-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

تلطيخُ النّسبِ الشريف

تلطيخُ النّسبِ الشريف

نؤمن ونستيقن أن أشرف من قذفته رحمٌ، وسعت به قدمٌ هو سيِّد الكونيْن من عُرب ومن عجم، محمد بن عبد الله، عليه من الله أفضل صلاة وأزكى سلام.

ونؤمن ونستيقن أنه ليس كمثله أحد ممن سبقه من الأخيار فضلا عن الأشرار، وليس كمثله أحد ممن جاء بعده من الأبرار فضلا عن الأشرار، وليس كمثل أحد ممن جاء بعده الأبرار فضلا عن الفجار.. فصلى الله وسلّم عليه عدد خلقه، وزِنة عرشه، ورضا نفسه، ومداد كلماته.

بعض الناس يظنون -والظن لا يغني عن الحق شيئا- أن ادّعاءهم الانتساب إلى سيد الوجود -عليه الصلاة والسلام- يعطيهم carte blanche ليعملوا ما شاءوا من منكرات ويرتكبوا ما شاءوا من محرَّمات، لأنَّ الله -عز وجل- غفر لهم جميع ما ارتكبوه وجميع ما اقترفوه من آثام كما غفر لـ”جدِّهم” صلى الله عليه وسلم.

وممّن ذهب هذا المذهبَ الشيخ عاشور -غفر الله لنا وله- في كتابه “منار الإشراف” الذي ردّ عليه العالمُ الجليل الشيخ محمد ابن عبد الرحمن الديسي، الذي ابتلاه الله بفقد حبيبتيه، ولكنه أنعم عليه بعقل رشيد، وبصيرة أحدّ من بصر زرقاء اليمامة، فهدم “منار الإشراف”.

إنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- قال لأقرب الناس إليه، وأمسِّهم رحما به، وهي بضعته فاطمة الزهراء -رضي الله عنها وأرضاها- قال لها معناه: يا فاطمة اعملي فإني لا أغني عنك من الله شيئا، أو كما قال عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام. كما أنه -صلى الله عليه وسلم- قال، كما جاء في صحيح الإمام مسلم: “من أبطأ به عملُه لم يُسرع به نسبُه”.

لقد علّمنا سيدنا -عليه الصلاة والسلام- أن الإنسانَ بعمله وليس بنسبه، فإن أضاف إلى نسبه الشريف عملا صالحا فقد أفلح، وأمّا إن كان ممن يعملون السيئات، ويقترفون المنكرات، ويفعلون ما يخجل الشيطان من فعله، ثم يزعم أنه من نسل سيِّد ولد عدنان، فذلك هو البهتان، ولنا في أبي لهب، وهو عمّ سيدنا محمد -عليه الصلاة والسلام- عبرة، فقد تـبَّتْ يداه وتبَّ، وما أغنى عنه نسبٌ ولا حسبٌ ولا نشب.

أقول هذا الكلام لمن لاحظ عليَّ تشنيعي في إحدى المناسبات على “جارنا” الذي يحمل رقم (6) لِما قام به من خيانةٍ لله، ولـ”جدِّه”، وللمؤمنين باتخاذه أشدّ الناس عداوة للذين آمنوا أولياء من دون المؤمنين، ولِما قام به من خذلانٍ للقدس الشريف وللمسجد الأقصى، وهو الذي يتاجر برآسة لجنة القدس، ويرائي بها.. مخادعة لله -عز وجل- وهو خادعُه، ومخادعة للمؤمنين الذين لا يؤمنون بإمارته، وهم الذين يعرفون بعض ما يأتيه سرّا وعلانية من أعمال تجعل صاحبَها من المغضوب عليهم من الله -عز وجل- الضالين عن سبيله.

لقد قال الإمام أبو عبد الله محمد المقري لمن زعم أنه “نقيب الأشراف” في عهد السلطان المريني أبي عنان: “من يدريني بعد سبعة قرون أنك من آل محمد”، فما بالك بمن يأتي بعد خمسة عشر قرنا ويرتكب ما تنوء به الجبال وتنهدّ له من موبقات ثم يلطِّخ نسبَ سيد الوجود بالانتساب إليه، وموالاة أعدى أعدائه.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • محمد الصالح

    جاء في صحيح الإمام مسلم: “من أبطأ به عملُه لم يُسرع به نسبُه”.