-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

تمرد خطير في المنتخب الوطني

ياسين معلومي
  • 7521
  • 0
تمرد خطير في المنتخب الوطني
ح. م

لم يسبق لمنتخبنا الكروي أن عاش ظروفا صعبة وخطيرة كتلك التي عاشها الأسبوع الماضي في ملعب تشاكر بالبليدة، حتى في القاهرة ضد الفراعنة، فحين واجه المحاربون “النحس” الكاميروني في إطار الجولة الأولى من الاقصائيات المؤهلة إلى كأس العالم بروسيا، وانتهت بتعادل بطعم الخسارة، هذه النتيجة ولدت تمردا خطيرا من بعض اللاعبين ضد المدرب الصربي راييفاتس، والذي حملوه الأداء الهزيل والمردود الضعيف الذي قدموه هم، ووصل الأمر ما بين الشوطين إلى التلاسن مع المدرب، لأن بعضهم لم يقبل الجلوس على دكة الاحتياط، رغم أنهم يقبلونها بكل روح رياضية في أنديتهم، رفقاء براهيمي وفيغولي طلبوا بعد اللقاء من رئيسهم بضرورة “إقالته”! لأنه لا يستطيع -حسبهم- تأهيل المنتخب الوطني إلى المونديال، ولا حتى تحقيق نتيجة إيجابية في كأس إفريقيا للأمم.

المسؤول الأول على الكرة الجزائرية راح يحاول بطريقته “الدبلوماسية” طي الملف بسرعة البرق، “بفسخ العقد أو الإقالة أو الاستقالة”.. المهم لا تهم الطريقة، والهدف إرضاء المتمردين الذين نجحوا في مهمتهم الأولى، وطردوا –بطريقتهم الخاصة- المدرب الصربي، في انتظار المهمة الثانية التي وعدوا بها، وهي العودة بنتيجة ايجابية من نيجيريا، وإعادة بعث أمل التأهل، رغم أن ذلك سيكون صعبا أمام منافس يحسن فن التأهل إلى المنافسات الدولية.

أعرف أن رئيس الاتحاد الجزائري احتوى القضية، وأرضى طرفا على حساب آخر، وهذا على بعد أسابيع فقط من المباراة الثانية أمام نيجيريا، التي يظهر فيها بنسبة كبيرة ما مدى قدرة منتخبنا على لعب ورقة التأهل إلى المونديال، لأن ما قام به بعض لاعبي المنتخب خطير جدا، ويجب معاقبة من كانوا وراء زرع البلبلة في المنتخب، رغم أني متأكد أنه من كان سببا في التعادل أمام الكاميرون لا يريد المنافسة الشريفة، ويفكر في نفسه أكثر مما يفكر في المنتخب.

لاعبون مثل فيغولي وبراهيمي وكادامورو وزفان وغيرهم، متأكدون أن ما وصلوا إليه جاء بعد انضمامهم إلى المنتخب، وليس العكس، فكان على هؤلاء “المحترفين” التعامل مع المدرب بطريقة حضارية وليس “شعبوية” من الشوارع، فجعلته يحزم أمتعته ويعود خائبا إلى بلاده، وهو الذي وصل مع المنتخب الغاني إلى دور متقدم في كاس العالم، وأثبت أنه مدرب ذو شخصية كبيرة، حيث رفض بعض المساومات قبل اللقاء، حين رفض إقحام الثنائي فيغولي وبراهيمي اللذين لا يلعبان أساسيين مع نادييهما، خاصة وأنه كان يرى أن بودبوز الأساسي مع فريقه هو الأفضل، فدافع عن مبادئه، ودفع ثمن ذلك، فمهما طال الزمن أو قصر، فإن التاريخ سينصفه، لأن الأيام دول؟

إنه لمن الخطورة بمكان، أن يتحكم لاعبون في زمام الأمور، ويسيطرون على قرارات “غرف تغيير الملابس”، وسيأتي يوم الذي يرفضون فيه اللعب للمنتخب الوطني إن لم تلب مطالبهم، مثلما يحدث للمنتخبات الإفريقية، التي يتمرد فيها لاعبوها في المنافسات الدولية، يومها سينشر غسيلنا في الخارج، وسنندم عن يوم تركنا فيه لاعب كرة قدم يقرر مكان مسؤوله العاجز عن ضبط الأمور بصرامة.

لا أفهم كيف يدافع الرئيس روراوة عن اللاعبين المتمردين ويعطيهم أكثر بكثير من حقهم، اللهم إلا إذا كانت هناك أمور نجهلها، لكن المؤكد أن القوي اليوم سيصبح ضعيفا غدا، وكل هؤلاء اللاعبين الذين حققوا غايتهم و”طردوا” المدرب، عليهم أن يظهروا لكل الجزائريين أنهم لم يخطئوا في حق المدرب الصربي، لأن التاريخ لا يرحم، والجزائر فوق كل اعتبار، ورحم الله عبدا عرف قدره.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!