-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
عائلات تؤجل الأعراس واحتفالات أعياد الميلاد والنجاح

جزائريون “يطلقون” مظاهر الفرح تضامنا مع غزة

نادية سليماني
  • 1070
  • 0
جزائريون “يطلقون” مظاهر الفرح تضامنا مع غزة
أرشيف

تسبّبت الإبادة الجماعية التي يتعرض لها سكان قطاع غزة على يد المحتل الصهيوني، في انتشار مشاعر حزن وأسى لدى كثير من الجزائريين، لدرجة أن بعضهم أجّل إقامة أعراسه وحفلاته، منتظرا ما ستسفر عنه الأيام المقبلة، فشعور الفرح غادر نفوس كثير من العائلات التي فقدت لذة الحياة، وباتت تنام وتصحو على أخبار المجازر والقصف البربري للمستشفيات التجمعات السكانية..
وتم في هذا السياق تأجيل الكثير من الأعراس التي كانت مبرمجة خلال شهري أكتوبر ونوفمبر من طرف أصحابها، ومبررهم هو مساندة ومؤازرة أبناء وأمهات غزة المكلومين في مصابهم الجلل، ولو بأضعف الإيمان، فبعض الجزائريين لا يمكنهم الفرح والضحك بينما يباد الشعب الفلسطيني ويُهجر يوميا على يد الغزاة الصهاينة، في مشاهد يومية مليئة بأخبار الموت والانفجارات، فالموت في قطاع غزة والحزن والقنوط في الجزائر.
“ياسين” قاطن ببلدية برج الكيفان بالجزائر العاصمة، أخبرنا بأن جارهم شخص ميسور ماديا، وكان معتادا على إقامة أعراس زواج فاخرة لأبنائه، ولأنه كان يبرمج عرسا لأحد أبنائه خلال شهر أكتوبر المنصرم، ولأن الحدث تصادف مع انطلاق طوفان الأقصى، قرر هذا الشخص تنظيم حفلة بسيطة جدا يحضرها المقربون من العائلة فقط، ودون مظاهر الغناء والفرح. ومبرره أن الجو العام و”النفسية الحزينة” لا تسمح بتنظيم عرس كبير، بينما أشلاء أبناء غزة لا تزال تحت أنقاض البنايات المقصوفة بالقنابل الفوسفورية. وقال لمقربين: “لولا أنني دفعت تكاليف هذا العرس مسبقا ودعوت الناس، لكنت أجّلته كليا إلى ما بعد أحداث غزة”.

شعور الفرح غادرنا..
عائلة أخرى من بلدية القصبة، وبعدما دعت الأقارب والأحباب لعرس ابنتهم المقرر في 5 نوفمبر الجاري، عاودت الاتصال بالمدعوين لتخبرهم بتأجيل موعد الزفاف لموعد غير محدد بسبب أحداث غزة، خاصة وأن ربّ الأسرة إمام مسجد، مواظب على الحديث عن مأساة قطاع غزة عبر المنابر. ومواطنون آخرون رفضوا تلبية دعوات الحضور لأفراح ومُناسبات، لأنه شعور الفرح والتمتع بالحياة غادرهم منذ انطلاق طوفان الأقصى..وقالت “نوال”، موظفة ببنك، كيف أذهب للتمتع في عرس، وأنا حاليا لا أغادر “قناة الجزيرة” لمتابعة المستجدات بقطاع غزة دقيقة بدقيقة، حتى في مكان عملي وداخل الحافلة. مؤكدة بأنها تشعر بحزن كبير، قد يدخلها في حالة اكتئاب، إذا ما استمرّت مشاهد القصة والقتل والدمار بفلسطين.
وفي هذا الشأن، أكّد رئيس اللجنة الوطنية لقاعات الحفلات، المنضوية تحت لواء الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين، بريكسي رقيق في اتصال مع “الشروق”، بأنّ كثيرا من العائلات أجّلت أعراسها التي كانت مقررة خلال شهري أكتوبر ونوفمبر للسنة الجارية، دون ذكر الأسباب الحقيقية لذلك، إذ يبررون دائما بأن مشاكل مالية تعترضهم.
وقال مُحدثنا، بأن مظاهر الفرح غابت عن العائلات الجزائرية، فحتى مواكب الزفاف باتت تمر بهدوء وصمت في الشوارع، كما لجأت العديد من العائلات إلى تجميد الاحتفالات بأعياد الميلاد وحفلات التخرج وكل ما له علاقة بالنجاح، وحتى الآباء الذين وهبهم الله مواليد جدد فضلوا تأجيل وليمة العقيقة” وهذا كله بسبب التأثر بالمجازر التي تحدث في غزة منذ أكثر من شهر والتي راح ضحيتها أزيد من 12 ألف فلسطيني منهم قرابة 5000 طفل و2000 امرأة ناهيك عن الشهداء المتواجدين تحت الركام والذين يزيد عددهم عن 1800 شهيد…

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!