-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
"الشروق" ترافق أعضاء اللجنة الوزارية للفتوى في رمضان

جزائريون يستفتون في اللحوم المستوردة وقروض السيارات

مريم زكري
  • 3509
  • 0
جزائريون يستفتون في اللحوم المستوردة وقروض السيارات

بالصوت والصورة، ولأول مرة، يستقبل أعضاء اللجنة الوزارية للفتوى، منذ بداية شهر رمضان، عشرات الاتصالات لمواطنين يسألون عن أمور دينهم ودنياهم ومسائلهم الرمضانية.. وكان الرد على المباشر بالصوت والصورة بطريقة عصرية وبسيطة، أين يتوفر التطبيق الذي أطلقته الوزارة مؤخرا على الهواتف الذكية، وذلك في إطار عصرنة ورقمنة القطاع وتنفيذا للبرنامج الذي سطرته وزارة الشؤون الدينية للشهر الفضيل في ما يخص جانب الفتوى.

“الشروق” كانت لها الفرصة، لنقل تفاصيل تعرض لأول مرة حول عمل لجنة الفتوى بالتقنية الجديدة  “webex” التي أطلقتها وزارة الشؤون الدينية والأوقاف منذ اليوم الأول من شهر رمضان، ومعرفة الكواليس الخاصة بعملية الرد على أسئِلة المواطنين وانشغالاتهم واستفساراتهم، التي تدور جلها حول الصوم وما يتعلق بأحكامه وزكاة الفطرة، وغيرها من الفتاوى المطلوبة، التي اعتاد الجزائريون على طرحها على الأئمة والفقهاء بمختلف الوسائل المتاحة لهم.

في حدود الساعة العاشرة والربع صباحا، دخلنا مبنى مقر وزارة الشؤون الدينية بالمقرية، وبعد استراحة قصيرة لبضع دقائق بقاعة الانتظار توجهنا رفقة مرشدنا بالوزارة نحو الطابق الخاص باللجنة المكلفة بعملية الفتوى، وبالتحديد إلى غرفة البث التي تستقبل الاتصالات المباشرة من الموطنين، هي عبارة عن “غرفة للدردشة” مجهزة بأحدث التقنيات الرقمية، والألياف البصرية لضمان سهولة التواصل بين المفتي والمستفتي، واستقبال صورة واضحة للطرفين، تتوسط القاعة شاشة عرض ديجيتال كبيرة تظهر بها صورة المتصل والإمام، يقابلها مكتب اللجنة أين يجلس المفتي والمرشدة، فيما يتواجد على يساره مكتب خاص باللجنة التقنية المكلفة باستقبال الاتصالات عبر حاسوب خاص قبل بثها على المباشر، وبعد ربط الاتصال يتم مناقشة السؤال والإجابة عنه، بحسب النصوص الشرعية.

بعد استماعنا لعدة اتصالات استقبلتها اللجنة، فصّلت الأخيرة في شرح طريقة عملها بالتقنية الجديدة لنا، وكشفت عن تجاوب كبير من قبل المواطنين الذين يستفسرون قبل فتح الكاميرا عن هوية الأشخاص الموجودين بالغرفة، حيث يفضل أغلبهم الحديث بمفردهم مع الإمام، حتى يجدوا راحتهم خلال تلقي الفتوى. وجهتنا الثانية، كانت نحو مكتب الرقمنة، أين تلقينا هناك شروحات مفصلة من قبل المهندسة المختصة في مجال الإعلام الآلي، حول طريقة العمل بالتطبيق، وتقول محدثتنا إن الطريقة سهلة وبسيطة جدا، حيث يتم تحميل تطبيق “webex” من المتجر الإلكتروني “بلاي ستور”، الخاص بتنزيل التطبيقات التي تعمل على نظام “الأندرويد” بالهاتف الذكي أو الحاسوب، ثم الدخول إلى رابط موقع وزارة الشؤون الدينية  marz.dz، والضغط على الخانة الخاصة بالفتوى المباشرة فيجري الاتصال، ويختار المتصل فتح الكاميرا لمشاهدة أعضاء اللجنة والحديث معه وجها لوجه أو الاكتفاء بالحديث بالصوت فقط.

هذه أكثر الفتاوى التي يسأل عنها الجزائريون

وفي أثناء تواجدنا بغرفة البث تلقت اللجنة اتصالات عديدة من قبل مواطنين من بينها اتصالات، لم يتمكن أصحابها من البقاء على الخط المباشر، لأسباب تقنية تتعلق بعدم معرفتهم طريقة استخدام التطبيق، فيتم تلقائيا إلغاء الاتصال ليتمكن المتصل من إعادته مرة أخرى، وتنوعت الفتاوى التي طلبها بقية المتصلين، حيث ركز معظمهم على معرفة طرق إخراج الزكاة ومستحقيها وإن كان للوالدين والأخوة نصيب في الحصول على الزكاة أو الصدقة، وحتى زكاة الفطر التي أصبحت مؤخر طريقة إخراجها تشغل بال الجزائريين كثيرا، فيبحثون عن فتاوى بطرق عشوائية في الفضائيات العربية والمواقع الإلكترونية، وإلى جانب ذلك، تلقت اللجنة اتصالات تتعلق بأحكام الصيام وكل ما يخص العبادات في هذا الشهر الفضيل، وبحسب ما حدثنا عنه عضو اللجنة الإمام بن عامر بوعمرة أن أغلب الأسئلة التي ترد الوزارة تكون بحسب كل مناسبة، لكن أغلب الفتاوى المطلوبة التي يتلقونها تتعلق بالميراث والأسرة والطلاق، حيث يقع أزواج في دوامة من الحيرة للبحث عن حل ومخرج، بعد تلفظهم بالطلاق، تحت تأثير الغضب، وهذا ما حدثنا عنه مرشدنا قائلا إن اللجنة تلقت قبل أيام سؤالا كتابيا مستعصيا جدا عبر الموقع الخاص بالوزارة من مواطن طلق زوجته خلال شهر رمضان في لحظة غضب، وبعدها راسل اللجنة للبحث عن فتوى تبيح له إرجاع زوجته، ورد محدثنا بأن الأمر في هذه الحالة يوجه للجنة الوطنية للفتوى.

فيما تلقت اللجنة منذ بداية شهر رمضان الحالي أسئلة عديدة حول اللحم المستورد للحصول على فتوى إن كان لحما حلالا وفق الشريعة الإسلامية، كما ترد انشغالات أخرى تخص قروض السيارات الجديدة وقروض “أونساج” لمعرفة حكم الاستفادة منها من الناحية الشرعية.

هكذا تتم الإجابة عن أسئلة النساء

استعانت اللجنة الخاصة بالفتوى بمرشدات مؤهلات ومجندات لمرافقة الأئمة خلال الرد على الأسئلة المتعلقة بفتاوى تطلبها النساء اللواتي يتصلن على المباشر، وذلك لتبسيط السؤال وإعادة صياغته بحيث تكون هذه الأسئلة غالبا حسب محدثنا تتعلق بالأعذار الشرعية للمرأة، التي تمنعها من أداء العبادات المفروضة، على غرار الصوم والصلاة، أين تجد المتصلات إحراجا كبيرا في الحديث مباشرة مع الإمام أو تجد صعوبة في إيصال انشغالها وصياغة السؤال الذي ترغب في طرحه، فتتولى المرشدة مهمة الوسيط لتبسيطه، وفتح باب المناقشة بطريقة علمية تسمح بالحصول على الإجابة الشافية، وقطع الوساوس والشكوك التي تشغل بال المرأة في أثناء فترة الحيض في شهر رمضان، ويقول الإمام بن بوعمرة خلال شرح تفاصيل عمل اللجنة بالتقنية الجديدة أن النساء يتصلن فقط عبر الصوت دون فتح كاميرا الهاتف لضوابط شرعية.

الإجابة عن 9 آلاف سؤال منذ بداية رمضان

من جهته، أكد المدير الفرعي للتوجيه الديني والإرشاد بوزارة الشؤون الدينية، عبد القادر دبشة، أن التقنية التي أطلقتها وزارة الشؤون الدينية، جاءت لتسهيل الإجابة عن تساؤلات وانشغالات المواطنين من خلال الإجابة المباشرة، أين يتم استقبال المواطن عن طريق التحاضر المرئي عبر تطبيق “الوابكس” لطرح انشغاله واستفساره، وكشف مدير الإرشاد أن هذه التقنية تم استحداثها في إطار تطوير وعصرنة قطاع الشؤون الدينية ومواكبة التطورات الرقمية، حيث يستطيع من خلالها أن يطرح السائل انشغاله ويتناقش مع الإمام المفتي بكل أريحية، ويجب عن هذه الأسئلة أئمة ومرشدات دينيات.

وعن برنامج اللجنة يقول محدثنا إن المواطنين بإمكانهم الاتصال خلال الفترة الصباحية من العاشرة إلى منتصف النهار، التي تعتبر فترة الذروة لعدد المتصلين، كما تمتد الفترة المسائية من الساعة الواحدة زوالا إلى الرابعة مساء.

وأكد دبشة خلال حديثيه إلينا، أن موقع الوزارة الإلكتروني يستقبل مئات الرسائل الكتابية يوميا، حيث بلغ عددها منذ بداية شهر رمضان نحو 9 آلاف سؤال.

عضو باللجنة: نسعى لتقريب المواطن من علمائه وفقهاء بلده

من جهته، ثمن أمين المجلس العلمي لولاية تيبازة وعضو مكتب الفتوى بوزارة الشؤون الدينية، الشيخ بن عامر بوعمرة، الجهود التي تبذلها الوزارة كل سنة لتقريب المواطن من علمائه وفقهائه، قائلا إن المشروع الجديد الخاص بالفتوى المباشرة المرئية يتيح للمواطن فرصة النقاش وهو يرى الشخص الذي يكلمه، كما تتميز هذه التقنية بالسرية التامة، حيث لا يتم نشرها عبر أي جهة أو وسيلة اتصال أخرى، حفاظا على خصوصية وأسرار المواطنين، وهذا ما خلق نوعا من الارتياح والفرحة التي لوحظت في وجوههم، وعبرت عن تفاعلهم واهتمامهم بدينهم ورجوعهم إلى علمائهم، وزادتهم راحة ليسألوا ويفصلوا في استفسارتهم ويتلقوا أجوبة كافية وشافية، مشيرا إلى أن الجزائر لها مرجعيتها وعلماؤها، وأن الفتوى المباشرة المرئية ستكون في خدمة المواطنين لتلقي فتاوى من علماء بلدهم بدلا من التوجه نحو جهات أخرى التي تخالف فتواهم المرجعية وتجعل الجزائري تائها حائرا.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!