذا المجاهد الذي غيّبَ “الفاسدون” اسمه عن أسماع الشبّانِ الجزائريين ليملأوها بكل أنواع التفاهات ويخَنِّثوهم حتى صار الوضع كما قال أستاذنا الشاعر محمد الأخضر السائحي: “لولا الصدر لالتبس الأمر”.

اعتمدت فرنسا منذ احتلالها الجزائر إلى طردها منها على طغمة من الخونة الذين خانوا دينهم ووطنهم وقومهم، وقبلوا أن يكونوا خُدّامًا حقيرين لأسيادهم الفرنسيين المجرمين.

من هؤلاء الخائنين في المعركة الأخيرة بيننا وبين فرنسا المجرمة (1954-1962) شخص أعمى الشيطان بصره – فضلا عن بصيرته – فركن إلى فرنسا عدوةِ دينه ووطنه وشعبه، حيث اغترّ بقوتها واعتز بجبروتها فتحيز إليها، واستظل برايتها وصارت فرنسا تستعرضه كالقرد في المحافل العالمية لتكذب – وهي الكذوب – على الدول بأن الذين يحاربونها في الجزائر إنما هم خارجون عن القانون وإرهابيون وما الإرهابيون الحقيقيون والخارجون عن كل قانون عادل إلا الفرنسيون المجرمون.

هذا الخائن هو المسمى “عليّ شكال”،

أمرت جبهة التحرير الوطني المجاهدة شابا جزائريا اسمه “محمد ابن صدوق” ذا الست والعشرين سنة أن يقضي على هذا الخائن، مطبقة وصية الإمام بن باديس للنشء الجزائري:

واقلع جذور الخائنين        فمنهمو كل العطب

لم يتردد هذا الشاب برهة واخترق الأمن الرئاسي الفرنسي، وهو يمتلئ إيمانا ويتّقِدُ حماسًا ويتلهفُ إلى تنفيذ ما أمره به الله أولا ثم قيادته المجاهدة ثانيا، وتقدّم إلى حيث يوجد رئيس فرنسا المجرم روني كوتي وبجانبه هذا الخائن وأطلق عليه رصاصة واحدة أردته قتيلا على مرآى الجميع. ولو شاء هذا الشاب أن يثنِيَ برئيس فرنسا لفعل، ولكنه كان منضبطا بتعليمات قيادته، وهذا أحد أسباب انتصارنا على فرنسا المجرمة. كان ذلك في ملعب كولومب بباريس بعد مباراة كأس فرنسا في 26/05/1957.

تصدرت هذه العملية الإيمانية الشجاعة أخبار العالم في جميع وسائل الإعلام، ورأى العالم كيف يطبِقُ أبناء الجزائر المجاهدة ما سمّاهُ شاعر ثورتها وجهادها مفدي زكرياء “فنّ الجهاد”.

هذا المجاهد المؤمن ذو الواحد والتسعين عاما، الذي يعيش في مدينة البليدة هو الذي كرّمته جمعية العلماء المسلمين الجزائريين التي علّمت الجزائريين “فنّ الجهاد”، فأوفدت إلى مدينة البليدة وفدا من أعضائها ليقدِم لهذا المجاهد “دِرعَ جمعية العلماء” اعترافا بجهاده، وتقديرا لعمله الكبير، وذلك في يوم الأربعاء 13/07/2022.

وقد تقبّل هذا المجاهد “درع جمعية العلماء”، وشكرَ التفاتتها العرفانية نحوه، مؤكداً ما كان يرددُهُ دائماً من أنّ كل ما فعلهُ هو وسائر المجاهدين إنما هو إرادة الله عزّ وجلّ وبتوفيقه، مصداقاً لقوله تعالى: “وما النصر إلا من عند الله”.

أمدّ الله في عمر هذا المجاهد الصادق وهو ابن صدوق، ومتعه بالصحة والعافية، وألحقه عندما يأتيه اليقين، بإمام المجاهدين سيدنا محمد الأمين رسول الله إلى العالمين.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!