الجزائر
بعد عشرين سنة من إطلاق خدمتها

تلاميذ وطلبة وأساتذة الجزائر رهينة للعملاق”غوغل”

الشروق
  • 2534
  • 5
ح.م

احتفل عالم التكنولوجيا، الأربعاء، بالذكرى العشرين لإطلاق خدمة غوغل التي صارت ركيزة معلوماتية وأوكسجينا للكثيرين.

عملاق البحث غوغل، تحوّل إلى قزم مأمور لدى الكثير من الجزائريين، الذين وظفوه في النقل أو يسمى “كوبي.كولي”، من خلال النقل الحرفي لكل ما فيه من دون أي اجتهاد، فصارت الأبحاث المدرسية والجامعية مجرد ضغط على زرّ غوغل ونقل ما فيه، وحتى الشهادات العليا ومنها الدكتوراه صارت من وحي هذا الاختراع، الذي أقعد التلاميذ والطلبة وحتى “الباحثين” عن وظيفة البحث في الجزائر.

تعتبر حاليا شركة غوغل التي أطلقت الكثير من الخدمات التي يتنفس عبرها ملايير البشر، ومنها اليوتوب وأندرويد وكروم، من أثرى المؤسسات في العالم، حيث تجاوز صافي ربحها في السنة الماضية 2017 رقم 13 مليار دولار، تصبّ عليها من كل بلاد العالم، ومن مختلف المنظمات ومراكز البحث ومن عامة الناس التي تقرّبت من المعلومة واختصرت الوقت، وتحاول الآن أن لا تسقط رهينة لعملاق البحث من خلال منح متسع للباحث لأن يكون جزءا من هذا العملاق.

في كل دول العالم باشرت وزارات التعليم تطوير التعامل مع التكنولوجيا ومع هذا العملاق ومشتقاته، ففي فرنسا تتوعد المدارس والثانويات والجامعات كل طالب يُضبط سارقا لمحتويات غوغل، وتمنحه فسحة صغيرة للاستفادة من المعلومة وتوظيفها من دون “لصقها” بالكامل، أما في الأبحاث الجامعية والأكاديمية فلا يعدو أن يلعب “غوغل” دورا تثقيفيا وتاريخيا، أمام الاعتماد ولو على معلومات قليلة منه فمعناه سقوط البحث في الماء والمتابعة القضائية كما هو الشأن في ألمانيا.

في الجزائر التي انطلق بها الموسم الدراسي أول أمس، مازال مفهوم “غوغل” هو صديق التلميذ أو أستاذه الخصوصي الذي ينوب عنه في المعلومة وفي الواجب المدرسي، وأحيانا يكتسح مجموعة من التلاميذ أو طلبة الثانوية والجامعة مقهى انترنت ويطلبون من عملاق البحث ما هو جاهز عنده، من معلومات، لنقلها في ورق وتقديمها للمعلمة أو الأستاذ كما هي، فتجده كل الفصل يسبح في نفس البحر، ولا يجد الأساتذة حرجا في مباركة هذه السرقات أو هذا الولاء الكامل لعملاق البحث غوغل الذي تحوّل من نعمة علمية.. إلى نقمة.

مقالات ذات صلة