الشروق العربي
حينما تستعمل نعمة الله في المعصية..

جزائريات يستعملن أجسادهن لإبتزاز الرجل في الشوارع

الشروق أونلاين
  • 19059
  • 26

“قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُون”، ذلك ما أمر به الله تعالى عباده المسلمين، بأن حرٌم عليهم النظر إلاٌ لما أباح لهم النظر إليه وبالمقابل، فرض جل جلاله على المرأة لباسا ساتراً تتقي به نظراتِ الجياع، وتصون به جوهرها الثَمين، لكن وعلى ما يبدو فإن بعض الثمين قد هان لدى فئة من الشابات وحتى السيدات المتقدمات سناً، فما عدن يأبهن برخس أجسادهن التي ملأت الشوارع شبه عاريةٍ، وكأنها دمى عرض تستقطب أنظار الصغير والكبير من كلا الجنسين حتىٌ، ويتفاخرن بعريهن بل ويتمادين في ارتداء اللبس الفاضح والمثير، كلما زادت نحوهن أنظار وعبارات الملاطفة والغزل، وهنا يطرح الإشكال حول ما إذا كان هدف هذه الفئة جلب عاطفة واستلطاف آدم، أو أن لباسهن هذا متعلق بنقص التنشئة أو متعلق بمكبوتات نفسية، وهو ما جعلنا نسلط الضوء على عينات مختلفة الأعمار علنا نصل في آخر هذا الموضوع الى لبسط هذه الظاهرة التي ما لبثت حتى تشعبت في فجاج مجتمعنا، بعد ما كانت تقتصر على المدن الكبرى فقط والتي تشهد توافداً حضاريا واختلاطا ثقافيا.

إرضاء الجميع غاية لا تدرك

 حاولنا الخروج من العاصمة والتوغل-عبر جولة قصيرة- إلى بعض الضواحي، فكانت قبلتنا مدينة البليدة، وقبل قصدها وبالضبط في محطة القطار صادفتنا لويزة 28 سنة، فتاة جميلة بقامة باسقة، ترتدي قميصا أحمر شفاف وتنورة قصيرة، حذاء بكعب عالي، طلتها توحي بأن وجهتاه حفلة أو شيء من هذا القبيل، لولا محفظتها التي نفت ذلك، تعمدنا الوقوف أمامها لحديث إليها، ففوجئنا كيف كانت تنهال عليها النظرات الطامعة والعبارات الغريبة بين مغازلة وشتم، لكنها لم تكن آبهة، امتطينا القطار سوياً وعن قصد اخترنامقعداً أمامها، وفي حديثنا معا حاولنا استلال سبباً واحدا يدفعها للخروج بهذا المظهر الفاتن في مجتمع له عاداته، ومن سياق الحديث تبين لنا أنها مقتنعة تماماً بمظهرها وأن هدفها هو أن تظهر أنوثتها وتفاصيلها جسدها الفاتن ولا يهمها إن كانت تتصرف بشكل يضر المجتمع فهي تقول:”إرضاء الناس غاية لا تدرك، لذلك لو سعينا لما يعجب جميع المجتمع فإننا نضيع فرصة التمتع بما يعجبنا نحن والفئة القليلة التي تهمنا وتتذوق الموضة، لا أخفي عليكم أنني أزداد ثقة بنفسي كلما يزداد المعجبون بجمال جسدي رغم أنني أتلقى الشتائم والمعاكسات الشنيعة والجارحة من أولائك المتعصبين يومياً، في الأماكن العامة، لكني لا آبه لها أبداً”.

حينما تتحول الموضة الى متعة

تركنا القطار وأخذنا نجوب زقاق البليدة التي لم تخلوا هي الأخرى من مظاهر نساء كاسيات عاريات، على قلتهن مقارنة بالعاصمة إلا أن الأمر بات متفشياً يعكس غلاء ضريبة الانفتاح الثقافي التي يدفعها المجتمع الجزائري، استوقفنا سهام 23 سنة، طالبة بكلية الهندسة، تنحدرمن مدينة شرشال في فستان قصير أزرق، بدون أكمام،يبرز تفاصيل جسمها بالكامل، امتنعت عن الحديث إلينا حول الموضوع، ولكنها تراجعت لتوجه إلينا أغرب سؤال على الإطلاق:”هل تستطيعون الاستغناء عن ملذات الطعام؟”لم نستوعب الفكرة التي تريد ايصالها إلا بعد أن واصلت الحديث:”كذلك أنا والكثيرات لا نستغني عن هذا النوع من اللبس لأنه يواكب الموضة، ويجلب لنا إعجاب الشباب واهتمامهم، فالثياب بالنسبة لنا متعة شأنها شأن الطعام وملذات الحياة الأخرى”. هي فلسفة صعبة تتبناها محجبات بلغة الموضة والجمال، ومفندات لكل قيم الدين والمجتمع طمعاً في جلب شغف الجنس الآخر بهن، جاعلاتٍ من أجسادهن الناعمة الأسلوب الأنجع للإغواء والإثارة التي يسددن بها فراغ أنفسهن بما.

ولأن مثل هذه الظواهر تضرب المجتمع في الصميم، تاركةً خدوشها على الحياء والحشمة فيه، فإنها بذلك تمس جميع الأعمار والأجناس دون استثناء، حدثنا فتحي مسؤول بإحدى الإدارات مبديا استنفاره من الأمر:”تكاد الأخلاق النبيلة تنعدم في هذا المجتمع، كيف لا وقد أصبحت حواء التي هي رمز العفة فيه تستعمل جسدها لقضاء ما عجز لسانها ومستواها الثقافي بلوغه، بلباسها المشهر ومظاهرهن الفاضحة يصبين لاستفزاز الآخر واستدراجه لتحقيق أحلامهن”.

 بلال ذو السبعة والعشرين سنة علّق على الأمر بسخط كبير:”كيف لأمة مسلمة أن يتجنب شبابها الخروج أيام رمضان فقط كي يتفادى فظاعة المناظر في الخارج؟..فأنا شاب أقابل العشرات إن لم أقل المئات منهن يومياً بعضهن لا يعرفن كيف يحترمن أنفسهن ورغم ذلك يتحدثن عن الاحترام عندما يتحرش بهن الشباب، فهن يدّعين للرذيلة والفجور ويرتدين ما يستفزنا نحن الرجال باسم الحرية.

الأمر يتراوح بين النرجسية والولع

أما الدكتورة آسيا مهامل أخصائية نفسانية، فترجع الظاهرة إلى أن بعض النساء يعانين من نرجسية مفرطة، تؤدي بهن إلى التلذذ بجذب الآخر واثارة اعجابه، كما قد يعود الأمر الى صراع المرأة مع مشكل ظاهر في جسمها، يشكل لديها هستيربا تنقسم إلى قطبين: القطب الأول حينما جسمها صغير جدا أو كبيرا جدا فإنها لا تحس جيداً وتحاول اخفاءه باستمرار، وفي هذه الحالة تكره المرأة جسمها وقد تهينه في الكثير من الحالات.

والقطب الثاني عندما تكون المرأة مولعة بجسدها وتحبه لأقصى درجة فإنها تحاول دائما اظهاره والتباهي به واستعماله كإستراتيجية لمعالجة مشاكلها.علما أن هذا المشكل ليس حكرا على النساء فقط. وتدخل الظاهرة ضمن إطار السمات الوسوسية للفرد، ما يولد لدى المرأة سلوكات اضطرارية كرصد الذات نتيجة لعدم الثقة أو الثقة المفرطة بالنفس، حيث توهم المرأة نفسها بأن كل النظرات موجهة إليها.

رأي الشرع:

يقول الأستاذ عبد الفتاح إمام بأن:”مثل هذه التصرفات الصادرة عن كثير من النساء إنما هي دليل على تخلفهن وقلة وازعهن الديني وتأثرهن بالانحلال في الغرب والثقافة المنحطة، فقد خدعن بالإشهارات المغرضة، والمجلات والمواقع والفضائيات الهابطة وبعض الدوائر الغربية المنحلة في بلاد المسلمين، فظنن أن تلك هي الحضارة فتبعنها، فلباس العري شبه الإسلامي لا يحسن بهن الظن، ويشعل الفتنة في المجتمع لقوله صلى الله عليه وسلم:”الفتنة نائمة ولعن الله من أيقظها”. وعن الترميذي في حديث آخر قال صلى الله عليه وسلم:”ما تركت فتنة بعدي أضر على الرجال من النساء والمال”. ففتنة النساء من أعظم الفتن على الأمة المحمدية. كما يقول الرسول الكريم :”فاتقوا الدنيا واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل النساء”. إذاً هذه الأمور كاستفزاز الرجال ومنهن من تعل

ذلك من تفعل ذلك ابتغاء شهواتهن، لا يقبل النصح، ويتأثرن بالغرب فيدعين بلباسهن للإضرار بالمجتمع.


ولو ينظر في المجتمع الغربي بما فيه من انحلال، يجد المرأة تتصرف بدون مراعاة ولي أوقائم عنها، على خلافها في الإسلام. فبعض النساء لا يراعين ذلك ويظنون أن الحرية التي خدعهن بها الغرب هي الحرية الحقيقية، لكن المرأة سوف تندم في وقت ما على ما ضيعته في شبابها من احتشام ومكارم أخلاق وأعمال، ولما ساهمت به من انتشار الفاحشة، لتعم في الجيل الصاعد، لأنها سوف تتحمل وزرهم وأوزار من أضلوهم من بعد.لقوله تعالى:”من سن سنة سيئةً في الاسلام فله وزرها ووزر من عمل بها”. وهؤلاء النسوة الذين يمشين ويتمايلن بلباسهن الفاضح الذي فيه دعوة للخروج عن الأصالة ونبل الأخلاق لا يخضعن لقيم المجتمع المسلم الذي له ضوابطه وله أخلاقه وأسسه، ومنهن من هي ضحية أهلها ومنهن من هي ضحية الدعوات المغرضة والتي تظهرها كساقطة.

مقالات ذات صلة