الجزائر
عائلات تتابع نتائج التحقيقات باهتمام ووفاته باتت حديث العام والخاص

جزائريون يذرفون الدموع على خاشقجي

وهيبة سليماني
  • 9249
  • 33
ح.م

تحولت قضية قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي بطريقة “هيشكوكية ” إلى حديث العام والخاص في الجزائر، وبات مسلسل التحقيقات يستقطب اهتمام الجزائريين في المقاهي والشوارع والبيوت، وبالرغم من أن الضحية ليس جزائريا إلا أن دموع الجزائريين تهاطلت لطريقة مقتله بغزارة، وبات على لسان العجائز والشيوخ وحتى الأطفال، وما زاد من تعلق المواطنين بهذه القضية أكثر من غيرها هو الاهتمام الكبير لوسائل الإعلام المحلية والأجنبية لخلفيات مقتل خاشقجي الذي سيتحول بلا شك إلى “حسين” زمانه…
أكد الدكتور مسعود بن حليمة، المختص في علم النفس، أن قضية الصحفي السعودي جمال خاشقجي، سيكون لها أثر نفسي بليغا لدى الجزائريين على غرار باقي المتتبعين لها عبر العالم، وقال إن الطريقة التي قتل بها الضحية، التي تناولت بها وسائل الإعلام، ومنصات التواصل الاجتماعي “فايسبوك” الخبر ستترك جوانب سلبية على الصعيدين الاجتماعي والسياسي.
وقال بن حليمة إن الجزائريين ينتظرون باهتمام بليغ نهاية التحقيقات في القضية، كما يتوقعون معاقبة الجناة، لكن في حال اتخاذ القضية منحى آخر سوف تخلف لهم صدمة نفسية لها تداعيات عميقة، تتجلى في السلوكيات والأفكار السياسية والاجتماعية.
ويرى المختص في علم النفس، مسعود بن حليمة، أن قضية مقتل خاشقجي، كشفت للعالم أن المجتمعات العربية تواجه مكبوتات وعقدا نفسية لها انعكاسات سياسية واجتماعية واقتصادية، كما أن هذه المجتمعات لا تستطيع مواجهة الحوار، وهذا ما يجعلها تتجه إلى لغة العنف، مضيفا أن التخلف في العالم العربي وراءه مطاردة المخالفين للرأي جراء الضعف النفسي والخوف من تغير الفكر الذي يتبعه تغير في الحكم والحاكم أو تغير المصالح وسقوط الشرعية لبعض الأشخاص والمؤسسات والنظم.
ويعتبر بن حليمة الجرائم البشعة المتكررة في البلدان العربية كما في الجزائر، قتلت تدريجيا الشعور الإنساني وأن قضية خاشقجي المرتبطة بالسعودية البلد الذي ينظر إليه الكثير من المسلمين على أنه مقدس، ستؤثر في تغيير النظرة، كما سيجدها بعض القادة العرب تبريرا سياسيا لارتكاب جرائم أخرى في حال عدم معاقبة المجرمين الذين هم وراء مقتل الصحفي السعودي.
الجريمة الشنيعة التي راح ضحيتها خاشقجي، سوف تترك خدوشا نفسية حسب بن حليمة، بالنظر إلى طريقة تناولها في وسائل الإعلام، والتدقيق في طرق ارتكابها، ووصفها المبالغ فيه، حيث تتبعها المراهقون وحتى الأطفال.
من جهته، قال الدكتور أحمد رواجعية، مختص في علم الاجتماع السياسي، إن قضية خاشقجي أحدثت صدمة للجماهير في الجزائر كما في العالم أجمع، ولكن هذه الصدمة سرعان ما تزول حسبه، بعد شهر أو أكثر بالنظر إلى عدم اهتمام الجزائريين بالجانب السياسي للسعودية، بقدر اهتمامهم بالسياحة الدينية، وبأداء الحج والعمرة التي باتت حسبه طقوسا يطغى عليها الجانب المظهري والتباهي.
وأوضح الدكتور رواجعية أن الصحفي السعودي جمال خاشقجي غير معروف لدى عامة الجزائريين، وإن كان معروفا لدى فئة من المثقفين والإعلاميين، فإن هذه الفئة لا تخفى عليها جرائم أخرى ترتكب في العالم العربي والإسلامي، وتتركب في حق شعوب مثل اليمن وسوريا.

مقالات ذات صلة