جامعتنا تصنع الحدث!
قبل أيام صدر تقرير صادر عن الموقع الأمريكي “ويبومتريكس” يحوي آخر تصنيف للجامعات في العالم، ولم يفاجئ التقرير أحدا عندما صنّف أحسن جامعة في الجزائر في المرتبة الـ 2100 عالميا!!
في العالم كله تصنع الجامعات الحدث العلمي والثقافي وحتى السياسي، بينما تخصّصت جامعاتنا في صنع الفضائح، ويبدو أن جامعة باب الزوار للعلوم والتكنولوجيا تخصّصت في هذا المجال، حيث لم تكد فضيحة العام الماضي تنسى حين بادر الطلبة بتنظيم مسابقة للجمال، حتى خرجت علينا بفضيحة أخرى لا تختلف عن الأولى إلا في الإسم.
“تظاهرة لعرض الأزياء التقليدية” هي الإنتاج الجديد لبعض طلبة جامعة باب الزوار.. هنيئا للجزائر بهذا الإنجاز العلمي، وهنيئا للرئيس الراحل هواري بومدين الذي حلم بجامعة جزائرية تنافس كبريات الجامعات في العالم!!
يفترض أن الجامعة مكان للتحصيل والتنافس العلمي لا فضاء لمسابقات الجمال وتظاهرات للألبسة التقليدية، لأن الأمر يتعلق بصرح علمي لا بمكان سياحي يقصده السّياح للتعرف على تقاليد السكان، ثم من هذا المسؤول الذي سمح بإقحام بنات الجزائر التي أرسلهن أهاليهن للتحصيل العلمي والحصول على شهادات عليا لتتحولن إلى عارضات أزياء.
طبعا، هذا دون الحديث عن تلك المعلومات التي كشف عنها الطلبة أنفسهم من تحول التظاهرة إلى مظاهر للعري واشتباكات بين الطلبة وتوظيف حراس من خارج الحرم الجامعي، وغيرها من المعلومات الخطيرة التي كشف عنها أعضاء في التنظيم الطلابي الذي نظم التظاهرة.
نحن لا نتّهم الأساتذة وعموم الطّلبة، فلعل أغلبهم لم يسمع بهذه التظاهرة إلا بعد أن تناولها الإعلام، ولكنه تعبير عن حالة الخيبة التي يشعر بها كل من يتابع النّجاحات التي تحققها الجامعات في العالم، وعندما يلتفت إلى جامعاتنا لا يجد إلا الكوارث والفضائح.
جامعة باب الزوار للعلوم والتكنولوجيا التي قيل عند افتتاحها أنها ستكون بوابة الجزائر للمرور نحو المستقبل، خصوصا وأنها تخصّصت في العلوم الحديثة، وفتحت تخصّصات في أدق العلوم، جاءت في ذيل الترتيب العالمي للجامعات محتلة الرتبة 2935 وتفوّقت عليها جامعات تقع في دول فقيرة ومتخلفة… يحدث هذا لجامعاتنا، بينما تحقّق جامعات الكيان الصهيوني تقدما ملحوظا، حيث جاءت ضمن المراتب المائة الأولى التي خلت منها الجامعات العربية.