-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
النتيجة دائما عكسية

ثلاثة ملايين عائلة جزائرية تربي أبناءها بالضرب والإهانة

نادية شريف
  • 8733
  • 14
ثلاثة ملايين عائلة جزائرية تربي أبناءها بالضرب والإهانة
ح.م

أزيد من ثلاثة ملايين عائلة جزائرية تعتمد في تأديبها للطفل على العقاب الجسدي على غرار الضرب بشيء يلقى على الطفل كالحجر أو الحذاء، الضرب على المؤخرة باليد المفتوحة، القرص، الضرب على الرأس الوجه والأذنين، لي الذراع، شدّ الشعر، هذا ما أكده تحقيق ميداني شمل 1700 عائلة أشرف علية الدكتور مصطفى عشوي باحث في علم الاجتماع بجامعة الجزائر إلى جانب العديد من المدربين والأساتذة.

وحسب الباحثين، فإن نتيجة هذه العقوبات غالبا ما تخلف جروحا ورضوضا خطيرة على مستوى الوجه والأطراف، كما تستعمل الأسرة في كثير من الأحيان عقوبات غير جسدية تتمثل أساسا في العقاب النفسي كالتخويف وإشعار الطفل بالذنب والخجل أو منع المكافأة، ويعتبر التعنيف والزجر والصراخ ومنع الطفل الأشياء المفضلة على غرار النقود واللعب ومشاهدة التلفاز من أكثر العقوبات النفسية ممارسة من طرف الأولياء، كما يعد الإهمال من أكثر وسائل العقاب غير المباشر التي تعتمدها العائلات الجزائرية ضد أطفالها.

وبيّن التحقيق أن الأم أكثر ضربا للأطفال من الأب وذلك بنسبة 30 بالمائة مقابل 23 بالمئة عند الأب، بينما مورس الضرب من الوالدين معا بنسبة 19 بالمائة، أما الأشخاص الآخرون الذين يضربون الأطفال في الوسط الأسري كالجدين والإخوة والأخوات فلم تتعد نسبة 3 بالمئة.

ولعلّ الاحتكاك المستمر للطفل بالأم هو الذي يؤدي إلى تعرضه للضرب أكثر على يديها حسب الدراسة.
كما كشف ذات المصدر أن 23 بالمئة من الأطفال تلقوا أول عقوبة جسدية في الوسط الأسري قبل بلوغهم السادسة من العمر، أما أكبر نسبة لتلقي العقوبة فهي عند الفئة العمرية من ست إلى عشر سنوات بنسبة تفوق 32 بالمئة. ولعلّ خروج الطفل في فضاء المدرسة والاحتكاك مع الرفاق والجيران في هذه السن هو الذي يؤدي بالطفل إلى ارتكاب أكبر عدد من الأخطاء، حيث يعمد أهله غالبا إلى تصحيحها بالضرب.
وفي استبيان أجرته الدراسة لمعرفة دوافع العقاب الجسدي للأطفال داخل الأسر ومدى فاعليته في التربية، صرح 64 بالمئة من الأولياء والطلاب والمربين أنه لا ينبغي أن يسمح بإيقاع العقاب البدني على الأطفال في البيت، بينما عارض هذه الفكرة 24 بالمئة من المشاركين وأكد 55 بالمئة أن للعقاب الجسمي على الطفل في البيت مايبرّره واعتبر 44 بالمئة أنه ضروري كوسيلة للتربية، في حين أكد 75 بالمئة أنه ينتج عن ركل وصفع الأطفال عواقب وخيمة يجب إيقافه.
ويرى الباحثون أن العديد من الدوافع الوراثية والثقافية تكون سببا للاعتماد على التعنيف والعقاب في التربية حيث بيّنت الدراسة أن كلمة» ضرب متداولة بشكل كبير في الأمثال والعبارات  كما بينت الدراسة أن الجهل والأمية من أهم دوافع ممارسة التعنيف ضد الأبناء، حيث تبيّن أن 70 بالمئة من الأطفال تعرضوا للعقاب البدني داخل الأسر مست الأمية 46 بالمئة من أمهاتهم و60 بالمئة من آبائهم.

أساتذة يلقنون تلاميذهم أساليب السبّ والشتم ويشبهونهم بالحيوانات
ويُلقّن تلاميذ صغار، في العديد من المؤسسات التربوية، كل جديد ومبتذل في عالم السّب والشتم والإهانة من قبل أساتذة ومعلمين يفترض أنهم قدوة لهم في حياتهم وتعليمهم، غير أنهم كثيرا ما يسيئون توجيههم ويحيدون بهم عن الهدف الأساسي الذي وجدت لأجله المدرسة وبدل أن يرفعوهم إلى مستويات أخلاقية وتربوية أعلى يتدحرجون بهم إلى أسفل السافلين!
ليس هذا تجنٍّ على من علّمونا بالأمس القريب حرفا فصرنا بفضلهم، بعد فضل الله، على مانحن عليه، بل إنه واقع مؤلم يحزّ في نفس كل من يراه أو يسمع عنه، ويكفي فقط أن نتنقّل إلى أقرب مدرسة من حيّنا أو نسأل أي تلميذ عن تعامل بعض أساتذته معه، فنكتشف حجم خطورة الظاهرة التي تسيء إلى مكانة المعلم، وقد استهجن العديد من الأولياء ما ينقله لهم أبناءهم من ألفاظ قبيحة يصفهم بها أساتذتهم من تشبيه لهم بحيوانات غبيّة وفي بعض الأحيان ألفاظ غير أخلاقية تهين وتجرح الكرامة وألفاظ أخرى مبتذلة يخجل الفرد من ترديدها بينه وبين نفسه.
حورية، تلميذة في السنة الثانية متوسط بإحدى إكماليات بلدية الشراقة، أظهرت في البداية خجلا كبيرا عندما طلبنا منها أن تردد لنا ما تسمعه من بعض أساتذتها، وبعد إلحاح ذكرت لنا عبارات وصفتها بغير المألوفة لديها… استغربت لها كثيرا في البداية، غير أن ما طمأنها -كما قالت- هو أن المعلمة التي كانت تتلفظ بها لم تكن توجهها للنجباء والمؤدبين من التلاميذ، بل فقط للمشاغبين، أمّا أسماء التي التحقت هذه السنة بالتعليم المتوسط فتقول إنها تفاجأت كثيرا لما باتت تسمعه من أفواه أساتذتها على اعتبار أن معلمها في الابتدائي لم يكن يصدر عنه مثل هذا السلوك، وكان يحثّهم دوما على الالتزام بفضائل الأخلاق.
من جهتهم بعض الأساتذة يحاولون تبرير سلوكهم بالفوضى الكبيرة التي يحدثها التلاميذ والاكتظاظ الذي يسود جلّ الأقسام ما يجعل الأستاذ يفقد السيطرة على نفسه فيتلفّظ بمفردات عامية يدرك أنها غير لائقة لكن الغضب يجعله لا يدرك ذلك حينها، هذا النوع من السلوك وبشهادة تلاميذ عايشوه دفع بعض من سقطوا ضحيته إلى الدخول في ملاسنات مع أساتذتهم لرفع الصفات البذيئة التي أطلقت عليهم ولحفظ ماء وجههم أمام زملائهم لدرء تطاولهم خارج المدرسة على حد تعبير أحدهم وقد يتطوّر الوضع أحيانا إلى إصرار التلميذ على الانتقام من أستاذه فينهال عليه ضربا ورجما بكل ما أتيح له من وسائل وقوة تجعل العلاقة بين التلميذ ومعلمه تأخذ أبعادا أخرى سيما بالنسبة للطور الثانوي.
وحتى طرق العقاب التي دأب على اتباعها بعض الأساتذة حاليا يصفها الآباء بأنها مهينة وتتجاوز حدود المسموح به فكثيرا ما يندهشون وهم يحاولون كفكفة دموع أبنائهم لما لاقوه من أساليب عقابية وقفوا عاجزين عن إيجاد تفسير لها، وفي هذا الصدد ذكر لنا أحد الأولياء كيف أن ابنه عوقب بحجزه داخل خزانة القسم إلى غاية انتهاء الحصة عقابا له على ما قام به من شغب، والأكثر من هذا روى لي أحد التلاميذ بمدرسة تقع بالعاصمة أن ابنه عوقب بطريقة تأسف لها كثيرا واضطرته إلى التنقل للمدرسة لتباحث الأمر مع المعلمة والمدير حيث يتعلّق الأمر كما قال بتجريد ابنه من سرواله على مرأى من زملائه وتحول إلى سخرية الجميع، ناهيك يضيف آباء آخرون عن الضرب المبرح في مواضع حساسة من الجسد يسبّب لهم أحيانا كثيرة عجزا يمنعهم من الالتحاق بمقاعد الدراسة لأيام.
من جهته رئيس الفيدرالية الوطنية لأولياء التلاميذ كشف عن تلقي هيئته للعديد من الشكاوى وصفها بغير المعتبرة تتعلق بالعنف اللفظي والجسدي بعضها سُوِّيَ مع المديريات والوصاية وبعضها الآخر حوّل إلى العدالة بعد استنفاد كافة الجهود والطرق الودّية، مؤكدا على إدانة ونبذ مثل هذه السلوكات، حيث أن القانون التوجيهي الأخير ينصّ وبكل وضوح على أن العنف اللفظي والجسدي مرفوض وممنوع شكلا ومضمونا ويعرض فاعله إلى عقوبات مبيّنة.
واستطرد محدثنا قائلا، إن ما يصلهم ليس إلا نزرا قليلا مما يسجّله الواقع والسبب في ذلك هو تردد الآباء في الإبلاغ عن ما يتعرض له أبناؤهم خوفا من الضرر الذي يخشون لحاقه، وحول هذه النقطة دعا الآباء إلى كشف جميع التجاوزات وإخطارهم بها فنحن كما قال “محامو التلاميذ، نمتلك طرق الدفاع والتدخل مع السلطات المعنية لرفع الغبن عن التلميذ ماديا ومعنويا، كما أن القانون يكفل للتلميذ جميع حقوقه، وبالإضافة إلى ما يتعرض له الأبناء نوصي كذلك الآباء بالإبلاغ عن الانزلاقات وسوء الاستقبال الذي قد يلاقونه من قبل المدرسة والإدارة“. 

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
14
  • Fati

    الى أمينة، كيف تجرأت على ضرب رضيعة ذات عمر خمسة أشهر؟. لا أدرى من أي طينة خلقتم يا جزائريات. رأيت بعيني كيف قريبتي قامت بضرب رضيعتها لانها لم تتوقف عن البكاء ومرة أخرى لانها كانت غاضبة من زوجها. يا سبحان الله ثم تستغربون عندما يضربونكم أولادكم او يرموكم في دار العجزة عندما تكبرون الان عرفت لماذا انتشر العنف والقتل في مجتمعنا، لانه لا يوجد انسان عاقل يحكم عقله وضميره في المحافظة على الامانة. العنف يولد العنف ولا مبرر لاستخدامه

  • كمال

    اضربه و نسيه بلى اضربته ,اي بعد مرحلة الغضب عامله كصديق
    هكذا سيتربى على حب الوالدين و لا يرميهما في دار العجزة ,ويكون ذو اصل ,اي حتى ان حاد عن الطريق يوما ,سيرجع لاصله
    اما اليوم فالبعض القليل من يربى و الغالبية حرية زائفة
    وما يحز في نفسي ان جيل الخشيبات هذا لا يتسم بشئ من الرجولة
    مخنث في لبسه في كلامه حتى في حركة جسده
    و اما البنات فربي يستر ,تبرج سافر و علاقات في اليوم بعدد كؤوس الماء التي تشربها يوما ,وليس زعما قال لاجل الظفر بزوج,بل كثيرات من هن مخطوبات و لكنهم خلاطات ,ربي يهدي و يستر

  • امينة

    انا عندي بنت عمرها 4 سنوات بدات اضر بها من عمر 5 اشهر لاسباب تافهة و ابوها كذالك لكنه توقف عن الضرب منذ مدة طويلة اما انا فواصلت الضرب في الصايف الماضي ذهبنا في عطلة عند امي فرفضت العودة معي رغم اصراري الكل اخبرتهم ان سبب عدم الذهاب هو الضرب اليوم ابعث نداء الضرب ليس وسيلة للتربية انا نادمة على كل ما فعلته بها

  • بدون اسم

    الضرب من ضرب فرق ؟ الضرب على الامور الكبيرة و الحدود مليح كالضرب على الصلاة او التاخر عن البيت او السب و الشتم و الضرب خاصة مش مليح للبنات و عن تجربة خاصة بل يخلف لها اثار نفسية احسن التربية هي بالحزم و الشدة و هاذي صفات اقوياء الشخصية اما الضرب فهو لضعاف الشخصية

  • بدون اسم

    الضرب من ضرب فرق ؟ الضرب على الامور الكبيرة و الحدود مليح كالضرب على الصلاة او التاخر عن البيت او السب و الشتم و الضرب خاصة مش مليح للبنات و عن تجربة خاصة بل يخلف لها اثار نفسية احسن التربية هي بالحزم و الشدة و هاذي صفات اقوياء الشخصية اما الضرب فهو لضعاف الشخصية

  • ضياء الشروق

    السلام عليكم التربية بل العنف اسعب تربية لقد عشت هذه التجربة ولقد تركت حزن بدخلي واثار سلبية اثرت على حياتي وصرت اخاف ان اتحدث مع اي شخص وبقيت في هذه الحياة ضائعة لاهدف لا دارسة لااني لم ادخلها يوما وصارا الماضي كا بوسا يولا حقني النف يدمر ويحطم كل شيئ جميل في هذه الحياة ويال الاسى والسف عنما يكون ابي وامي سبب تعاستي يضنونة انهم يربونني ولكنهم يدمرونني فتصبح الايام دمعة تذرف سنوات ........وشكرا

  • une maman

    ضربونا او تربينا فهمين عقلين نحشموا نقدروا او زيد قرينا نوكان جينا نربوا كيما علمونا اهلين ميتعوجو ولدنا وخاصة البنات زبى اجيب الخير

  • بدون اسم

    بكري الناس بلضرب قرات و تعلمت و الان جيل نتاع بورطابل عما

  • بدون اسم

    جيل قوقو راه طالع لاخدمة لازدمة لاتربية لازواج ما قادرينش على المسؤولية يعرفوا غير الجال

  • algerie

    allah yesterna nchalah w yester djmiaa elmomnin nchalah

  • بدون اسم

    barak allahou fikoum ya chourouk un sujet tres important a etudier

  • بدون اسم

    و لماذا لا يتربون عن حب الله و طاعته و تلاوة القران انحرفنا و خرجنا عن لطريق المستقيم اشبعنا راينا.الاسلام يعلمنا كيف نربي الابناء.
    الجزائري يهمل اباناءه و يوم يلتفت ايهم يصبح عصبي منفعل كلام لا يليق مع الابناء ماذا ننتضر من شخص قضى طولته
    مقهور ?

  • sousou

    احيانا ارى بعض المهات يضربن اطفالهن في الشارع وكانها مع انسان عاقل بالغ وهو لم يتعدى حتى الثلاث سنوات يالمني هذا المنضر بشدة واحس مدى تخلفنا بحكم خروجي المستمر من الجزائر وسفري تتملكني الغيرة حين ارى بعض الاولياء يحملن اطفالهن فوق اكتافهن ويلعبن ويمرحن معهم واحيانا اراهم يتبادلون الحديث معهم مثل الكبار تماما صحيح الصرامة احيانا مع الاطفال شيء مفروغ منه لاكن الضرب المبرح والتجريح هذا سيضر به اكثر مما

  • محاربة الصحراء

    صحيح نحن مجتمعنا اصبح لا يتقن تربية اطفال واجيال لذلك كثرة الافات الاجتماعية بحيث الاستاذ هو السبب الاول لانه هو يعلم اطفال ابرياء ولا يعلمهم سوى بسب الله ونعتهم باسوء الالفاظ سوى حيوانية او كلمات غير اخلاقية انا كنت تلميذة في المتوسط واعرف مامعنى هاذ غيرت المدرسة من اجل استاذ نعتني على ابي وايضا امهات همهم الوحيد التلفز ولا يبالون باولادهم اين هم وهم يلعبون في الشوارع ويسمعون كل شيء والبعض عندما يلجا لتربية اولاده يعرف سوى الشتم والسب وضربه بالحذاء او مطرق وحزام و قرصه من احدى يديه و نعته بحيون