-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
أهم مكاسب اليوم الثاني لاجتماع الدول المصدرة للغاز

توسع المنتدى.. دعم لرؤية الجزائر وتوافق بين الأعضاء

حسان حويشة
  • 3051
  • 0
توسع المنتدى.. دعم لرؤية الجزائر وتوافق بين الأعضاء
ح.م

تميز اليوم الثاني لاجتماع منتدى الدول المصدرة للغاز، بثلاث علامات فارقة، الأولى تتعلق بتوسع التكتل الطاقوي العالمي انطلاقا من الجزائر ليشمل موريتانيا والسنغال، والثانية هي حدوث توافق وإجماع بين الأعضاء، كانت لمسة الجزائر فيه واضحة، بخصوص كافة الملفات التي ستطرح لاجتماع قمة رؤساء الحكومات والدول هذا السبت، والثالثة هي بروز مواقف داعمة لطرح ورؤية الجزائر لدور هذا المورد الطبيعي في الانتقال الطاقوي.
شكلت قمة الجزائر لمنتدى الدول المصدرة للغاز في اجتماعها الوزاري فرصة لتوسيع هذا التكتل الطاقوي العالمي، ما يعكس الأهمية المتزايدة له في الساحة الدولية باعتباره لاعبا أساسيا وحاسما أيضا.
في هذا السياق، أعلن الأمين العام للمنتدى، محمد حامل، في كلمة له خلال افتتاح أشغال الاجتماع الوزاري المغلق، أن موريتانيا صارت العضو الجديد المنضم إلى المنتدى، علما أن نواكشوط كانت لها صفة عضو ملاحظ في هذا التحالف الطاقوي.
وأضاف حامل أن السنغال أيضا قدمت طلبا رسميا للانضمام إلى منتدى الدول المصدرة للغاز، وكانت هي الأخرى تملك صفة عضو ملاحظ.
وفي ختام الاجتماع الوزاري كشف حامل في تصريح مشترك مع وزير الطاقة محمد عرقاب أن طلب السنغال للانضمام إلى عضوية المنتدى قد حظي بالإجماع من طرف كافة أعضاء المنتدى.

إجماع وتوافق بلمسة جزائرية واضحة
وخلال التصريح المشترك، شدد وزير الطاقة محمد عرقاب على أن الاجتماع الوزاري كان مثمرا للغاية، وتطرق لعدة محاور على علاقة بصناعة الغاز ودور هذا المورد في مرافقة الانتقال الطاقوي، والذي لا بديل عنه جنبا إلى جنب مع الطاقات المتجددة.
من جهته، أكد حامل على أن وثائق المشاريع التي ستطرح إلى اجتماع قمة رؤساء دول وحكومات المنتدى، السبت، تمت المصادقة عليها بالإجماع، وهي إشارات على لمسة الجزائر الواضحة في تقريب وجهات النظر وتحقيق الإجماع في مواعيد كهذه، مثلما كان عليه الحال في اجتماع أوبك عام 2016 والذي تمخض عنه إعلان الجزائر للتعاون الذي تشكل بموجبه ما بات يعرف بـ”تحالف أوبك+”.

اعتراف عالمي بدور سوناطراك
وأوضح حامل خلال التصريح المشترك مع وزير الطاقة، أن جميع دول الأعضاء اعترفت بالدور الذي لعبته وتلعبه الشركة الوطنية للمحروقات سوناطراك.
ويشكل اعتراف المنتدى بإسهام سوناطراك في الصناعة الغازية العالمية راجع، وفق المتحدث، لما قامت به من إنجازات تاريخية، على غرار أول مصنع للغاز الطبيعي المسال 1964، وأول عقد طويل المدى للتموين الغاز عام 1969، إضافة لخطوط الأنابيب العابرة للبحار.
كما تم تكريم علي حاشد، الإطار السامي السابق بشركة سوناطراك، نظير ما قدمه لصناعة الغاز، خصوصا أنه كان من بين الأوائل الذين دعوا إلى تأسيس المنتدى.

الغاز.. مستقبل زاهر حتى 2050 على الأقل
وذكر حامل في مداخلته بالاجتماع الوزاري المغلق أن تقرير المنتدى الجديد حول آفاق الصناعة الغازية العالمية الذي سيصدر يوم 12 مارس، والذي يعد بمثابة نشرية سنوية، يؤكد على أن الغاز الطبيعي سيبقى مهما للغاية وضروريا لعقود قادمة.
ويؤكد التقرير السنوي للمنتدى أن توقعات السوق النفطية بحلول 2050 تشير إلى أن الطلب العالمي على هذا المورد الطاقوي سيرتفع بنحو 36 بالمائة، وهو ما من شأنه أن يرفع حصة هذا المصدر الطاقوي من 23 إلى 26 بالمائة من مزيج الطاقة العالمي.

طابع بريدي مخلد لقمة الجزائر السابعة
وفي ختام الاجتماع الوزاري، جرى ترسيم إطلاق طابع بريدي خاص بقمة الجزائر السابعة لمنتدى الدول المصدرة للغاز، حيث أشرف على العملية كل من وزير الطاقة والمناجم محمد عرقاب، رفقة وزير البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية، كريم بيبي تريكي.

دعم لرؤية الجزائر بخصوص دور الغاز في الانتقال الطاقوي
وأفرز الاجتماع الوزاري المغلق مواقف داعمة ومتوافقة مع رؤية الجزائر لدور الغاز الطبيعي في الانتقال الطاقوي، والذي لا بد أن يكون مرافقا لهذه العملية باعتباره أقل الطاقات الأحفورية تلويثا.
في هذا السياق، شدد وزير الطاقة والمناجم محمد عرقاب، الذي ترأس هذا الاجتماع المغلق، على أن الغاز الطبيعي يعتبر طاقة للمستقبل، موضحا أن هذا المورد سيلعب دورا أساسيا في تحقيق انتقال طاقوي سلس وعادل على المدى البعيد، كما تبرزه وتؤكده عديد الدراسات، لاسيما تلك المنجزة من قبل منتدى الدول المصدرة للغاز.
وأشار الوزير عرقاب إلى أن الاستثمار في موارد الغاز الطبيعي يتطلب كثافة عالية لرأس المال، مشددا على ضرورة إجراء حوار مستمر وجاد بين المنتجين والمستهلكين، لبناء “رؤية استشرافية مشتركة”، تقر بالدور المتنامي للغاز الطبيعي في مزيج الطاقة العالمي، باعتباره مصدرا مستداما وتنافسيا، يضمن الأمن الطاقوي، شريطة تثمين أفضل وعادل للجميع.
من جانبه، أكد وزير الدولة القطري لشؤون الطاقة، سعد الكعبي، على أن اجتماع الجزائر يأتي في وقت يتواصل فيه العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، موضحا أن حالة عدم الاستقرار في منطقة البحر الأحمر ومضيق باب المندب تفرض المزيد من التحديات أمام صناعة الغاز والطاقة العالمية وسبل تأمينها.
وذكر الوزير القطري خلال الاجتماع الوزاري المغلق أن التعرض لإمدادات الطاقة بات اليوم يشكل أكبر تهديد للأمن الطاقوي العالمي ومعها الاقتصاد العالمي، مشددا على أن الجميع صار مطالبا بالعمل على ضمان تأمين إمدادات الطاقة لضمان الاستقرار في الأسواق.
وعن رؤية بلاده للانتقال الطاقوي، ذكر الوزير الكعبي أن قطر تؤمن برؤية مشتركة لهذا الانتقال يكون عادلا ومتوازنا ومستداما، نحو استخدام طاقة ببصمة كربونية أقل بأهداف واقعية، بعيدا عما وصفها بـ”الخطابات الواقعية”، الداعية إلى التخلي عن النفط والغاز.
وبدا الوزير القطري واضحا في خطابه، من خلال تأكيده على أن بلاده تعتبر أن الغاز الطبيعي يمثل لاعبا أساسيا في المزيج الطاقوي الذي يصل لاحقا إلى تحول طاقوي خال من الكربون، واصفا إياه بـ”الوسيلة العادلة” للوصول إلى طاقة أنظف مستقبلا.
وفي نفس الاتجاه، أكد وزير النفط العراقي، عبد الغني حيان، أن بلاده تنظر إلى الغاز الطبيعي على أنه عنصر هام وفعال في مسار الانتقال الطاقوي، مشيرا إلى أن بغداد تسعى لضخ المزيد من الاستثمارات في إنتاج الغاز، وإطلاق مناقصات جديدة.
أما وزير المناجم لغينيا الاستوائية انطونيو أوندو، فقد شدد على أن الانتقال الطاقوي العادل والتكنولوجي ضرورة ملحة لدول المنتدى.
كما شدد ممثلو كل من مصر ونيجيريا وترينيداد وتوباغو وموريتانيا والسنغال وليبيا وإيران على دور الغاز الطبيعي كمرافق ومسهل لعملية الانتقال الطاقوي، ومن حق الدول المنتجة استغلاله.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!