تهديدات لأعضاء لجنة الصحة بوهران والوالي يعدهم بالحماية

أمر والي وهران سعيد سعيود الثلاثاء، كافة المصالح الرقابية ممثلة في لجنة الصحة والنظافة وحماية البيئة لبلدية وهران، إضافة إلى مفتشي التجارة، بإحالة أي تاجر أو أرباب المؤسسات الخاصة والشركات ذات الأنشطة التجارية، التي لا تحترم ضوابط السلامة الصحية وشروط النظافة، على العدالة، وذلك تفاعلا مع مراسلة منتخبين ينشطون في لجنة الصحة والنظافة في بلدية وهران، كانوا تعرضوا إلى ضغوط رهيبة من قبل متعاملين خواص وصلت إلى حد تلقيهم رسائل نصية بالتعرض لحياتهم الشخصية.
والي وهران، خلال استقباله أعضاء اللجنة، لم يتوان عن توجيه أوامر إلى رئيس بلدية وهران بتوفير الحماية لهم، الذين كشفوا في المدة الأخيرة، سلسلة من الاختلالات الخطيرة في عمليات رقابية واسعة، شملت فنادق فاخرة ومطاعم مصنفة، إلى جانب روضات أطفال، وحجز أطنان من اللحوم الحمراء والبيضاء الفاسدة غير الصالحة للاستهلاك البشري.
وحسب توجيهات الوالي، فإن كل من يتطاول على الملك العام أو أي شخص “تسول له نفسه الدوس على القانون”، لاسيما المضي في انتهاك شروط السلامة الصحية، سيتم محاسبته ومتابعته قضائيا، مبرزا أن اللجنة سيدة في الرقابة واتخاذ القرارات التي تراها مناسبة طبقا لما يخوله القانون.
وحسب ما أعلنت عنه لجنة الصحة، فإن أولى قرارات الوالي، هي غلق فوري لروضة أطفال بحي “الفجر” كان يقوم صاحبها باستغلال مساحة تزيد عن 350م من الطريق لأغراض شخصية وتجارية من دون رخصة منذ حوالي 10 سنوات، وممارسة نشاط دون اعتماد، مع تعريض حياة وصحة الأطفال للخطر، وعدم احترام إلزامية النظافة والسلامة الصحية، وغيرها من المخالفات المنظمة للنشاط.
كما أفصحت اللجنة أن تعليمات الوالي جاءت على ضوء نداءات المنتخبين، والتقارير الأخيرة التي حملت وقائع صادمة بخصوص أنشطة غير قانونية لعدد من الروضات، تنشط بدون اعتمادات، وتفرض تسعيرات بأكثر من 15000 دج للطفل الواحد، علاوة على تحولها إلى ورشات سرية لتحضير مختلف الأطعمة المشكوك في سلامتها، كما أنها كانت تشتغل فوق القانون، إلى جانب أنها توظف مربيات بلا تأمين اجتماعي وتهضم حقوقهن المشروعة.
وحسب ما نقلته اللجنة، فإنها اضطرت إلى مراسلة الوالي لأجل تبليغه بحجم التهديدات الخطيرة التي تلقتها بسبب جماعات النفوذ التي كانت تنشط بطرق ملتوية في السابق، مؤكدة أنها تلقت توجيهات هامة بتكثيف العمل الرقابي باستهداف الفنادق والمطاعم ومحلات الأكل السريع، ومختلف محلات البيع بالجملة، وتحرير الملك العام، كما أمر الوالي بتوسيع الرقابة لإخضاع كافة القصابات والورشات السرية التي لا تستوفي شروط السلامة الصحية للرقابة المشددة، لتفادي وقوع أي مجازر صحية، على غرار ما تم ضبطه في الشهرين الماضيين من مذابح سرية وما لا يقل عن 1000 كلغ من اللحوم الحمراء غير الصالحة للاستهلاك الآدمي.
معلوم أن التهديدات التي يتلقاها أعضاء لجنة الصحة والنظافة وحماية البيئة في وهران، تعتبر تحصيل حاصل لعدد العمليات الرقابية الأخيرة، التي أسفرت عن العثور على لحوم مشبوهة وأخرى لحمير وبغال معدة ومهيأة لإغراق السوق المحلية بهذه السموم.