-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

توقيف المعلمة التي قصّت شعور التلاميذ في القسم بسطيف

سمير مخربش
  • 13787
  • 0
توقيف المعلمة التي قصّت شعور التلاميذ في القسم بسطيف
أرشيف

أصدرت مديرية التربية لولاية سطيف، الخميس، قرارا يقضي بتوقيف المعلمة التي قامت بقصّ شعور التلاميذ داخل القسم، في خطوة أثارت الكثير من الجدل وخلفت موجة من الاحتجاج.
هذه الحادثة شهدت احتجاجين، الأول كان من أولياء التلاميذ الذين احتجوا على خطوة المعلمة، والثاني كان من المعلمين والأساتذة الذين تضامنوا مع المعلمة، وتوقفوا عن الدراسة يوم الخميس الماضي. فهي الحادثة التي بدأت صغيرة لتكبر اليوم وتتحول الى قضية رأي عام، مع فتح باب الجدل من جديد حول علاقة الأستاذ والتلميذ.
وكانت بدايتها بإقدام معلمة بابتدائية عمار سعد الله ببلدية جميلة شرق ولاية سطيف على معاقبة تلاميذ بطريقتها الخاصة، حيث طلبت منهم في السابق قصّ شعرهم، لكن هناك 5 تلاميذ لم يمتثلوا للأمر، فقامت المعلمة بإخراج مقص من حقيبتها، وبدون تردد أقدمت على قص شعر التلاميذ داخل القسم. وكان ذلك بطريقة عشوائية شوهت منظر التلاميذ الذين تعرضوا للتنمر من طرف زملائهم، وكانوا محل سخرية داخل وخارج المؤسسة.
وقد أثارت الحادثة سخط أولياء التلاميذ، الذين تنقلوا إلى المؤسسة والتقوا بالمدير الذي حاول تهدئة الوضع، كما استدعى المعلمة التي قدمت اعتذاراتها للأولياء، وأكدت أنها لم تقصد إهانة التلاميذ، بل كانت تهدف فقط إلى تأديبهم وتحسين مظهرهم. وقد قبل الأولياء اعتذار المعلمة وظن البعض أن القضية أدركت نهايتها وتم احتواءها داخل المؤسسة، خاصة أن مدير التربية بسطيف، تحدث عن نقص خبرة المعلمة وبأنها جديدة على عالم التدريس، وأخبرنا بأن صلحا قد أبرم بين أولياء التلاميذ والمعلمة.
ليتفاجأ الجميع بكون الحادثة لم تمر مرور الكرام، حيث أرسلت لجنة للتحري في القضية وأفضى التحقيق الأولي الى إصدار قرار يقضي بتوقيف المعلمة، وهو القرار الذي أثار غضب المعلمين الذين احتجوا وتوقفوا عن الدراسة تضامنا مع زميلتهم، ولم يقتصر الاحتجاج على مؤسسة عمار سعد الله، بل امتد إلى مختلف الابتدائيات والمتوسطات ببلدية جميلة، أين قاد الأساتذة وقفات احتجاجية وتوقفوا عن العمل. وانضم التلاميذ إلى الحركة الاحتجاجية وعبروا عن تضامنهم مع المعلمة، بل هناك تلاميذ استقبلوا قرار توقيف معلمتهم بالدموع وطالبوا بعودتها، معبرين عن حبهم لها، بما فيهم تلميذ من الذين قصّت المعلمة شعره.
كما تراجع الأولياء عن احتجاجهم، وعبروا هم كذلك عن تضامنهم مع المعلمة، مؤكدين أن الأمر لا يستدعي التوقيف.
وأصدر أساتذة متوسطة الإخوة دحمان ببلدية جميلة بيانا تلقينا نسخة منه، أكدوا فيه توقفهم عن الدراسة يوم الخميس ابتداء من الساعة العاشرة مساندة للمعلمة “ب.و”، تنديدا بالقرار الذي صدر في حقها من طرف الجهة الوصية، معبرين عن أسفهم عن ما آل إليه قطاع التربية، والإهانات المتكررة التي يعاني منها المربي. وأشار الأساتذة إلى أن الأولياء قد أمضوا على محضر عفو وصلح مع المعلمة المعنية، ولذلك فهم يطالبون بإعادة النظر في هذه العقوبة، وفي حالة التمسك بها فسيصعدون في وقفاتهم الاحتجاجية.
ومن جهته أوضح مدير التربية لولاية سطيف، أن الأمر يتعلق بتوقيف تحفظي للمعلمة وليس نهائي، في انتظار استكمال التحقيق الإداري وانعقاد المجلس التأديبي.
ورغم إضافة كلمة التحفظ إلى قرار التوقيف، إلا أن موجة الغضب اتسعت وسط الأساتذة والمعلمين، حيث يؤكد البعض منهم في تصريح للشروق اليومي أنهم لم يتقبلوا معاقبة المعلمة بهذه الطريقة، مؤكدين أنها لم ترتكب جريمة تستحق كل هذا التهويل، وكان الأجدر يقول محدثونا أن تحظى المعلمة بالحماية، لأن نيتها كانت سليمة، والهدف هو مصلحة التلميذ. ودعا المحتجون إلى عدم الانسياق وراء منشورات الفايس بوك التي ثارت ضد المعلمة وعملت على “تهويل” الحادثة.
ويقول سليمان وهو معلم من بلدية جميلة للشروق اليومي، بأن المعلم أضحى الحلقة الضعيفة في المعادلة التربوية، والكل يلقي عليه باللوم من دون النظر إلى الظروف الصعبة التي يعمل فيها. وتقول نادية وهي أستاذة في الطور المتوسط أن التلميذ لم يعد يحترم الأستاذ فأصبح يعتدي عليه ويسبه ويشتمه تحت غطاء الحماية القانونية التي تمنع الأستاذ من القيام بأي إجراء عقابي.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!