جواهر

جريمة باسم الحب!

جواهر الشروق
  • 8640
  • 5

وجدوا على أعتاب المساجد، وعلى أرصفة الطرقات.. أمام حاويات المزابل، وفي دورات المياه العمومية.. والأكثر حظا من كل هؤلاء، هم من تركوا في المستشفيات، بلا اسم ولا لقب، وحتى دون لباس في بعض الحالات..

يطلق عليهم  أولاد الحرام، اللقطاء، مجهولو النسب، وغيرها  من المسميات.. إنها حقا جريمة ترتكب في حق البراءة، فمن الجاني؟ ومن المجني عليه؟ ومن يستحق العقاب؟؟؟

ارتكبت الجريمة من قبل شاب وشابة، والدافع هو الحب.. أوقعها في شباكه فلم تستطع العيش بدونه، وسلمته نفسها، خارج الإطار الشرعي كدليل على حبها، وبعد مدة اكتشفت حملها، فأخبرته فتنكر لها، فحملته وهنا على وهن، ولما وضعته فكرت في التخلص منه!!

هذا ملخص أغلب حكايات الفتيات اللواتي تخلين عن فلذات أكبادهن، والغريب أنك أيتها الأم العازبة تنسين الماضي كأنه لم يكن، وتعيدين بناء حياتك مع شخص آخر ب “عذرية زائفة”، وتنجبين أبناء ينادونك “ماما”، فهل تستلذين طعم هذه الكلمة؟ ألا يؤنبك ضميرك كلما سمعتها؟ ألا تذكرك بتلك الثمرة التي أودعتها الحياة يوما ما وتخليت عنها!!

أيا كانت مبرراتك فلا يهم؟ أتشعرين أنك أهل للأمومة، وأنت التي أجرمت في حق أول نطفة نمت في رحمك؟ ألا تفكرين في حال وليدك إن كان حيا أو ميتا؟ ألا تفكرين في المصير الذي آل إليه؟.. كل الجرائم يعاقب فيها الجاني وينصف المجني عليه، إلا في هذه الجريمة، يذهب الجاني ليعيد حياته ويسعد، ويبقى المجني عليه يقاسي ويعاني.

عليه تحمل نظرات الاحتقار من الناس الذين يعتبرونه نكرة، والعيش في مجتمع لا يرحم، بلا هوية ولا مستقبل.. يعامل معاملة المجرمين، فلا حق له في التعليم ولا في العمل ولا في الزواج، ما يجعله مادة دسمة للمنحرفين.

نصيحتي الأخيرة لأختي الفتاة أن تتحكم في مشاعرها ولا تكون فريسة سهلة في يد ذئب بشري، ولا تجعل من الحب مبررا لجريمتها، فالحب كان دائما عنوانا للعفة والطهارة ولم يكن مبررا للرذيلة والفحشاء، فأجمل قصص الحب التي تربينا عليها كقيس وليلى، روميو وجوليت، جميل وبثينة، عنترة وعبلة، كان الغرض منها الزواج والعفة وليس الرذيلة.

مقالات ذات صلة