-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الظاهرة استفحلت بسطيف وشملت حتى التلميذات

تلاميذ يوَّدعون أساتذتهم بقذائف البيض والفرينة

سمير مخربش
  • 3865
  • 0
تلاميذ يوَّدعون أساتذتهم بقذائف البيض والفرينة
أرشيف

شهدت الخميس، المؤسسات التربوية بولاية سطيف، موجة من الشغب قادها التلاميذ الذين ودَّعوا أساتذتهم بقذائف البيض والحجارة والفرينة، المرفوقة بوابل من الشتائم، في ظاهرة تشبه أحداث الشغب التي عهدتها الملاعب، وتعكس مدى تقهقر المستوى التربوي في المؤسسات التعليمية.
الظاهرة شملت العديد من المتوسطات والثانويات بولاية سطيف، أين كانت لحظة الوداع بين الأساتذة والتلاميذ مؤسفة للغاية، حيث فضل بعض التلاميذ ومعهم التلميذات شن هجمات منظمة على أساتذتهم عند مداخل المؤسسات التربوية. وبدأت العملية باقتناء البيض والفرينة من المحلات التجارية الى درجة أن أحد تجار المواد الغذائية الذي تحدثنا معه أبدى استغرابه من الإقبال المتزايد وغير المعهود على شراء البيض والفرينة، ولم يتفطن للأمر إلا بعد ما تابع تلك المواد وهي تتساقط فوق رؤوس الأساتذة.
ذات المشهد تابعناه بالعديد من المؤسسات بولاية سطيف، أين حضر التوتر وتبعته الإثارة عند خروج الأساتذة، حيث تعرضوا للرشق بالبيض والحجارة مصحوبة بوابل من الشتائم، وتم تسجيل إصابات في صفوف الأستاذات اللواتي تم استهدافهن بصفة خاصة. وهناك أستاذة أصيبت بقذائف البيض والفرينة وتلطخت ملابسها في مشهد مثير للسخرية. وبمدينة العلمة أصيبت تلميذة بحجر على مستوى الرأس فسالت دماؤها وتم تحويلها إلى المستشفى.
الإصابات طالت الأساتذة الذين تحدوا التلاميذ وحاولوا الخروج رغم الحصار المضروب على مؤسستهم، في حين فضل بعض الأساتذة والمساعدين التربويين والإداريين البقاء داخل المؤسسة كرهائن. وفي العلمة حاول مدير متوسطة تهديد التلاميذ المحتجين بأخذ صور لهم بهاتفه النقال لمعاقبتهم لاحقا، لكن العملية لم تكن مجدية بعد ما أخذ التلاميذ احتياطاتهم وأخفوا وجوههم بالاستعانة بمآزرهم، وأغلبيتهم كانوا ملثمين على طريقة العصابات، فأرغم المدير على التراجع بعد رشقه بوابل من الحجارة، واضطر بعدها الى الاستنجاد برجال الشرطة لتفريق التلاميذ المعتصمين، والذين دخلوا في لعبة الكر والفر والهجوم المعاكس وتغيير المواقع، في تحد واضح لكل من وقف في طريقهم.
هذه المشاهد عمت العديد من المؤسسات، بمناسبة انتهاء الموسم الدراسي وانفلات التلاميذ من قيد الأساتذة، وأضحت سُنة سنها الأولون وتبعها اللاحقون. وحسب أحد التلاميذ الذي تحدثنا معه وهو منشغل بتوجيه القذائف فإن إقباله على هذا الفعل يعد بمثابة انتقام من الأساتذة الذين ضربوه سابقا وأهانوه أمام زملائه، وحسب رأيه هذه الفرصة الوحيدة ليرد لهم الصاع صاعين. في حين يقول أحد الأساتذة إنه من العار أن يقوم التلميذ بمثل هذه الأفعال، ويعتدي على من علمه ويهين أستاذه بهذه الطريقة ويلحق الضرر بمؤسسته، وهذا يعبر عن غياب الوعي وسط التلاميذ مع صعوبة التحكم في الجيل الحالي، ويضيف محدثنا أن الظاهرة تطورت بشكل ملحوظ، وفي السابق كانت تقتصر على تمزيق الكراريس ورميها في الشارع، وكانت تخص فئة معينة من المشاغبين، لكن اليوم اتسعت دائرة التلاميذ المحتجين بعنف وشملت حتى التلميذات.
وتقول أستاذة بأن القضية تربوية بحتة، وهي مرتبطة بالدرجة الأولى بتربية الأولياء لأبنائهم، لأن الأمر يتعلق بالعنف الذي ينبغي أن يعالج في المنزل قبل المدرسة. ودعا أستاذ آخر إلى ضرورة دراسة هذه الظاهرة التي أصبحت تتكرر مع نهاية كل موسم دراسي، مع التعمق في أسبابها ومعالجتها على أعلى مستوى، ويقول محدثنا مثلما عالجت الدولة ظاهرة المضاربة وعصابات الأحياء باعتماد الردع، فكذلك عليها أن تعالج هذه الظاهرة الخطيرة، والتي تكمن خطورتها في اعتداء التلميذ على أستاذه بحقد.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!