-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

تماثيل يجب أن تُزال

تماثيل يجب أن تُزال

أعلم أن مدن الجزائر كانت مملوءة بتماثيل للمجرمين الفرنسيين عسكريين ومدنيين، كما كان كثيرٌ من مدننا وشوارعنا وساحاتنا وأحيائنا تحمل أسماء فرنسيين.. ولله الحمد والشكر على ما أنعم علينا من نصر، فطهرت مدننا وشوارعنا وساحاتنا من أسماء أولئك المجرمين، وتشرفت بحمل أسماء شهدائنا ومجاهدينا وعلمائنا.. وما بقي سيمسُّه التطهير إن شاء الله.

ومما بقي من هذه التماثيل التي تنجِّس أرض الجهاد والشهداء والمجاهدين وجميع الجزائريين رجالا ونساء، ثلاثة تماثيل يوجد اثنان منها في مدينة وهران التي جاهدت أربعة قرون وثلاثين سنة، ثلاثة قرون منها ضد إسبانيا الصليبية، وقرنا واثنين وثلاثين سنة ضد فرنسا الصليبية، وهذان التمثالان يوجد أحدُهما فوق أعلى ربوة تشرف على وهران والمرسى الكبير، حيث توجد كنيستُهم الخالية من الممارسين لطقوسهم، والمسماة عندهم “سانتا كروز”، وهذا التمثال يُرى من مكان بعيد للقادم إلى وهران، ويوجد التمثال الثاني في قلب مدينة وهران وأمام دار بلديتها.. فوق مسلّة، وتحت هذا التمثال توجد آية قرآنية شريفة، وتحتها صورة المجاهد عبد القادر بن محيي الدين، فهل عميت أعينُ مجاهدي وهران، ورؤساءِ بلديتها، وولاتٍها، ورؤساء منظمة المجاهدين -وطنيا ومحليا- حتى أنهم لم يروا هذا الكفر البواح، وهو أن رمزا وثنيا يعلو كلمة الله -وهي الأعلى- ويعلو صورة مجاهد، وأبرز مجاهدينا ورجالاتنا؟

وأما التمثالُ الثالث، وهو أكبرها حجما وإجراما، فهو للمجرم المُترهْبِن شارل أنطوان مارسال لافيجري (1825- 1892)، فيوجد في مدينة الجهاد، مدينة الجزائر.

يوجد هذا التمثالُ في منطقة زغارة، وفي ساحة الكنيسة التي يسمونها “نوتر دام دافريك” عندما كانوا يحلمون ويخططون لتنصير الجزائر غير القابلة للتنصير ولو حُشر لها منصِّرو العالم كلهم؛ فـ”شعب الجزائر مسلم * وإلى العروبة ينتسب”.

هذا المجرم المترهبِن سمّاه قومه “المعمِّر الأول”، وما “المعمِّرون” إلا لصوص مجرمون، اغتصبوا أرضنا، وزرعوا كثيرا منها بـ”الرجس”، وهو عنب الخمر.

جاء هذا المجرمُ إلى الجزائر مرتين؛ مرة في سنة 1867، وقد تزامن مجيئُه مع أكبر مجاعة أصابت البلاد وأهلكت العباد، فافترص هذا المجرم هذه المجاعة ليسرق أطفال الجزائر ويضعهم في مراكز التنصير ليُنشئهم على عبادة الثالوث، وليُطفئ نور الإيمان في قلوبهم، وقد أنشأ لمن نصَّرهم بلدتين هما “مونيكا” و”سيبريان”، كما أنشأ أخطر مؤسسة تنصيرية هي “الآباء البيض” وفرعيها “الإخوة البيض المسلحين” و”الأخوات البيض”، وما هم جميعا إلا أعداء مجرمون.

أرسِل إلى تونس لفترة قصيرة قبل أن تطلب الحكومة الفرنسية المجرمة من “البابا” ليون الثالث عشر تعيين لافيجري كاردينالا على الجزائر فعُيِّن في سنة 1882. (أنظر التفاصيل في كتاب مزيان سعيدي: النشاط التنصيري للكاردينال لافيجري في الجزائر).

إنني باسم جميع الجزائريين أطلب من السلطات العليا إرضاء الشهداء الأحياء عند ربهم والمجاهدين أحياء وأمواتا، بإزالة هذه التماثيل وتطهير الجزائر المجاهِدة منها. اللهم أشهد أني قد بلّغت. وقد تُسلّطُ عليَّ كلابٌ تنبحني وتنهش لحمي، فلتنبح ما شاءت حتى يتقطَّع منها الوتين.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!