-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
"الشروق" ترافق أفراد الأمن في ليلة رمضانية بالعاصمة عشية العيد

تنزّهوا بأمان أينما كنتم.. أنتم في حماية رجال الشرطة

نوارة باشوش
  • 3351
  • 0
تنزّهوا بأمان أينما كنتم.. أنتم في حماية رجال الشرطة
الشروق

حان أذان موعد المغرب في العاصمة وضواحيها “.. الله أكبر.. الله أكبر ..”، عقارب الساعة توقفت وكل شيء مؤجّل إلى ما بعد الإفطار.. شوارع وأحياء خاوية على عروشها وإنارة ليل تطل على الأزقة الصامتة، ورجال أمن ساهرون على تأمين البلاد والعباد ورصد السائقين المخالفين والمناورين والمجرمين الذين يستغلون هذه الظروف لتنفيذ جرائمهم.
“الشروق” وقبل مرافقة مصالح أمن ولاية الجزائر، في مهمة “تأمين رمضانية”، وثقت مشاهد وصور عاصمة البلاد خلال الدقائق الأخيرة التي تسبق موعد الإفطار، وعرّجت على أكبر شوارع وساحات العاصمة ومحطات المسافرين، أين سجلت غيابا شبه تام للأشخاص والمركبات، أو كما يقول المثل الشعبي “لا طير يطير ولا وحش يسير”.. باستثناء بعض أصحاب السيارات والدراجات النارية الذين حوّلوا الطرقات إلى “رالي” أو مضمار سباق، حيث يسابقون الزمن من أجل الظفر بصحن “شوربة” و”بوراكة”، ضاربين كل قوانين المرور عرض الحائط.

إفطار على حبات تمر لأداء الواجب
“سبحان مغير الأحوال” كما يقال، فما كاد يمر وقت قليل على آذان المغرب حتى بدأت الشوارع تعج بالعائلات والمركبات، واكتظت المقاهي والفضاءات والساحات العمومية بالرجال والنساء والأطفال، فيما يهرول المصلون إلى المساجد من أجل أداء صلاة التراويح.
قد يستغنون عن لحظة ينتظرها الكثير منا على أحر من الجمر، عندما يرفع على مسامعنا أذان المغرب.. جلسة عائلية على مائدة الإفطار قد لا تتكرر إلا في هذا الشهر الفضيل.. لكن هؤلاء اختاروا هذه المهنة التي تقوم على “حماية الوطن والمواطن”، وفضلوا أن “يكسروا رمضان” على حبات التمر وجرعة حليب أو ماء، لأن الواجب دعاهم والالتزام ناداهم.. إنهم رجال الشرطة.
عقارب الساعة كانت تشير إلى الساعة الثامنة والربع ليلا، عندما وصلنا إلى مقر أمن ولاية الجزائر، ولم نمكث هناك طويلا حتى انطلقنا رفقة محافظة الشرطة، آمال هاشمي، رئيسة خلية الاتصال والعلاقات العامة على مستوى أمن ولاية الجزائر، مرفوقة بالعناصر الميدانية، في دورية أمنية رمضانية كانت فرصة للإطلاع على مختلف الإجراءات التي تم اتخاذها من طرف المديرية العامة للأمن الوطني، لتأمين العشر الأواخر من هذا الشهر الكريم وكذا عيد الفطر، ووقفنا على سير عملية مداهمة ليلية، مست العديد من النقاط وشهدنا خلالها كيف يتعامل عناصر الأمن مع المواطنين، وكيف ينفذون إجراءات المراقبة والتفتيش، واكتشافهم الممنوعات وحالات الإجرام.
وجهتنا الأولى كانت منتزه الصابلات.. فعلى مرمى حجر من الجامع الأعظم، فضلت العديد من العائلات “كسر الصيام” والإفطار جماعة على صوت أمواج البحر ونسماته.. سيارات مركونة قرب المداخل تحمل ترقيم العديد من ولايات الوطن، وهناك وقفنا على التعزيزات الأمنية والتشكيلات الشرطية المسخرة لتأمين المواطنين في هذا المنتزه.
وفي عين المكان انتشر عناصر الفرقة الأمنية التابعة لأمن دائرة حسين داي وفق تنظيم محكم، تراقب وتلاحظ كل شاردة وواردة وكل تحرك أو تصرف مشبوه لأي شخص أو محاولات إفلات لمجرمين محتملين اندسوا وسط المواطنين، الذين عادة ما إن يلاحظوا مثل هذه المداهمات المفاجئة حتى ينسحبوا ويختفوا عن الأنظار، فيما تعامل عناصر الأمن مع المواطنين باحترام كبير، وابتسامات وتأدية تحية وإلقاء سلام مرفقا بعبارة “صح فطوركم” على اعتبار أن الأمر يتعلق بفترة ما بعد الإفطار، وكان تجاوب المواطنين مع أفراد الشرطة كبيرا بدليل إننا لم نلحظ أي مقاومة من طرف الأشخاص المستجوبين أو الذين أخضعوا لعمليات تفتيش جسمانية.
وفي هذا السياق، أكدت لنا محافظة الشرطة آمال هاشمي، أن العائلات عندما تشاهد حضور أفراد الأمن، تطمئن ويروق لها المكان ويستمتع أفرادها بالنزهة وتصبح عمليات المداهمة ذات دورين هامين، يكون الأول ردعيا من خلال توقيفات وعمليات مراقبة، بينما يكون الثاني وقائيا، إذ بمجرد أن يلحظ المجرمون التواجد الأمني يعدلون عن أية عملية يخططون لتنفيذها.

حافلة محرز وبلايلي تصنع الحدث


استقطبت حافلات “أبطال العرب”، التي خصصتها مؤسسة “إيتوزا” العديد من المواطنين الذين قصدوا منتزه “الصابلات” قادمين من كل حدب وصوب للظفر برحلة سياحية مكشوفة تجوب الجزائر العاصمة من مقام الشهيد إلى حديقة الحامة مرورا بساحة البريد المركزي، وفي عين المكان سجلنا تزاحما كبيرا للشباب والنساء والأطفال وحتى الشيوخ، موشّحين بالرايات الوطنية، وألوان الفريق الوطني.. أجواء رائعة ومشاهد أروع صنعها هؤلاء تحت شعار “تحويسة في الدزاير”، على متن الحافلة الملكية التي نقلت أشبال الناخب الوطني جمال بلماضي.
وفي هذا السياق، أكد المسؤول المنظم لهذه الرحلات وممثل مؤسسسة “إيتوزا” لـ”الشروق”، أن المؤسسة العمومية للنقل الحضري وشبه الحضري لمدينة الجزائر وضواحيها “إيتوزا”، خصصت من بداية هذا الشهر الكريم رحلات سياحية على متن حافلة أبطال كأس العرب 2021، حتى يتسنى للعائلات والزوار اكتشاف معالم وجمال الجزائر وهناك مخطط لتمديد هذه الرحلات خلال فصل الصيف.

هكذا يتمّ صد المجرمين و”الحشاشين” في جنح الظلام


تركنا منتزه “الصابلات” ومخيلتنا عالقة بحافلة “أبطال العرب” وتمنينا نحن أيضا لو امتطيناها واستمتعنا بـ”تحويسة” عبر شوارع وأزقة “الدزاير”، لكن الأولوية للمهام المخولة لنا… مرافقة “الشرطة”.
وجهتنا الثانية كانت بلدية الدار البيضاء، أين وقفنا على تأمين المسافرين عبر “الترامواي”.. من طرف مختلف التشكيلات الأمنية التابعة لأمن ولاية الجزائر، حيث استنتجنا منذ الوهلة الأولى أن عمليات المداهمة بالنسبة لأفراد الشرطة أصبحت عملا روتينيا، عاديا، خاصة وأن تنفيذها يأتي بعد القيام بدراسة ميدانية مبنية على إحصائيات تخص طبيعة الجرائم، الكبرى منها والصغرى تبدأ باستهلاك المخدرات والضرب والجرح العمدي واستعمال الأسلحة البيضاء.
وفي هذا السياق حضرنا جزءا من عمليات التفتيش التي يقوم بها عناصر فرقة الدعم والتدخل بأمن ولاية الجزائر والتابعة لوحدة ميترو الجزائر، للأشخاص المشتبه فيهم سواء في محطات “الترامواي” أو داخله.
وكشف مفتش الشرطة، محمد عاشوري، رئيس فرقة الدعم والتدخل التابعة لوحدة ميترو الجزائر، أنهم تمكنوا قبل أيام من توقيف شخص داخل “الميترو” وبحوزته 600 قرص مهلوس من مختلف الأصناف على غرار “أرطان، ألترين، رولدول وسولبيريد” إلى جانب سلاح محظور.
تركنا “الترامواي” وتوجهنا نحو باش جراح وعقارب الساعة تشير إلى منتصف الليل والنصف، أين فوجئنا بالحركية الكبيرة للمواطنين كأننا في وضح النهار، فالسوق الكبير لهذه البلدية كان يعج بالنساء والشباب والباعة وحتى الأطفال، حيث طوق عناصر الشرطة المكان برمته.. فكانت ليلة المداهمة مشهودة بالمركز التجاري أو ما يعرف بـ”بازار حمزة” عندما نزل أفراد شرطة مدربين “على حين غفلة” ضمن عملية مراقبة، أظهروا خلالها مهارات عالية في المراقبة والتحري للوصول إلى كل مشتبه فيه، مع احتياطات لمنع ترويع العائلات المتسوقة في هذا السوق العريق وفقا لما يمليه القانون، بينما توزع آخرون على جنبات حظيرة السيارات حيث شرعوا في تفتيش بعض الجالسين داخل مركباتهم.

مخطط أمني استباقي لتأمين العاصمة


وتزامنا مع عيد الفطر لسنة 2023، سطرت المديرية العامة للأمن الوطني مخططا أمنيا لتأمين الموطنين وممتلكاتهم مع تأمين الساحات العمومية ومحطات نقل المسافرين والمساجد والمقابر.
وفي هذا السياق، كشفت لنا محافظة الشرطة، أمال هاشمي، رئيسة خلية الاتصال والعلاقات العامة لأمن ولاية الجزائر أنه تم تسطير بمناسبة عيد الفطر، مخطط أمني محكم ووقائي خاص عبر إقليم اختصاصها، لتأمين المواطنين وممتلكاتهم يتضمن جملة من التدابير الاحترازية الأمنية والوقائية التي من شأنها ضمان أمن المواطن في نفسه وممتلكاته.
وأوضحت هاشمي أن المخطط الأمني يشمل عدة مهام تسند للمصالح العملياتية بالميدان، من خلال وضع تشكيلات أمنية ميدانية على غرار دوريات راكبة وأخرى راجلة على مستوى الأماكن التي تشهد توافدا كبيرا للمواطنين يومي العيد كالأسواق، المساجد والمقابر، محطات نقل المسافرين، وكذا الأماكن العمومية التي تشهد إقبالا كبيرا من قبل العائلات بهذه المناسبة، بالموازاة مع ذلك تم تدعيم الأمن المروري بتشكيلات شرطية تعمل على ضمان الانسيابية المرورية على مستوى الطرق الرئيسية والفرعية التي تعرف كثافة مرورية.
كما تم حسب ممثلة أمن ولاية الجزائر اتخاذ جميع الإجراءات الأمنية اللازمة لضمان مراقبة فعالة للإقليم من خلال كاميرات الأمن والمراقبة المنصبة على مستوى الشوارع والمحطات وغيرها من الأماكن، مع التواجد الدائم والمستمر في الميدان قبل، أثناء وبعد العيد، حيث يعتمد هذا المخطط على العمل الجواري وتثمين الخدمة العمومية، مع ضمان التدخل السريع والفعال عند الضرورة.
هذه الإجراءات الأمنية، تقول محافظة الشرطة هاشمي، تهدف بالأساس إلى الحفاظ على النظام العام والسكينة والصحة العموميين والسلامة المرورية وحماية الأشخاص والممتلكات العامة والخاصة مع المحافظة على البيئة والمحيط، مع إطلاق حملات تحسيسية للسائقين من أجل عدم الإفراط في السرعة وتفادي الحوادث المرورية القاتلة.
وحسب نفس المصدر، تبقى مصالح أمن ولاية الجزائر ممثلة في مركز القيادة والسيطرة، على أتم الاستعداد لاستقبال البلاغات والتكفل بانشغالات المواطنين عبر خط النجدة 17 والرقم الأخضر “48/15” وكذا الرقم 104، بالإضافة إلى تطبيق “آلو شرطة ” للتبليغ عن كل ما من شأنه المساس بسلامة وأمن الموطنين وممتلكاتهم.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!