-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
خوفا من مستشفيات سطيف المملوءة وضغطها

جزائريون يعالجون كورونا في بيوتهم تبعا لفيديوهات الاستشفاء المنزلي

سمير مخربش
  • 2492
  • 4
جزائريون يعالجون كورونا في بيوتهم تبعا لفيديوهات الاستشفاء المنزلي
ح.م

يفضل العديد من الجزائريين التصدي لوباء كوفيد 19 في منازلهم وعلاج أنفسهم بأنفسهم، ورفع شعار “ليسعك بيتك” الذي يعني أيضا لدى البعض تجنب المستشفى لما فيه من متاعب وتبعات قد تزيدك هما على غم.

يحدث هذا بولاية سطيف التي تحتل حاليا المرتبة الثالثة وطنيا بتسجيل أكثر من 900 إصابة، وهي الولاية الأولى في عدد الإصابات الجديدة ولازالت تتصدر القائمة بأرقام مخيفة سواء تعلقت بالإصابات أو عدد الوفيات، مع تسجيل تشبع في كل مستشفيات الولاية.

هذا التشبع الذي يعني بالنسبة للبعض استحالة التفكير في الذهاب إلى المستشفيات حتى عند ثبوت رؤية الأعراض وهو الطريق الذي اختاره العديد من المرضى الذين رضوا بأي شيء إلا المستشفيات. وهنا يؤكد لنا أحد المرضى أنه يعاني من آلام في الصدر وصعوبة في التنفس وحمى وسيلان وسعال، وهو متيقن على حد قوله بأنه مصاب بفيروس كورونا، ورغم ذلك قرر عدم الذهاب إلى المستشفى، لأن الأمر بالنسبة إليه مغامرة مجهولة العواقب.

أمثال هذا المريض تعددوا وتنوعوا وانتشروا في كل مكان وأغلبيتهم من فئة الشباب، ففيهم الذين تيقنوا من حمل الفيروس، لكنهم رفضوا التنقل إلى المستشفى، لأن المهمة أضحت صعبة للغاية بسبب الضغط الكبير المفروض على المؤسسات الاستشفائية، وقد لاحظ هؤلاء أن بعض المرضى وجدوا أنفسهم مجبرين على الوقوف في الطابور وانتظار لمدة طويلة من أجل إجراء اختبار الكشف عن الفيروس، وإذا نجحوا بعد جهد جهيد من إجراء هذا الاختبار، عليهم انتظار أسبوع على الأقل لمعرفة النتيجة التي تأتي من مخبر قسنطينة على اعتبار أن مخبر المستشفى الجامعي بسطيف اشتغل لعدة أتام وتوقف عن النشاط لانعدام العتاد.

وحسابيا، في نظر هؤلاء المعادين للمستشفيات، انتظار مدة أسبوع يعني أن الفيروس تمكن من الجسم وصال وجال وسرى في العروق مسرى الدم وبسط سيطرته على المريض ولم يعد ينتظر المريض سوى الإنعاش أو الاستعداد ليوم الرحيل، كما أن التنقل إلى المستشفى يعني الاحتكاك بالمصابين بالوباء وهنا لا مفر للحالات المشتبه فيها التي قد يتنقل إليها الفيروس فتصاب به بسبب الاحتكاك العشوائي، كما أن الضغط المفروض على الطاقم الطبي وشبه الطبي قد يحدث اختلالا في التكفل بالمرضى، خاصة مع غياب العديد من الوسائل في مقدمتها أجهزة التنفس التي تشكل هاجسا بأغلبية المستشفيات.

وأمام هذه المعطيات اقتنع العديد من المرضى بضرورة مقاطعة المستشفيات وفضلوا البقاء في بيوتهم والتكفل بعلاج أنفسهم باستعمال مختلف الأدوية في مقدمتها الباراسيتامول ودوليبران مع الإكثار من الفيتامينات كفيتامين “س” و”د” مع الاعتماد أيضا على العلاج بالأعشاب كاستعمال القرنفل الذي أوصى به المختصون، بل إن هناك امرأة صيدلية نشرت فيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي وأكدت أنها خبيرة في الصيدلة ولما أصيبت بفيروس كورونا طبقت الحجر المنزلي وعزلت نفسها واكتفت باستعمال القرنفل كعلاج ونجحت في الاستشفاء من الوباء، وهو الفيديو الذي شجع العديد من الجزائريين الذين تهافتوا على القرنقل واعتبروه أفضل منقذ من كوفيد 19 بعيدا عن المستشفيات والبروتوكولات.

وقد رجحت كفة هذا العلاج في الآونة الأخيرة مع تراجع قوة الفيروس الذي لم يعد حسب الأطباء بنفس الشراسة التي كان عليها في بداية الجائحة، مع انتشار ثقافة أن الوباء ليس بالحدة التي يتحدث عنها البعض، بل هو نوع من الأنفلونزا كبقية الأنواع التي خلفت ضحايا بأعداد تفوق الأرقام الحالية.

كما أن هذه الأيام تعرف انتشار أنفلونزا حادة – حسب ما يؤكده الأطباء – ولها نفس أعراض وباء كوفيد 19 وقد أصابت أعدادا هائلة من الجزائريين الذين عالجوها في منازلهم ولم يكلفوا أنفسهم التنقل إلى الطبيب وبالتالي كل من استعصى عليه الظفر بسرير في المستشفى ينويها انفلونزا عادية ويعالجها بالطرق التقليدية المعروفة قبل ظهور كورونا.

وقد اطلع الجزائريون على فيديوهات خارج الوطن عن مرضى بالوباء عالجوا أنفسهم في المنازل بعد ما فضلوا العزلة وانتصروا على المرض وهو ما عزز العلاج في البيت الذي يعني تجنب ضغط المستشفيات وإرهاق الطاقم الطبي وتبعات العلاج في مؤسسات تعاني من نقص الأسِرة والعتاد، ولذلك اختار العديد من الجزائريين حديث الرسول صلى الله عليه وسلم كشعار، حيث يقول: “أمسك عليك لسانك وليسعك بيتك وابك على خطيئتك”، والخطيئة هنا تكون بمفهومها الواسع.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
4
  • يعقوب

    يعني مازالت ريمة في عاداتها القديمة ، لاشيء تغير ربي يستر

  • Imazighen

    على بن بوزيد وفورار، توفير قاروات الأوكسجين وتوفير الأدوية في الصيدليات، ولتذهب المستشفيات إلى الجحيم...هرمنا من منظومة صحية مهترية.

  • نونو

    هادو لي فهموا مليح كورونا نستعرف بهم بصح مع عزل نفسهم على الآخرين

  • Omar

    Des comportements irresponsables,...