-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
مدريد تتجرع العقوبات في صمت وتلجأ إلى "الخصم الروسي"

توقف إمدادات الغاز المسال الجزائري إلى اسبانيا خلال جويلية

حسان حويشة
  • 17118
  • 0
توقف إمدادات الغاز المسال الجزائري إلى اسبانيا خلال جويلية
أرشيف

تكشف بيانات رسمية لهيأة طاقوية اسبانية أن البلاد بصدد “تجرع عقوبات” الجزائر في صمت، بتقليص إمدادها بالغاز الطبيعي إلى مستويات دنيا، وتوقف تام لشحنات الغاز الطبيعي المسال “جي.أن.أل”، ما دفعها إلى شراء المزيد من الكميات من “الخصم” الروسي في عز الأزمة بين موسكو والغرب.

في هذا السياق، تشير وثيقة صادرة عن هيأة تسيير ومراقبة مخزونات الطاقة الاسبانية “CORES”، تتعلق بواردات وصادرات البلاد من الغاز خلال شهر جويلية 2022، أن الإمدادات الجزائرية تقلصت كثيرا إلى هذا البلد الأوروبي، في أعقاب الأزمة الدبلوماسية وتبعاتها الاقتصادية عقب انقلاب موقف حكومة بيدرو سانشيث بشأن النزاع في الصحراء الغربية ودعمها لمقترح نظام المخزن للحكم الذاتي.

وتضمنت الوثيقة تفصيلا مهما وهو أن الجزائر أوقفت خلال جويلية الماضي، شحنات الغاز الطبيعي المسال “جي.أن.أل”، تماما إلى اسبانيا، في حين كانت الكميات سابقا تصل حتى 2500 جيغاواط/ ساعة شهريا من الغاز المسال.

وفي تفاصيل الوثيقة، فقد بلغت إمدادات الغاز الجزائرية إلى إسبانيا في جويلية 8572 جيغاواط/ ساعة، ما يمثل 23.4 من واردات البلاد خلال جويلية 2022، بفارق ضئيل عن الولايات المتحدة الأمريكية التي بلغت إمداداتها 8530 جيغاواط/ ساعة، ما يمثل 23.3 من واردات شهر جويلية، علما أن كافة الإمدادات الأمريكية عبارة عن شحنات غاز طبيعي مسال “جي.أن.أل”، التي تشهد أسعارها ارتفاعا غير مسبوق في السوق الدولية.

ويتضح من بيانات الوثيقة أن مدريد كثفت من عمليات شراء الغاز الروسي بكميات بلغن 5317 جيغاواط/ ساعة، ما يمثل 14.5 من الواردات الإجمالية في جويلية الماضي، وهي كميات معتبرة بالنظر إلى الظرف الدولي والعقوبات الغربية على روسيا بسبب الحرب الأوكرانية، ومساعي العديد من الدول للتحرر من التبعية للغاز الروسي.

كما ارتفعت الكميات المستوردة من نيجيريا لتصل 5882 جيغاواط/ ساعة، ما يمثل 16.1 من واردات جويلية الماضي.

ورغم تقلص إمدادات الجزائر من الغاز إلى إسبانيا في جويلية إلى 23.4 بالمائة من إجمالي واردات الشهر ذاته، إلا أن الجزائر مازالت في صدارة الدول التي تموّن اسبانيا بالغاز، قبل الولايات المتحدة ونيجيريا، ثم روسيا في الصف الرابع، وهذا طبيعي بالنظر لوجود خط أنابيب غاز “ميدغاز” الذي يربط البلدين مباشرة.

وقبل أيام أطلق رئيس الوزراء الاسباني، بيدرو سانشيث ولاحقا وزير خارجيته، خوسي مانويل ألباريس، رسائل ود تجاه الجزائر، إذ عبر الأول عن أمله ورغبته في زيارة البلاد، ثم تحدث الثاني عن ضرورة استعادة العلاقات مع الجزائر وبأن مدريد تطمح لإقامة علاقات طيبة معها.

لكن “رسائل الود” الاسبانية قوبلت بتجاهل تام من الطرف الجزائري، وهو ما فسر على أنه رسالة واضحة لمدريد مفادها، أن العلاقات الطيبة تعود بعد إصلاح ما تم إفساده من حكومة سانشيث.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!