-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
رغم ارتفاع أسعارها وعدم ثبوت فضلها شرعا

تهافت كبير على عمرة المولد النبوي

كريمة خلاص
  • 1959
  • 0
تهافت كبير على عمرة المولد النبوي

تعرف الوكالات السّياحية هذه الأيام إقبالا وتوافدا كبيرا للمواطنين الراغبين في تأدية عمرة المولد النبوي الشريف، التي يزيد الإقبال عليها لما تتميز به من خصوصية في نفوس الجزائريين، وأجواء روحانية يتوق لها الجميع..

ورغم ارتفاع الأسعار نسبيا مقارنة بتلك المعمول بها عام 2019 قبيل جائحة كوفيد19، إلاّ أنّ التهافت مثل ما تصفه الوكالات كبير جدا والطلب يزيد عن العرض.

وأوضح في هذا السياق رئيس النقابة الوطنية للوكالات السياحية والأسفار نذير بلحاج، في تصريح للشروق بأنّ الوكالات السياحية تشهد إقبالا قويا على برامج عمرة المولد النبوي الشريف والإمكانات الحالية لا تلبي الاحتياجات المعبر عنها.

الطلب يفوق العرض والأسعار في حدود 20 مليونا

وقال بلحاج بأنّ الطلبات أكثر من العرض بسبب تعطش المواطنين إلى زيارة البقاع المقدسة، خاصة بعد انقطاع ثلاث سنوات تقريبا وتفويت فرصة الحج بالنسبة لمن يتجاوز سنهم 65 عاما ممن حرموا من أداء فريضة الحج هذا العام بسبب الإجراءات السعودية للوقاية من فيروس كورونا وتداعياته خاصة على المسنين.

ومعدل أسعار العمرة حسب بلحاج في حدود 21.5 مليون بالنسبة لعمرة تمتد على مدار 15 يوما، وهي أسعار زادت بنحو مليونين ونصف مقارنة بتلك المعمول بها في 2019، وهي زيادات مبررة بارتفاع أسعار الخدمات في البقاع المقدسة وتكاليف النقل والإيواء والإطعام.

وأوضح المتحدث أنّ مواطنين يحجزون الأماكن دون الإطلاع على التفاصيل، مثل تواريخ انطلاق بعض الرحلات، وهو ما جعل البعض يقلق..

وتوقع نذير بلحاج أن تظهر تجليات أزمة ارتفاع الطلب وقلّة العرض جليا بعد 17 أكتوبر المقبل وإلى غاية 1 يناير 2023 بسبب توقف الخطوط الجوية السعودية التي ستنسحب خلال تلك الفترة، وهو ما سيلقي بتداعياته على الحجوزات والرحلات التي ستقتصر على الجوية الجزائرية وطيران شركة “ناس” اللذين لا يكفيان حسب تقدير المتحدث لتغطية الطلب المسجل والمعبر عنه من قبل المواطنين.

وطمأن بلحاج نذير المواطنين الذين حجزوا رحلاتهم بأنّ كل شيء جاهز ومعظم الوكالات اتخذت كافة تدابيرها لخدمة المعتمرين وزوار بيت الله لأداء عمرة المولد النبوي الشريف الذي يفصلنا عنه أقل من أسبوع.

الدكتور بلغيث: لا أثر لفضل عمرة المولد النبوي شرعا

وفي هذا السياق، أوضح الدكتور بلغيث محمد، أستاذ العلوم الشرعية بجامعة الجزائر والإمام الخطيب أنّه لم يثبت في شهر ربيع الأول ما يروى من كثير من الأفعال والعبادات وما يعتقد من فضل عمرة المولد النبوي الشريف في القرآن أو السنة اللذين يستند إليها العلماء في تبيان الأثر والفضل شرعا، وذلك مقارنة ما ثبت من فضل في شهر رجب أو شعبان أو رمضان.

وأضاف  الدكتور بلغيث قائلا “صحيح أنّ الله خصص محطات ومناسبات ومواسم يعظم فيها الأجر والتعبد ولكن لم يروِ أنه في شهر ربيع الأول، علماؤنا بينوا أن ذلك غير ثابت تخصيص وقت أو مكان لعبادة لا يصحّ إلاّ بدليل شرعي من القرآن أو السّنة المطهرة، فما يقال من تخصيص شهر ربيع الأول بعمرة أو ختمة أو قيام ليال لا أساس له من الصحة”.

وبرّر الإمام الخطيب وأستاذ العلوم الشرعية التهافت الكبير على القيام بعمرة في المولد النبوي الشريف بالرغبة في معايشة الأجواء الروحانية واحتمال استيقاظ عاطفة حب النبي في المولد واشتياق المؤمن لزيارة البقاع المقدسة خاصة المسجد النبوي وقبر الرسول في مناسبة معينة، لكن ربطها بأنها تعبدية وان لها فضل بدون دليل شرعي لا يصح استنادا إلى القاعدة الشرعية التي تقول -لا يعبد الله إلا بما شرع- ولو أنّ كل إنسان اختلق روايات في فضل شيء ما، طعام أو شراب أو عبادة في قترة مخصوصة أو مكان معلوم دون تخصيص شرعي، لفعل الناس كثيرا من هذه الأشياء كما حدث مرارا”.

قسّول: عمرة المولد هي أوّل عمرة بعد الحج وهذا ما يبرّر التلهف

بدوره أفاد الإمام جلول قسّول إمام مسجد القدس بحيدرة وعضو لجنة الإفتاء بوزارة الشؤون الدينية أنّ العمرة هي شعيرة تعبدية رغّب فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يحدد لها زمان معيّن فبعد الانتهاء من مناسك الحج يشرع المسلمون في أداء العمرة ولم يرد نص شرعي بأداء العمرة في المولد النبوي، ماعدا أفضلية العمرة في شهر رمضان لورود الدليل في ذلك.

وتعدّ عمرة المولد، حسب قسّول، أوّل عمرة بعد الحج فهي الفاتحة والمشتاقون من المسلمين متلهفون لزيارته صلى الله عليه وسلم، كما أنّ المولد النبوي هو محطة للدعوة إلى الله عز وجل والوقوف عند ذكر سنة النبي صلى الله عليه وسلم وإظهار مناقبه، والعمرة هي من سنته وكل أركانها في المسجد الحرام وعادة الأحبة يفرحون برسول الله في المولد النبوي.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!