ثمانية حجاج مرضى يعودون هذا الخميس إلى الجزائر

الحجاج يقررون الدعاء للجزائر بعد التفجيرات الارهابية

قرر الحجاج الجزائريون المتواجدون في مكة المكرمة الخروج يوميا إلى صحن الكعبة و التضرع إلى الله بأن يرحم ضحايا التفجيرين ويغفر لهم ويتقبلهم عنده، كما قرروا أن تستمر هذه المبادرة إلى يوم وقفة عرفة حيث سيخصصون الوقفة رفقة حجاج العالم الإسلامي للدعاء للجزائر والجزائريين. وقد استقبل الحجاج نبأ التفجيرين بكل دهشة وأسى، حيث اجتمع المرشدون والأئمة هناك بلجنة الفتوى وخرجوا ببيان أكدوا فيه دعمهم لمسعى المصالحة الوطنية كحل أمثل للخروج من المأساة التي تعيشها البلاد من أكثر من عشرية.إلى ذلك يستمر توافد الحجاج الجزائريين على مكة المكرمة من الجزائر والمدينة المنورة المنورة، حيث وصل عددهم إلى 23 ألف حاج وُزّعوا على 45 فندقا.
من جهة أخرى تواصل البعثة الجزائرية للحج مهامها في ظروف حسنة رغم الصعوبات الميدانية التي تواجهها، وقد أحصت لجنة إرشاد التائهين لحد الآن قرابة 800 حاج تائه منهم 196 امرأة، وقد أعيد هؤلاء جميعا إلى أماكن إقامتهم، ويعتبر الحجاج المسنون أكثر الحجاج تيهانا في أزقة مكة وحاراتها، بينما تحرص الحاجات على عدم المغامرة بالابتعاد عن مكان الإقامة والصلاة في أقرب ساحة من ساحات المسجد الحرام ثم العودة مباشرة إلى الفندق، وتسجل البعثة أكثر من 20 تائه بعد كل صلاة. أما الحالات غير المسجلة فتتجاوز المائتين يوميا، ويقوم أعضاء البعثة بعمل نفسي مهم للتهدئة من روع الحجاج التائهين، حيث يتم إطعامهم وتمكينهم من قسط من الراحة ثم يرافقهم أحد المرشدين إلى أماكن إقامتهم، وينتمي معظم الحجاج التائهين إلى البعثة الوطنية للحج فيما لا يمثل حجاج الوكالات الخاصة سوى 5 بالمائة من الحجاج التائهين.
على صعيد نشاط البعثة الطبية التي تضم 120 عضو بين طبيب وممرض موزعة على عدة مراكز وفروع طبية بين جدة والمدينة ومكة المكرمة، ويعتبر فرع مكة أهم تلك المراكز، حيث يضم ثلاثة مراكز طبية وسبع وحدات طبية فرعية موزعة على عدة فنادق، خصصت لها سبع سيارات إسعاف، فقد سجل أعضاؤها أكثر من عشرة آلاف فحص طبي وأكثر من 400 تدخل في الوحدات الطبية، ولحد الآن سجلت أربع وفيات من الحجاج ثلاثة منهم في المسجد الحرام، توفي أحدهم ساجدا في صلاة المغرب، أما الرابع فتوفي وهو في طريق عودته من المسجد إلى الفندق.
من جهة أخرى أكد مسؤول بالبعثة الطبية الجزائرية أنه سيعاد ثمانية حجاج إلى الجزائر أربعة منهم مصابون بأمراض عقلية عصبية، والآخرون مصابون بأمراض خطيرة (القصور الكلوي) وهي أسباب تمنعهم من أداء مناسكهم بيسر.
ويجد أعضاء البعثة صعوبات كثيرة في إقناع هؤلاء الحجاج بضرورة العودة إلى أرض الوطن وقد اقتربت الشروق اليومي من أحدهم وهو شيخ في التسعينات من عمره أصيب بكسر في حوضه بالمدينة تم نقله إلى مكة لأداء مناسك العمرة، وسيتم ترحيلة اليوم الخميس إلى الجزائر، وقد عبر الشيخ عن أساه لمصابه داعيا أعضاء البعثة إلى التريث وعدم تعجيل إجراءات عودته إلى أرض الوطن.

ـــــــ
رشيد فضيل