-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
تعدّدت النيات والذبيحة واحدة

جزائريون يجمعون بين الأضحية والوليمة والعقيقة

ليلى حفيظ
  • 1390
  • 0
جزائريون يجمعون بين الأضحية والوليمة والعقيقة
بريشة: فاتح بارة

يقال إن الحاجة أم الاختراع والفقر أبوه.. وفعلا، لقد صار تدهور الأوضاع المعيشية للجزائريين وترّدي ظروفهم الاقتصادية أبوين شرعيين لكل ابتكار جزائري، يُفضي إلى تخطي عقبة أي أزمة مالية، تُصادف المواطن الزوالي، الذي أصبح يبتدع سلوكات اجتماعية عديدة. وأحيانا، غريبة، لمواجهة تكاليف الحياة التي سئمها. بغض النظر عن مدى مشروعيتها دينيا. وشعاره في ذلك: “استفت قلبك وإن أفتاك الناس وأفتوك”. ومن هؤلاء الذين استفتوا قلوبهم فقط، فئة من الجزائريين تقوم بجمع نيات مختلفة في أضحية العيد، التي تستخدم أيضا كعقيقة أو وليمة. فما مدى جواز جمع النيات في أضحية العيد؟

2 في 1

جمع النيات في أضحية العيد، يمكن أن يتخذ أشكالا عديدة، منها مثلا أن يشتري المضحي ماشية واحدة، وينوي أن يستخدمها كأضحية وعقيقة، أو كأضحية ووليمة، في نفس الوقت. تماما، مثلما فعلته السيدة “مريم”، وهي أرملة وأم لأربعة أولاد، قليلة ذات اليد، إلى درجة لم تسمح لها الظروف منذ وفاة زوجها بأداء شعيرة النحر. ولكن، في أحد الأعوام الماضية، وعلى غير العادة، اشترت أضحية سمينة، الأمر الذي أثار استغراب الكل، لتظهر النية الحقيقية من وراء ذلك لاحقا. إذ كانت تريدها أضحية يفرح بها الأولاد، وتتقرب بها إلى الرحمان، وتتباهى بها أمام الجيران.. وتستخدم لحمها لإقامة وليمة عرس ابنتها، الذي كان بعد العيد بأيام.. وهذا، حتى دون أن تسأل عن مشروعية ذلك من الناحية الشرعية. فالمهم، بالنسبة إليها أنها “سلكت حصلتها” بانتهاجها خطة 2 في 1.

حاجة وحويجة

ونفس الأمر تقريبا، فعله السيد “محمد”، الذي صادف أن رزق بطفلة قبيل عيد الأضحى الماضي، بأيام قليلة.. ولرغبته الشديدة في إقامة عقيقة لمولودته الجديدة، يعزم لها كل أقاربه وأحبابه، إضافة إلى حرصه على عدم تفويت سنّة الأضحية، كما اعتاد كل عام، ونظرا إلى استحالة أن يذبح ذبيحتين في نفس الوقت، فلقد اهتدى إلى تطبيق نظرية “حاجة وحويجة”، فذبح أضحية ثم استعمل لحمها لإقامة عقيقة لابنته.

أما السيدة “حميدة”، التي اعتاد زوجها شراء الأضحية بالتناوب مع والده، فمرة يذبح الوالد ويعطي نصف الأضحية لولده، وفي العام المقبل يذبح الابن ويقتسم الذبيحة مع والده، فلقد قررت هذا العام أن تخصص نصيبها من الأضحية، التي سيشتريها حموها، لإقامة وليمة ختان أصغر أبنائها.

أضحية واحدة لغايات متعددة

والشكل الآخر من أشكال جمع النيات في أضحية العيد، أن يشترك مجموعة من الأشخاص في شراء ماشية، وتكون على الأغلب عجلا، ثم تذبح يوم العيد. ولكن، لكل واحد منهم نيته الخاصة، في ما يستخدم فيه نصيبه، مثلما فعل أولاد السيدة “نادية”، الذين اشتركوا ماليا واشتروا عجلا ذبحوه يوم عيد الأضحى.. فنوت الأم أن يكون نصيبها أضحية لوجه الله، فيما استخدم ابنها البكر نصيبه لإقامة “وعدة”، وفاء بنذر كان قد نذره إن شفى الله أحد أولاده.. أما الابن الآخر، فقد أقام بنصيبه من الأضحية وليمة لعرس زفافه، الذي تقصّد تحديد موعد له بعد العيد مباشرة.

الشيخ شمس الدين الجزائري: لا يجوز الخلط بين الأضحية والعقيقة والوليمة

إن مشكلة جامعي النيات المختلفة في أضحية العيد، أنهم، كما قلنا في البداية، لا يسألون عن مدى جواز ذلك من الناحية الشرعية. ربما، لاعتقادهم أنهم ماداموا قد ذبحوا الأضحية، فهم أحرار بعدها في ما يفعلونه بلحمها، أو ربما لاستنادهم إلى فتاوى مشرقية تجيز ذلك، عكس ما يراه الشيخ شمس الدين الجزائري، الذي يقول: “أضحية العيد لها حكمها الخاص، فلا تخلط بغيرها، كأن يجعلها عقيقة أو وليمة، فلا يصح هذا. أما الاشتراك في شراء الأضحية، فلا يجوز، لأن الأضحية عبادة كالصلاة والصوم والزكاة والحج. والاشتراك في العبادة لا يصح. أما استدلالهم بحديث: “اشتركنا على عهد رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في ذبح بقرة”، فقد اشتركوا وتعاونوا في ذبح بقرة، ولم يشتركوا في ثمنها، فقد كان البقر لرسول الله- صلى الله عليه وسلم-، وكلّف عشرة بذبح بقرة.”

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!